بكين   مشمس -2/-12 

صور ساخنة

أخبار متعلقة

  1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻

تحليل إخباري: مراقبون: حشود فتح في مهرجان انطلاقتها بغزة تعزيز لمكانتها في موازين المصالحة

2013:01:05.08:35    حجم الخط:    اطبع

غزة 4 يناير 2013 / اعتبر مراقبون فلسطينيون، أن الحشود غير المسبوقة التي توافدت اليوم (الجمعة) على مهرجان حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) لإحياء ذكرى انطلاقتها لأول مرة في قطاع غزة منذ عام 2007 ، عززت مكانتها وأعادت الانتعاش لشعبيتها في موازين القوى الداخلية.

ورأى المراقبون، أن الحشد الذي يعد الأكبر من نوعه في غزة حمل رسائل داخلية وخارجية تعيد الاعتبار لمكانة فتح وتنفي فقدانها لشعبيتها في القطاع بعد نحو 6 أعوام من حكمه من قبل حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

واحتفلت فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس بمشاركة مئات الآلاف من أنصارها، بالذكرى السنوية 48 لانطلاقتها للمرة الأولى في قطاع غزة منذ خسارتها السيطرة عليه لصالح غريمتها حماس.

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر في غزة مخيمر أبو سعدة لوكالة أنباء ((شينخوا)) ، إن الحشد الجماهيري الكبير لحركة فتح "مثل انتعاشة كبيرة وغير متوقعة لوضعها التنظيمي وهو رسالة بأن غزة لا يحكمها لون واحد".

واعتبر أبو سعدة ، أن " السياسة القمعية التي اتبعتها حماس ضد فتح في قطاع غزة خلال الأعوام الماضية ومحاولات فرض قوانينها على قطاع غزة زادت في الواقع من شعبية حركة فتح وهو ما ظهر خلال المهرجان الأول لها في القطاع".

ورأى أبو سعدة، أن مهرجان فتح "أظهر بوضوح حجم الالتفاف الشعبي الكبير الذي تحظى به ومن شأن ذلك أن يساعد على إتمام المصالحة الفلسطينية التي لا يمكن أن تحدث إذا كانت فتح ضعيفة وتعاني من مشاكل داخلية".

وجاءت إقامة مهرجان لحركة فتح في غزة بعد انقطاع طويل لتمثل مبادرة تقارب أخرى مع حركة حماس التي كانت احتفلت بذكرى انطلاقتها الـ 25 في ثلاث مدن رئيسية في الضفة الغربية منتصف الشهر الماضي.

وشهدت العلاقات بين فتح وحماس تقاربا على خلفية الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة منتصف نوفمبر الماضي الذي قالت الحركة الإسلامية إنها حققت "انتصارا" خلاله بفرض شروطها في اتفاق لوقف إطلاق النار رعته مصر ، ثم دعمها لعباس في توجهه للأمم المتحدة وحصول فلسطين على صفة دولة مراقب غير عضو في المنظمة الدولية في 29 من ذات الشهر.

وأضفت المبادرات المتبادلة بين الحركتين أجواء إيجابية على فرص المصالحة بينهما لكنها ستبقى منقوصة دون خطوات عملية لتحقيق ذلك وفق مراقبين اعتبروا أن ما جرى هو إدارة للانقسام أكثر منه دليلا عمليا على الرغبة بالمصالحة.

وطغت المشاركة الشعبية الحاشدة على أجواء مهرجان فتح في غزة في مشهد غير مسبوق رأى الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله من غزة، أنه حمل رد فعل انفعاليا يعكس رغبة سكان القطاع بالحرية والمصالحة ووقف قمع الحريات.

وقال عطا الله لـ (شينخوا)، "اليوم هناك الكثير من الآمال وهذا المهرجان مقدمة لتحقيق طموحات الشعب الفلسطيني بإنهاء الانقسام واستعادة النظام السياسي، وقد منح الاحتفاء الحاشد دفعة أمل جديدة لذلك".

غير أن عطا الله شدد على أن استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية " ليست فقط تنظيم احتفالات في غزة والضفة الغربية ، وإنما إرادة وقرارات يجب أن تفعل من قبل القيادات السياسية المسؤولة عن ذلك".

وامتنعت فتح وحماس حتى الآن عن اللقاء على المستوى الأول لقياداتهما منذ قرار الحركة الإسلامية وقف عمل لجنة الانتخابات المركزية في قطاع غزة في يوليو الماضي ما أوقف تفاهمات للبدء بتنفيذ اتفاق (الدوحة) الذي وقع بينهما.

وتم إعلان هذا الاتفاق برعاية قطرية في فبراير 2011 ونص على تشكيل حكومة موحدة من مستقلين برئاسة عباس تتولى الإشراف خلال مدة 6 شهور على إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والتي لم تجر منذ العام 2006.

وينتظر أن تستأنف هذا الشهر جهود المصالحة بوساطة مصر التي دعت لهذا الغرض الرئيس عباس إلى زيارتها غير أنه مازال من المستبعد سهولة جسر الخلافات العميقة بين الحركتين بحسب مراقبين فلسطينيين.

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت في رام الله بالضفة الغربية أحمد رفيق عوض لـ (شينخوا)، إن فتح وحماس تقدمان مؤشرات من خلال خطوات متواضعة بتقاربهما تجاه إدارة أزمة الانقسام وليس محاولة حقيقة لإنهائه.

ورأى عوض، أن "الإدارة السياسية الحقيقية لمصالحة جدية مازالت غير متوفرة خاصة أن إنهاء الانقسام يتطلب بالدرجة الأولى اتفاقا كاملا على برنامج سياسي موحد وهو أمر بعيد المنال في سياسية وخطاب كلا الطرفين".

وإلى جانب الخلافات السياسية وعلى خطوات المصالحة نفسها ، فإن عوض يشير باهتمام إلى حالة "التنافس" القائمة بين الحركتين "إذ أن كل طرف يلهث وراء أكبر قدر من الاعتراف والشرعية والأفضلية أمام الأطراف الإقليمية والدولية فتظهر الحركتان وكأنهما في مسارين يتناقضان أكثر مما يتكاملان ".

وفي الواقع فإنه ليس بالإمكان بسهولة تجاوز الانشقاق السياسي الذي تصلب بشدة بين فتح وحماس خلال السنوات الخمس الماضية من الانقسام الداخلي بمجرد اتفاق تدعمه حتى الآن الشعارات فقط.

فقد خلقت حماس في الوقت الحاضر أنظمة منفصلة خاصة بها تشمل آليات أمنية وضريبية وسياسة خارجية ووظائف حكومية لإدارة خاصة بها في غزة، وبالتالي فإنه من الصعب أن توافق على التنازل عن كل هذا.

وتصر فتح على أن جوهر المصالحة هو التوجه فورا لانتخابات عامة، فيما تتمسك حماس بأن العودة لصناديق الاقتراع تتطلب أولا إنهاء كل آثار الانقسام الداخلي والتوحد في برنامج متكامل يتطلب شراكة سياسية وإدارية وطنية.

وتبقى المصالحة الداخلية مطلبا كان ومازال محل إجماع من قبل كافة الأطراف الفلسطينية.

ويقول المحلل السياسي من غزة طلال عوكل لـ (شينخوا) ، إن كل فلسطيني عاقل بغض النظر عن آرائه بالنسبة لحل النزاع ، يفهم أن كيانا فلسطينيا مشرذما لوحدتين منفصلتين لن يتمكن من الحصول على أي شيء على الساحة الدولية.

لكن عوكل، يؤكد أن إنهاء الانقسام الذي بدأ ليستمر طويلا مازال بحاجة لتطور إقليمي كبير يؤثر على موازين القوى الفلسطينية الداخلية بحيث يرجح كفة طرف على حساب آخر ويفرض بالتالي التوحد الوطني بالاعتبارات اللازمة لذلك.

ويقول أبو سعدة، إن ما يحدث يمثل أجواء ايجابية لكن المصالحة شي آخر فهي مازالت بحاجة إلى ثلاثة شروط أساسية وهي رغبة سياسية حقيقية لدي طرفي الصراع بإنهاء الانقسام، وتدخل مصري حقيقي، ورفع للعراقيل الخارجية أمامها بإيجاد تمويل عربي في حال حصولها، معتبرا أنه دون ذلك ستبقى المصالحة تراوح مكانها.

/مصدر: شينخوا/

تعليقات