بيروت 9 يناير 2013/ في وادي الحاصباني بجنوب لبنان ينشغل النازحون السوريون كاخرين في الشمال بإزاحة الثلج الذي تساقط جراء العاصفة التي تجتاح البلاد منذ ايام عن خيامهم العتيقة ويبحثون عن وسائل للتدفئة لمواجهة شتاء قاس شديد البرودة.
ويقول عمر الياسمينة، وهو نازح سوري من حي بابا عمرو بحمص، الذي شهد معارك ضارية بين الجيش السوري والمسلحين المعارضين العام الماضي لوكالة أنباء (شينخوا) اليوم (الاربعاء) "لقد سهرنا الليل بطوله ونحن نعمل على رفع الثلج عن الخيام".
وتابع الياسمينة الذي يقطن خيمة بوادي الحاصباني "اننا نواجه مع النساء والاطفال الصقيع بما تيسر من بطانيات، نحن نكافح من اجل البقاء (..) الشتاء هذه السنة كان قاسي القلب لم يرأف بحالنا ولن يتركنا ويحاربنا بالثلج والريح والمطر والبرد".
واضاف "نحن ضعفاء جدا في هذه الفترة، اذا استمر الجو العاصف فمصير العديدين منا الهلاك".
ويتعرض لبنان منذ يوم الاحد الماضي لعاصفة ثلجية وأمطار غزيرة تسببت في، مقتل 4 اشخاص واصابة 55 اخرين، حسب ما أفاد الاثنين مدير العمليات في الصليب الأحمر في بيروت جورج كتاني.
وتشكلت برك ومستنقعات عند مداخل العاصمة بيروت وعلى طول الطريق الساحلي شمالا وجنوبا بسبب الهطول الغزير للامطار طوال الليل.
واصدر وزير التربية اللبناني حسان دياب مذكرة قضت بإغلاق المدارس يومي الثلاثاء والأربعاء في المناطق اللبنانية كافة.
واشتدت قوة العاصفة الثلجية خصوصا في الجنوب منذ الاحد الماضي على منطقة حاصبيا وتدنت معها درجات الحرارة الى ما دون الصفر.
ولم يجد النازح السوري رائف الشربوق في هذا الجو العاصف سوى "قنديل الجاز" ليحمي اطفاله من البرد القارس.
وقال الشربوق "ما كان لدينا من مازوت استهلكناه بسرعة، والحطب فقد من محيط خيمتنا حيث ننزح منذ عدة اشهر هنا في العرقوب من جنوب لبنان، الثلج غطى كل شيء والصقيع ينخر عظامنا، قنديل الجاز بات الوسيلة الوحيدة مع الحرامات لنحمي العائلة من البرد".
وتابع "مياه الامطار دخلت الخيمة (..) وتبلل كل شيء بداخلها حتى ملابس الاطفال، انها مأساة لم نعرف مثيلا لها يوما ولم نجد من يقدم المساعدة المطلوبة".
وكانت احدى الجمعيات المانحة قد وزعت منذ اسبوعين 40 لترا من المازوت لكل عائلة نازحة استهلكتها بالكامل بسبب الطقس، حسب النازح السوري جميل الحميد من ريف دمشق.
وقال إن "الحطب فقد من محيطنا (..) قصدنا مكبات النفايات وجدنا ما نحرقه لكن مع المطر الغزير قضي على كل شيء، وبات وقود النار نادر وغير موجود حقا، نعيش في وضع قاس ونحتاج لكل شيء حتى الخبز لم نجده الا بصعوبة".
وتعوق هذه الاجواء التي عرقلت حركة السير واغلقت بعض الطرق الرئيسية حركة النازحين في البحث عن طعام.
وتقول النازحة سلوى العيشي التي تحار في الحصول على طعام رضيعها من لبن "لا وسيلة نقل عندنا، ولا مال بحوزتنا، وكل ما نملك هي ارادة البقاء على قيد الحياة حتى يفرج الله عن بلدنا لنعود الى ارضنا ووطننا ومنازلنا".
وخلال الساعات القليلة الماضية، تسربت مياه الامطار داخل خيام عتيقة يقطنها عشرات النازحين، بينهم عدد كبير من الاطفال والنساء، كانت قد ركزت على عجل في احد حقول العرقوب جنوب لبنان.
وتقول سميحة الملا إن المياه دخلت بغزارة الى اكثر من 6 خيم ليلا.
وتابعت "اضطررنا الى الخروج من الخيام مع اطفالنا (..) امضينا ساعات الليل تحت المطر دون ان نجد من يساعدنا فلم يعد لدينا بطانيات بعدما تبللت بالمطر، اننا ننتظر جلاء العاصفة حتى ننشرها تحت اشعة الشمس ونخاف ان تطول العاصفة وتكبر مأساتنا وعندها لا نعرف اي مصير ينتظرنا".
وقال النازح طلال الزغبي من حمص "لقد عملنا منذ الصباح الباكر على تحويل المياه عن الخيام، لم نفلح كثيرا بسبب غزارة الامطار، حياتنا مهددة ان طال المطر، فطفلتي عمرها 3 سنوات وهي مريضة وبحاجة الى طبيب لم يسمع احد انين الاطفال هنا ولا صراخ وجعهم".
وفي شمال لبنان تعيش عشرات العائلات السورية النازحة بلا مأوى بعد ما فقدت خيامها بسبب العاصفة، حسب ما أفاد الناطق باسم تنسيقية اللاجئين السوريين في لبنان أحمد موسى.
وقال موسى ل(شينخوا) "هناك عائلات غمرت المياه الخيم التي كانت تعيش فيها في قرى تقع شمال لبنان، ونحن قمنا بتأمين خيم جديدة لها فيها مواصفات لمواجهة الامطار".
وتسببت العاصفة خصوصا بدخول المياه الى خيام في محلة المنية شمال لبنان، تقيم بها عشرات العائلات السورية، اضطرت الى النزوح الى خيم اخرى.
وطالب موسى الحكومة اللبنانية والمجتمع الدولي تأمين خيم لايواء العائلات السورية "خصوصا ان هناك عائلات سوف تضطر لترك منازلها التي استأجرتها بسبب عدم قدرتها على دفع بدلات الايجار المالية".
وقررت الحكومة اللبنانية اليوم تقديم مليوني دولار لمتضرري الامطار والعاصفة التي تجتاح البلاد، حسب ما أعلن وزير الإعلام وليد الداعوق.
وقال الداعوق في تصريح عقب جلسة للحكومة اللبنانية عقدت اليوم برئاسة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، إن المجلس اقر اعطاء الهيئة العليا للاغاثة ثلاثة مليارات ليرة لبنانية (مليونا دولار) لضحايا الاضرار جراء العاصفة.
ويقيم اكثر من 180 الف نازح سوري في مختلف المناطق اللبنانية، حسب ما أعلنت الثلاثاء المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بيروت.
/مصدر: شينخوا/
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn