تقرير اخباري: يوم دام في العراق بعد اقتحام قوات الأمن ساحة اعتصام في الحويجة

بغداد 23 ابريل 2013 /قتل 49 شخصا وأصيب 189 آخرون بجروح في اقتحام القوات العراقية ساحة الاعتصام بمنطقة الحويجة جنوب غرب تكريت وأعمال عنف أخرى بعضها مرتبط بما حدث في الحويجة.

وأعلن وزيرا التربية محمد تميم والعلوم والتكنولوجيا عبدالكريم السامرائي استقالتهما من حكومة نوري المالكي احتجاجا على أحداث الحويجة.

وقتل 25 شخصا وأصيب 153 آخرون بجروح مختلفة عندما اقتحمت قوات من الجيش والشرطة ومكافحة الشغب مدعومة بالمروحيات والعربات المدرعة مع ساعات الصباح الأولى ساحة الاعتصام في منطقة الحويجة (70 كم) جنوب غرب مدينة كركوك شمال بغداد ، وفقا لمصدر في شرطة كركوك.

وعلى خلفية هذا الحادث ، اندلعت اشتباكات عنيفة بين محتجين والقوات الامنية في منطقة سليمان بيك (80 كم) شرق مدينة تكريت ، مركز محافظة صلاح الدين شمال بغداد ، ادت الى مقتل ثمانية اشخاص بينهم ستة من افراد القوات الامنية واصابة 15 آخرين على الاقل بجروح مختلفة بحسب مصدر في الشرطة.

وفرضت السلطات الامنية حظرا للتجوال في مدينة تكريت والمناطق المجاورة لها، واغلقت الجسرين اللذين يربطان المدينة بالطريق المؤدي الى مدينة كركوك (100 كم) شمال شرق تكريت.

وفي مدينة الرمادي (100 كم) غرب بغداد، هاجم مسلحون مجهولون نقطة تفتيش للجيش العراقي بالقرب من ساحة الاعتصام في المدينة وتمكنوا من قتل ستة جنود واختطاف اخر واحراق عربتين مدرعتين للجيش ، بحسب ما اكده مصدر في شرطة المدينة.

وذكر المصدر،ان اشتباكات عنيفة دارت بين اهالي مدينة الفلوجة (50 كم) غرب بغداد، وقوات الجيش والشرطة العراقية، على خلفية احداث الحويجة، ولم تعرف خسائرها بعد.

ودفع الأمر السلطات المحلية الى اعلان حظر شامل للتجوال على الاشخاص والسيارات في عموم مدينة الفلوجة.

وبالتزامن مع ذلك ، انفجرت ثلاث عبوات بالتزامن لدى خروج المصلين من مسجد "محمد رسول الله" في منطقة المقدادية (40 كم) شمال شرق بعقوبة(60 كم) شمال شرق بغداد،مما ادى الى مقتل ستة من المصلين واصابة ثمانية اخرين بجروح مختلفة والحاق اضرار مادية بالمسجد.

وقبل هذا الحادث ، انفجرت عبوتان ناسفتان بالقرب من مسجد "الارقم ابن ابي الارقم" في منطقة الدورة جنوبي بغداد، مما اسفر عن مقتل اربعة من المصلين واصابة 13 اخرين بجروح مختلفة.

واحتجاجا على أحداث الحويجة ، أعلن وزير التربية العراقي محمد تميم استقالته من منصبه.

كما أعلنت كتلة (متحدون) التي يتزعمها رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي عن استقالة وزير العلوم والتكنولوجيا عبدالكريم السامرائي من منصبه، احتجاجا على سقوط عشرات القتلى والجرحى اثناء اقتحام القوات الامنية لساحة الاعتصام في منطقة الحويجة.

وقال النجيفي ، في مؤتمر صحفي مشترك مع عدد من اعضاء كتلة متحدون ، ان السامرائي اتصل به هاتفيا وابلغه استقالته من منصبه احتجاجا على الاحداث الدامية في منطقة الحويجة.

وأدانت القائمة العراقية التي يتزعمها اياد علاوي أحداث الحويجة ووصفت اقتحام ساحة الاعتصام بأنه "عدوان سافر" على العراقيين ودعت رئيس الوزراء نوري المالكي ووزير الدفاع بالوكالة الى الاستقالة.

وجاء في بيان أصدرته القائمة " في هذا اليوم ، أقدمت قوات سوات (الرد السريع) التابعة للقائد العام للقوات المسلحة وبأمر منه باقتحام ساحة الاعتصام في الحويجة الكريمة في عدوان سافر على أبناء الشعب العراقي وفي انتهاك صريح للدستور الذي حرم استخدام الجيش كأداة لقمع الشعب".

وأضاف أن " ائتلاف العراقية يستنكر ويدين هذا التصرف والقرار الشائن باقتحام المعتصمين السلميين والذي بني على ذرائع واهية مما يعرض السلم والأمن المجتمعي للخطر، وكان الأجدر أن تأخذ الجهود السياسية فرصتها في حل الأشكالية دون اللجوء الى هذا الأسلوب العسكري".

ولفت الى أن هذا الأمر " سيسجل في الصفحات السوداء لتاريخ الجيش العراقي، عندما يتحول الجيش الى عدو لشعبه".

وتابع البيان"اننا نحمل رئيس مجلس الوزارء القائد العام للقوات المسلحة وقادة الجيش والعناصر التي أشتركت في جريمة اليوم المسؤولية القانونية والأخلاقية على ما حصل، وندعو السيد المالكي والسيد وزير الدفاع بالوكالة الى الاستقالة حقنا للدماء، وندعو أبناء الجيش العراقي لضبط النفس وعدم الانجرار وراء الصراعات السياسية".

من جهته ، وصف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ، ما حدث في الحويجة بأنه "مجزرة" مطالبا بـ تشكيل لجنة برلمانية للتحقيق في هذه الاحداث.

وقال الصدر ،في بيان،"كلما قلنا ان باب العنف في العراق قد أغلق أو سيغلق قريبا تطل علينا بعض القوى الظلامية لتعيد على العراق والعراقيين صفحة الدماء والعنف"، موضحا ان "هذا ما تعود عليه العراق من شماله إلى جنوبه".

وأبدى الصدر استغرابه من "قيام الحكومة العراقية بفتح باب جديد للعنف اللامشروع والمفرط"، مؤكدا انه "سيؤدي الى عواقب غير مستحسنة على الإطلاق".

وأضاف انه "قبل يومين خرج العراقيون من عملية ديمقراطية منهكة ليستيقظوا على أصوات الرصاص وسفك الدماء البريئة"، مطالبا بـ "تشكيل لجنة برلمانية والتوجه الى مكان الحادث، وتشكيل لجنة حكومية أو أمنية مستقلة للوقوف على الحقائق".

وتابع انه "ينبغي استدعاء الأطراف المعنية إلى البرلمان للتحقيق بهذا الموضوع".

وشدد على ضرورة "تمييز القتلى المدنيين عمن اعتدى في حال ثبوت الاعتداء"، داعيا ممثل الأمم المتحدة الى اتخاذ "موقف واضح وجلي دون التملق الى طرف".

وقال النائب عن المجلس الاعلى الاسلامي عزيز العكيلي ،ان " احداث الحويجة فتنة كبيرة، وعلى القوات الامنية الموجودة قريبا من ساحات الاعتصام الانسحاب فورا من المواجهة اذا كانت مع العشائر او مع المواطنين لحين احتواء الأمر".

وشدد العكيلي، في تصريح صحفي ، على أن "المواجهة الآن غير صحيحة، ويجب سحب القوات الأمنية وفسح المجال للأهالي لامتصاص غضبهم، وذلك تجنبا لإمكانية الاعتداء على الدوائر أو حصول عصيان مدني"، داعيا الى ضرورة السماح بالحل السلمي لتداعيات هذه الأزمة.

ودعا رجل الدين السني الشيخ عبدالملك السعدي المعروف بموقفه الداعمة للمتظاهرين، في بيان له، الحكومة العراقية والقوات المسلحة الى "إيقاف إراقة دماء العراقيِين من مدنيِين وعسكريِين فورا".

وزار ممثل الامم المتحدة في العراق مارتن كوبلر ، مدينة كركوك والتقى المسؤولين فيها، وبحث معهم تطورات الاحداث في منطقة الحويجة، داعيا جميع الاطرف الى التهدئة، كما طالب الحكومة العراقية بفتح تحقيق شفاف حول احداث الحويجة.

/مصدر: شينخوا/