بغداد 11 يناير 2013 / تظاهر عشرات الآلاف من العراقيين اليوم (الجمعة) في عدد من المحافظات السنية مجددين مطالبهم للحكومة التي يرأسها نوري المالكي باصلاح العملية السياسية واطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين الذين لم تثبت بحقهم أي تهم.
وانطلقت المظاهرات التي حملت شعار "عراقنا واحد" في مدن الرمادي والفلوجة وسامراء وتكريت والموصل وكركوك، وبعض مناطق بغداد.
وأكد المتظاهرون على تمسكهم بضرورة الغاء المادة الرابعة من قانون مكافحة الارهاب، وكذلك الغاء قانون المساءلة والعدالة ومحاربة الفساد.
ووجه رجل الدين السني البارز عبدالملك السعدي رسالة تليت على المتظاهرين في الرمادي مركز محافظة الانبار طالب فيها المتظاهرين بعدم التخريب والحذر من الشعارات الطائفية، والامتناع عن حمل السلاح داخل ساحة الاعتصام أو ضد القوات الأمنية.
وحذر السعدي من " تصريحات بعض السياسيين عبر شاشات الفضائيات التي تدعو إلى الفتنة الطائفية والتفرقة"، داعيا عناصر الجيش العراقي إلى التزام الحياد وعدم التأثر بالخلافات بين السياسيين.
وقال الشيخ علي الحاتم السليمان امير عشائر الدليم بمحافظة الانبار غربي العراق في كلمة له " إن الجماهير المليونية لن تترك ساحات العز والشرف حتى تتحقق مطالبها في اعادة التوازن بين مكونات العراق الاجتماعية، والغاء قوانين جائرة منها اجتثاث البعث والمادة 4 إرهاب، بالاضافة الى اعطاء الشعب حقوقه من الخدمات التي حرم منها، ومعالجة آفة البطالة التي يعاني منها معظم شباب العراق".
وفي تكريت، مركز محافظة صلاح الدين شمال بغداد قال الشيخ دري الدليمي خطيب المسجد الكبير امام حشد ضم آلاف المصلين "إن الحكومة العراقية ظلمت جميع العراقيين لافرق بين هذا المكان وذاك".
وحذر الدليمي من الفتنة الطائفية والمعممين الذين يحاولون ركوب الموجة العراقية بالقول " يجب ان يكون الشأن عراقيا بحتا لا رأي فيه الا لأبناء العراق وأئمتهم وقادتهم الشرفاء الذين امسكوا بالارض بالرغم من تضييق الحكومة وارهابها للعراقيين".
وفي مدينة سامراء ، شارك ما يقرب من 50 ألف متظاهر في الصلاة الموحدة في اكبر تجمع تشهده محافظة صلاح الدين ، بحسب ناجح الميزان المتحدث الرسمي باسم التظاهرين والمعتصمين في سامراء.
وفي كلمته للمتظاهرين ، دعا مفتي الديار العراقية الشيخ رافع الرفاعي ، المواطنين الى التوحد بكل شيء من اجل الحصول على مطالبهم وحقوقهم التي امتهنتها الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي.
وقال الرفاعي مخاطبا رئيس الوزراء "ادعوك الى عدم التنصل من تنفيذ مطالب العراقيين والانصياع لها والتعامل معهم بمسافة واحدة بصفتك المسؤول الاول والاخير في العراق".
وأشاد الرفاعي بموقف المرجعيات الدينية الشيعية في النجف منوها بموقف الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الذي رفض تصرفات المالكي ودعم موقف المتظاهرين في جميع انحاء العراق مذكرا المالكي بالعاملين معه وكلهم من المشمولين بقانون المساءلة والعدالة والذي وصفه بقانون المساءلة والعداوة ضد بعض العراقيين.
وتابع الرفاعي "حينما يقول المالكي ان الامر ليس بيده بل في البرلمان فانه يعطي توجيهات لكتلته الى عدم الحضور وتعطيل عمل البرلمان باقرار القوانين".
والقى احد ممثلي التيار الاسلامي الكردي الذي رافق الشيخ رافع الرفاعي كلمة في المتظاهرين عبر فيها عن تضامن ابناء كردستان العراق مع المتظاهرين ومطالبهم المشروعة.
ولم تحدث اية احتكاكات بين الشرطة والمتظاهرين وانتشرت في المدينة قوات كبيرة من الشرطة التي سمحت للمشاركين بالحضور.
وجاءت تظاهرات اليوم أكثر تنظيما حيث أنشأ المعتصمون في محافظات صلاح الدين والانبار ونينوى موقعا الكترونيا للتنسيق حول الشعارات والمطالب مما يعطي عمليات الاعتصام بعدا اكبر بعموميتها وتنظيمها.
ويشهد العراق منذ 20 ديسمبر الماضي، تظاهرات واعتصامات انطلقت شرارتها من محافظة الانبار على خلفية اعتقال عناصر من حماية وزير المالية القيادي في القائمة العراقية رافع العيساوي.
وامتدت التظاهرات إلى محافظات صلاح الدين ونينوى وديالى وكركوك والعاصمة بغداد،تنديدا بالحادث والمطالبة باطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين الذين لم تثبت ادانتهم ، وتعديل مسار العملية السياسية ووقف سياسة الإقصاء والتهميش.
إلى ذلك ، حمل المرجع الشيعي الاعلى علي السيستاني في بيان له تلاه خطيب الجمعة في مدينة كربلاء المقدسة لدى الشيعة، الكتل السياسية وكافة السلطات العليا مسؤولية الأزمة التي تمر بها البلاد.
ودعا السيستاني تلك الأطراف إلى "العمل على الخروج من هذه الأزمات كون المسؤولية تضامنية بين جميع الشركاء في العملية السياسية ولا يحق لأي طرف إلقاء المسؤولية على الأطراف الأخرى".
وطالب السلطات العليا بـ"الاستماع لما هو مشروع من مطالب المتظاهرين في الانبار ودراستها وفق أسس منطقية والأخذ بنظر الاعتبار مبادئ الدستور والقوانين وصولا الى إرساء دعائم دولة مدنية تكفل فيها الحقوق والواجبات".
ودعا الأجهزة الأمنية إلى "ضبط النفس والتحلي بالحكمة والتهدئة، وعدم السماح بوقوع أي صدام مع المتظاهرين، وعدم اللجوء إلى أي خطوة تؤزم الشارع".
واتهم المرجع الشيعي الكتل والقادة السياسيين بـ"تسييس الكثير من الملفات والقضايا التي يجب ان تأخذ مسارها القانوني"، داعيا السياسيين إلى عدم التدخل بعمل السلطات المستقلة والابتعاد عن الملفات والقضايا ذات الطابع القضائي وعدم استغلالها سياسيا لتحقيق مكاسب سياسية.
وتظاهر العشرات من مؤيدي رئيس الوزراء نوري المالكي في ساحة التحرير ببغداد اليوم، حاملين لافتات تعبر عن دعم المالكي وتدعو الى محاسبة من وصفوهم بـ "الطائفيين" وطالبوا بعدم الغاء المادة 4 ارهاب وقانون المساءلة والعدالة، لان الغاءهما استهانة بدماء الابرياء وضحايا أزلام النظام البائد، مطالبين بترسيخ مفاهيم الوحدة الوطنية.
كما تظاهر المئات من مؤيدي المالكي في محافظة النجف وطالبوا كذلك بعدم الغاء المادة 4 ارهاب وقانون المساءلة والعدالة.
يذكر ان الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر اعلن تعاطفه مع مطالب متظاهري الأنبار والمحافظات ذات الغالبية السنية مؤكدا ان تلك التظاهرات ليست موجهة ضد الحكومة بل ضد سياساتها، ودافع عن وطنية مطالب المتظاهرين في تلك المحافظات.
ويتخوف المراقبون من عودة البلاد الى سنوات العنف الطائفي وخاصة في عامي 2006 و2007 في حال استمرت التظاهرات والاعتصامات في البلاد، وخروج مظاهرات مناوئة لها، وعدم تدارك الأزمة وايجاد حلول سريعة لامتصاص غضب المتظاهرين.
/مصدر: شينخوا/
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn