تقرير اخباري:اعنف موجة فيضان تتعرض لها محافظة صلاح الدين العراقية منذ اكثر من 50 عاما

ملخص: تشهد محافظة صلاح الدين وسط شمال العراق أعلى موجات للفيضان لم تشهدها منذ اكثر من خمسين عاما،ما دفع بعض المسؤولين إلى مطالبة الحكومة المركزية لاتخاذ خطوات عاجلة لانقاذ بعض مناطق المحافظة .

تكريت، العراق 31 يناير 2013/ تشهد محافظة صلاح الدين وسط شمال العراق أعلى موجات للفيضان لم تشهدها منذ اكثر من خمسين عاما،ما دفع بعض المسؤولين إلى مطالبة الحكومة المركزية لاتخاذ خطوات عاجلة لانقاذ بعض مناطق المحافظة .

وغمرت مياه الفيضانات آلاف الكيلومترات القريبة من حوض نهر دجلة، واتت على آلاف المنازل ودمرت المحاصيل الزراعية وطرق المواصلات وبعض الجسور .

وبحسب محمود صالح الخبير في مديرية الموارد المائية في المحافظة ، فان الارتفاع في مياه نهر دجلة قد بلغ اكثر من خمسة امتار متجاوزا جميع المناسيب السابقة التي عادة ما يبلغها في الشهر الرابع من كل عام.

وتأتي الفيضانات الجديدة بعد ايام من تساقط الامطار والثلوج في محافظات شمال العراق والتي تغذي نهر دجلة وخصوصا نهري الزاب الصغير والكبير اللذان يصبان في حوض النهر في محافظتي صلاح الدين ونينوى.

وقد بلغت المياه اوجها ظهر اليوم (الخميس) بعد ان اتت على قرى بالكامل في مدن وبلدات الشرقاط وبيجي والعلم وتكريت وسامراء .

وشهدت المنطقة جهودا كبيرة من قبل الاجهزة الحكومية والعسكرية وباشتراك من الجهد الهندسي لجميع الدوائر من اجل سد الثغرات التي بدت تحصل في السدود المقامة على كتفي النهر والتي تجاوزت المياه معظم مناطقها بسبب الارتفاع غير المحسوب عند انشاء تلك السدود مما ادى إلى غمر مساحات جديدة بالمياه وتهجير سكانها.

واعلنت محافظة صلاح الدين قرى المسحك والبعيجي والمزرعة والحويجة في بلدة العلم ، قرى منكوبة حيث غمرت المياه دورها بالكامل وبارتفاع ثلاثة امتار في بعض المناطق .

وبدأ الهلال الاحمر العراقي بتزويد السكان بالخيم والمؤن في اماكن مرتفعة نسبيا في اجواء رافقها سقوط امطار غزيرة منذ صباح اليوم ، مما اعاق جهود الاغاثة ومحاولات درء خطر الفيضان في السدود ، لكن المواطنين يشكون من البطأ في تقديمها وعدم كفايتها بحسب المواطن خالد حسن الذي ترك منزله في قرية الحويجة بلدة العلم بعد ان غمرته المياه واصبح بلا مأوى .

واغلقت محافظة صلاح الدين الجسر الوحيد في تكريت والذي اصبح مهددا بفعل قوة جريان المياه، منعا لانهياره بعد انهيار احد الجسور في منقطة الزوية في الشرقاط وطوفانه في حوض النهر كما عطلت الدوائر الرسمية وتوقفت جميع محطات مياه الشرب في المناطق المغمورة والقريبة من النهر.

وتقدر الاوساط الرسمية في محافظة صلاح الدين الخسائر الناجمة عن الفيضانات والتي تعد الاعنف منذ اكثر من خمسين عاما بمئات المليارات من الدنانير العراقية .

وقدر الخبير المائي محمود صالح حجم المياه بأنها يمكن ان تغرق مدينة بغداد بالكامل وجميع القرى في حوض النهر والواقعة جنوب سد سامراء لكن الجهات المختصة بالموارد المائية في العراق شرعت بتحويل المياه عبر سد سامراء نحو قناة الثرثار وصولا الى بجيرة الثرثار والتي تعد اكبر مسطح مائي في الشرق الاوسط والذي يستخدمه العراق لخزن المياه في اوقات هطول المطر والفيضان ومن ثم اعادتها الى نهري دجلة والفرات عبر قناتين تم انشائهما في العام 1985 .

ومن المتوقع ان تستمر الفيضانات ليومين اخرين في الوقت الذي يخشى المواطنون والمسؤولون من ان تلجأ الحكومة العراقية إلى اطلاق كميات جديدة من المياه من بحيرة سد الموصل المهدد بالانهيار من أجل تخفيف الضغط عنه مما سيضيف اعباء جديدة على ابناء محافظة صلاح الدين وهم الاكثر تضررا من الفيضانات .

إلى ذلك طالب النائب عن القائمة العراقية عبد ذياب العجيلي، الحكومة المركزية باتخاذ خطوات عاجلة لانقاذ بعض مناطق محافظة صلاح الدين من الفيضانات التي اشتاحتها خلال الاونة الاخيرة.

وقال العجيلي في بيان " بسبب غزارة الامطار التي اجتاحت البلاد خلال الايام الماضية تسبب في ارتفاع حوض دجلة مما ادى إلى غمر بعض مناطق صلاح الدين بالمياه ومنها المناطق القريبة من بيجي ومناطق المسحق ومناطق البوعجيل، لذا على الحكومة المركزية مد يد العون والمساعدة إلى تلك المناطق سواء كانت مادية أو توفير الخيم والمواد الغذائية ".

ودعا العجيلي إلى اعتبار تلك المناطق منكوبة كون ان اهلها يسكنون العراء مما يستدعي من الجهات المسؤولية القيام بواجباتها لانقاذ هولاء من كارثة حقيقة، مشددا على أن أي تأخير في مد يد العون فان الامور ستتفاقم بشكل يصعب السيطرة عليها مما يستدعي من الجميع تحمل المسؤولية تجاه تلك المناطق .

وشهدت العديد من المحافظات العراقية خصوصا الوسطى والشمالي خلال اليومين الماضيين هطول كميات كبيرة من الامطار ، ما أدى إلى تهديم العديد من المنازل خصوصا الطينية ووفاة اكثر من خمسة اشخاص واصابة العشرات بجروح ، وتحطم بعض الجسور خاصة في المناطق الشمالية.

/مصدر: شينخوا/