تعليق: إعادة محاكمة مبارك يضع مصر في مأزق حرج

صحيفة الشعب اليومية – الصادرة يوم 15 ابريل عام 2013 – الصفحة رقم 21

يشهد الوضع في مصر حالة من الهدوء النسبي بعد يوم واحد من الجلسة الأولى لإعادة محاكمة حسني مبارك السبت 13 ابريل 2013. ومع ذلك، لا يزال عدد كبير من المعتصمين والمحتجين في ميدان التحرير في وسط القاهرة، وعدد قليل من المجرمين الذين يصطادون في المياه العكرة. وقد ذكر موقع التلفزيون المصري، أن العديد من الخيام قد احترقت في ميدان التحرير يوم 14 ابريل الحالي. ورأى الصحفيون أن حطام الخيام المحترقة بقيت في مكانها. وقال حافظ احد أفراد الأمن، أن هناك عدد من السيارات تم حرقها أيضا، وأن الأجواء في ميدان التحرير متوترة للغاية، ويصح الأجانب بعدم دخول ميدان التحرير.

انتهت أولى جلسات إعادة محاكمة مبارك يوم 13 ابريل الحالي سريعا ودون أي قرار يذكر، إلا أن حالة حسني مبارك في المحاكمة الأولى والذي كان يظهر بحالة صحية سيئة ومكتئبا، بدا في أولى جلسات إعادة المحاكمة مستريحا وفي حالة معنوية جيدة. حيث تبادل حسنى مبارك وابنيه الكلمات والابتسامات خلال الجلسة، كما لوح مبارك بيديه عدة مرات لأنصاره وفريق دفاعه.

أعلن القاضى مصطفى حسن عبد الله بعد دقائق قليلة من بدأ أولى جلسات إعادة محاكمة مبارك عن استقالته، مما لم تتمكن المحاكمة من المضي قدما. وقد جاء قرار استقالة القاضي بعد أن طالته حملة اتهامات المحامين المدعين بأنه قاضي براءات مسؤولين حكوميين سابقين، وأنه لم يعد قاضيا مناسبا لهذه المحاكمة.

إن إعادة محاكمة الرئيس السابق حسنى مبارك يعكس الصعوبات السياسية ومأزق السلطة القضائية في مصر حاليا، ويسلط الضوء على الصراع بين الفصائل الذي لا يزال معقدا، وصعوبة التوصل إلى حل وسط. وهناك وجهات نظر مختلفة في المجتمع المصري في ما يخص محاكمة مبارك، حيث يسعى البعض إلى أن يحصل حسني مبارك على عقوبة الإعدام، والبعض الآخر يطالبون بتخفيف الحكم، في حين أن هناك من يطالب بالإفراج عنه لأنه غير مذنب. وفي ظل هذا الوضع المعقد، فإن القاضي لا يمكن أن ينظر في قضية مبارك، ويخشى أن لا يستطيع تلبية مطالب جميع الأطراف.

وقال أستاذ بمعهد العلوم السياسية في جامعة القاهرة أن إحالة قضية حسني مبارك إلى محكمة استئناف القاهرة لتقرر أي محكمة ستولى مسئولية المحاكمة. ولكن بغض النظر عن الذي يحاكم مبارك، فإنه سوف يواجه صعوبات كثيرة لان الأسباب الجذرية للصراع لم يتم حلها. لذلك فإن محاكمة مبارك تحولت إلى " بطاطا ساخنة". ووفقا لذلك، فإن الموقف السلبي الذي اتخذته محكمة الاستئناف القاهرة في تأخير المحاكمة، لا يمكن تحديد المحكمة وتاريخ إعادة المحاكمة.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/