بكين   مشمس جزئياً~ضباب 3/-8 

صور ساخنة

أخبار متعلقة

  1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻

تحليل إخباري: محللون: نتائج الانتخابات الإسرائيلية المقبلة ستزيد التعقيد على عملية السلام‎

2013:01:21.08:17    حجم الخط:    اطبع

رام الله 20 يناير 2013 / أبدى محللون وسياسيون فلسطينيون تشاؤما إزاء نتائج الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية، التي يتوقع ان يفوز بها اليمين الإسرائيلي، متوقعين أن تضفي هذه النتائج المزيد من التعقيد على عملية السلام، ومجريات الأمور في الشرق الاوسط خلال السنوات المقبلة.

وعلى الرغم من الاعلان الفلسطيني الرسمي بأن الانتخابات في اسرائيل هي شأن داخلي إلا انهم يرسمون صورة قاتمة إزاء فرص حل الصراع التاريخي الممتد منذ عقود.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن ما يهم الجانب الفلسطيني هو وجود حكومة في إسرائيل تقبل بحل الدولتين وبسلام حقيقي وجدي يوقف الاستيطان، محذرا من أنه بدون ذلك "تصبح أي جهود بلا معنى".

يأتي ذلك في وقت أعلن فيه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي ترجح استطلاعات الرأي فوز كتلته بأريحية في الانتخابات المقبلة، أنه لن يفكك أي مستوطنة في حال فوزه بولاية جديدة.

وقال "إن تجربة حكومته الحالية على هذا الصعيد أثبتت بطلان خطوة كهذه نظرا لأن قضية الاستيطان من نتائج النزاع مع الفلسطينيين وليس من مسبِباته".

وتشهد العلاقات بين الجانبين مزيدا من التوتر منذ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 نوفمبر الماضي، بترقية مكانة فلسطين إلى صفة دولة مراقب غير عضو، في خطوة عارضتها بشدة إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.

ويستبعد مسئولون فلسطينيون انفراجا لهذه العلاقات بعد الانتخابات في ظل تمسك قوى اليمين بالبناء الاستيطاني.

وتشير استطلاعات الرأي للانتخابات الإسرائيلية إلى أن اللائحة المشتركة لحزبي (الليكود وإسرائيل بيتنا) ستحصل على نحو 33 مقعدا وذلك من ضمن 71 مقعدا ستحصل عليها الكتلة اليمينية الدينية من أصل 120 في البرلمان (الكنيست) مما سيؤهلها لتشكيل الائتلاف الحكومي المقبل بأريحية تامة.

ورأت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي، أن المشهد في إسرائيل "يرسم سياسة أحادية الجانب تقوم على تهميش القضية الفلسطينية لصالح اعتبارات أخرى مثل الأمن والاقتصاد فيما يستمر نهب الأراضي والحيلولة دون إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وهو منطق بالتأكيد لا يمكن أن يستمر طويلا أمام الصمود والنضال الفلسطينيين".

ويعتبر الكاتب والمحلل السياسي عبد الناصر النجار، أن ما يجرى في إسرائيل عشية الانتخابات البرلمانية " مسابقة فعلية بين من يظهر تطرفا وعنصرية أكبر تجاه الفلسطينيين والعرب".

ويعتبر النجار أن الخارطة الإسرائيلية المقبلة بمكوناتها شبه الواضحة "لن تساهم أبدا في إعادة إطلاق المفاوضات القائمة على الشرعية الدولية"، متوقعا "أربع سنوات عجاف سياسيا وعملية استيطان متسارعة تعقد موقف الصراع أكثر".

وعلى الرغم من إحباطهم مما يعتبرونه تناميا في التطرف تجاه قضيتهم داخل المجتمع الإسرائيلي، فإن الفلسطينيين سعوا بين وقت وأخر خلال الشهرين الأخيرين من الانتخابات الإسرائيلية إلى محاولة التأثير على توجهات الناخبين.

والتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي أكد مرارا دعوته لمفاوضات سلام تقود إلى حل سلمي ثنائي ونبذ العنف بين الجانبين، أخيرا زعماء أحزاب يسارية إسرائيلية للغرض ذاته.

كما لوحظ مشاركة متكررة لمسئولين فلسطينيين في ندوات تشرف عليها قوى اليسار الإسرائيلي لتقوية مساعي الحل السلمي وحشد الدعم له داخل المجتمع الإسرائيلي.

وقال سفيان أبو زايدة عضو المجلس الثوري لحركة (فتح) وأحد أكثر المسئولين الفلسطينيين مشاركة في لقاءات داخل اسرائيل، إن هذه المساعي تستهدف " عدم ترك المجتمع الإسرائيلي للدعاية اليمينية المتطرفة ولأكاذيب الساسة الإسرائيليين الذين يقولون إنه لا يوجد شريك فلسطيني للسلام".

وأضاف أبو زايدة أن محاولات التوجه الفلسطيني للناخب الإسرائيلي "تعتمد على جوهر بطلان رواية اليمين التي تقوم على أن المشكلة ليست في الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي بل المشكلة في ثقافة الفلسطينيين وعدم رغبتهم بالسلام".

لكن أبو زايدة أقر بأن نتائج هذه المساعي "ذات تأثير محدود وغير مشجعة" أمام استمرار صعود اليمين واليمين المتطرف داخل الدولة العبرية.

وتظهر استطلاعات الرأي العام في إسرائيل، أن غالبية الإسرائيليين لا يعتقدون بأن المفاوضات أو إيجاد حل للقضية الفلسطينية هي أولوية لهم، إذ أن 47 في المائة منهم يعتبرون أن القضايا الاقتصادية والاجتماعية هي الأهم، مقابل 18 في المائة يرون أن قضية المفاوضات لها أولوية.

وبانتظار إسدال الستار على المشهد الانتخابي في إسرائيل وتشكيل حكومتها الجديدة لولاية تستمر لأربعة أعوام، يعول الفلسطينيون أن تفضي نتائجها إلى تدخل دولي خصوصا من الطرفين الأمريكي والأوروبي.

وتحدث الفلسطينيون أخيرا عن اتصالات تجرى مع دول أوروبية بارزة تمهيدا لإطلاق مبادرة سياسية جديدة بعد الانتخابات الإسرائيلية علها تتيح استئناف لعملية السلام المتعثرة.

وفي هذا الصدد، قالت عشراوي إن "الأزمة هي أن المنطق الذي يفرضه اليمين الإسرائيلي هو الإقدام على كل ما يريده من دون محاسبة دولية وفي هذا معادلة جديدة لا يجب أن تسمح لها القوى الدولية إذا أرادت فعلا تجنب العنف وعدم الاستقرار الحاصل في الشرق الأوسط ".

بدوره، يعتبر المحلل السياسي سميح شبيب، أن الجديد الذي دخل على خط الانتخابات الإسرائيلية هو ما نسب من تصريحات للرئيس الأمريكي باراك أوباما، التي بشرت بعزلة إسرائيلية نتيجة السياسات المتبعة من نتنياهو.

ويرى شبيب أن مواقف أوباما الجديدة "تدلل بوضوح أن سياسته القادمة ستقوم على اعتبار إسرائيل حليفا تابعا لا مؤثرا في السياسة الخارجية الأمريكية، وبأن سياسته ستقوم على دعم المبادرة الأوروبية، الرامية للتوصل إلى حل سلمي للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي".

وخلص شبيب إلى أن اعتبار الاستيطان ركنا أساسيا لائتلاف اليمين الوسط واليمين المتشدد القادم في إسرائيل " سيبرز تناقضات واختلافات ما بين سياسة إسرائيل من جهة، والسياسة الخارجية الأمريكية والأوروبية من جهة أخرى".

وأضاف " أنه ايا كانت نتائج الانتخابات فإن كافة المؤشرات تدلل على استبعاد تحقيق السلام غداة انتهاء الانتخابات الإسرائيلية مع الفلسطينيين أو على الأقل تزيد من تعقيد مجريات الأمور ".

/مصدر: شينخوا/

تعليقات