الجزائر 19 ديسمبر 2012 / أعرب الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، مساء اليوم (الأربعاء) عن رغبة بلاده في فتح صفحة جديدة في العلاقات مع الجزائر، مؤكدا انه لم يأت الى الجزائر من أجل التعبير عن الندم أو الإعتذار عن الماضي الإستعماري لبلاده.
وقال أولاند في مؤتمر صحفي عقده مساء اليوم بالجزائر العاصمة عقب محادثات أجراها مع الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، "بعد مرور خمسين عاما (على استقلال الجزائر) من الضروري أن نفتح اليوم مرحلة جديدة وعهد جديد".
وتابع "نحن قادرون على إلقاء نظرة حكيمة للماضي ونجرب ما استطعنا تحقيقه معا فرنسا والجزائر ونفتح صفحة جديدة ونعمل اليوم من أجل تحقيق أهدافنا بسرعة وإلى أبعد حد".
ووصف أولاند زيارته للجزائر "بالجدية وفاتحة عهد جديد لعلاقات ثنائية مبنية على الشراكة الدائمة".
وقال "لم آت إلى هنا للتعبير عن الندم أو الاعتذار، جئت لأقول ما هو حقيقة وما هو تاريخ".
وتابع "هناك حقيقة يجب قولها حول الماضي وهناك خاصة إرادة للنظر للمستقبل، وزيارتي هي للمستقبل وهي من أجل تعبئة مجتمعينا".
وأضاف بخصوص المطالب الجزائرية حول الإعتذار عن فترة الإستعمار "لقد كنت دوما واضحا بخصوص هذه المسألة، أي قول الحقيقة بخصوص الماضي وقول الحقيقة بخصوص الاستعمار وقول الحقيقة حول الحرب ومآسيها وقول الحقيقة حول الذاكرة المجروحة".
وأكد "وجود إرادة لعدم جعل الماضي عقبة في العمل من اجل المستقبل، وبالتالي سيسمح لنا الماضي بمجرد الاعتراف به الذهاب أبعد وبسرعة أكبر لتحضير المستقبل...هذا ما سأقوله غدا لأعضاء البرلمان الجزائري ومن خلالهم إلى الجزائريين والفرنسيين".
وكانت أحزاب إسلامية وقومية من المعارضة الجزائرية قد وجهت رسالة إلى أولاند عشية زيارته دعته فيها إلى الاعتراف والاعتذار عن جرائم الاستعمار الفرنسي في الجزائر الذي استمر 132 عاما (1830-1962).
من ناحية اخرى، أكد أولاند أن "الجزائر تلعب دورا هاما في مكافحة الإرهاب، وهي بلد محوري كبير في المنطقة المغاربية والإفريقية ولا يمكن تجاوزه فيما يتصل بالأحداث الجارية في مختلف دول المنطقة".
وأعلن الرئيس الفرنسي عن تطابق المواقف بين البلدين بخصوص الأزمة في مالي، قائلا "نحن متوافقون حول اعتماد لغة الحوار لحل الأزمة المالية والعمل على إجراء المفاوضات لكن مع الجماعات التي لا تدعم الأعمال الإرهابية".
ورأى أولاند أن الجزائر غير معنية بما تشهده المنطقة العربية من تغييرات باعتبار أنها عاشت ربيعها قبل 20 عاما، وقال "إن الجزائر قدمت تضحيات وهي تسير الآن نحو الإستقرار".
وبدأ الرئيس الفرنسي اليوم زيارة دولة إلى الجزائر على رأس وفد كبير لتخفيف حدة التوترات الدبلوماسية وفتح صحفة جديدة فى العلاقات السياسية، التي تأثرت بشدة بالماضي الاستعماري الفرنسي.
/مصدر: شينخوا/
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn