الجيش اللبناني يحذر من استدراج البلاد الى "حرب عبثية"

بيروت 7 يونيو 2013 /حذر الجيش اللبناني من "مخططات" لاعادة البلاد الى الوراء واستدراجها الى "حرب عبثية" ، متوعدا بتنفيذ عمليات "رادعة ومتشددة" في المناطق التي تشهد اضطرابات على خلفية الانقسام الحاصل تجاه الوضع في سوريا.

وأصدرت قيادة الجيش نداء اليوم (الجمعة) دعت فيه اللبنانيين الى " التنبه لما يحاك من مخططات لاعادة لبنان الى الوراء واستدراجه الى حرب عبثية".

وأشار النداء الى ان " قيادة الجيش سعت في الاشهر الاخيرة الى العمل بقوة وحزم وترو لمنع تحول لبنان ساحة للصراعات الاقليمية وانتقال الاحداث السورية اليه".

ولفت الى أن "الايام الاخيرة حملت اصرارا من جانب بعض الفئات على توتير الأوضاع الأمنية وخلق الحساسيات بين ابناء الشعب الواحد على خلفية الانقسام السياسي الحاصل في شأن التطورات العسكرية في سوريا".

وفي السياق، أعلنت قيادة الجيش أنها بدأت "سلسلة تدابير امنية حاسمة في بيروت وجبل لبنان وطرابلس وصيدا والبقاع"، مؤكدة ان عملياتها ستكون "رادعة ومتشددة".

وأكد الجيش في هذا الصدد العزم على "تنفيذ خطته الامنية في طرابلس على محوري باب التبانة وجبل محسن في طرابلس مهما كلف ذلك، وكذلك في كل بقعة يراد منها ان تكون محور قتال بين ابناء المدينة الواحدة".

وأشار الى "تدخل الجيش في صيدا بقوة لمنع استثمار تطورات سوريا، وفي بعض احياء جبل لبنان حيث اطلق مسلحون النار ابتهاجا" بسقوط بلدة القصير السورية ، مؤكدا ان "الجيش مستمر في ملاحقة الفاعلين الذين ارتكبوا جريمة اغتيال عسكرييه في عرسال".

وتعرض حاجز للجيش أمس الخميس في بلدة عرسال الواقعة في البقاع الشمالي بشرق لبنان بمحاذاة الحدود اللبنانية/السورية لاطلاق نار من مسلحين، وقد أدى رد الجيش على اطلاق النار الى مقتل مسلحين احدهما سوري.

وقبل ذلك، قتل ثلاثة جنود في حادث اطلاق نار على أحد حواجز الجيش في 28 مايو الماضي في عرسال، ذات الغالبية السنية والتي تستضيف آلاف النازحين السوريين، كما قتل في البلدة ذاتها جنديان في فبراير الماضي خلال ملاحقة الجيش لأحد المطلوبين.

وحذرت قيادة الجيش اللبناني من "الاشاعات الكاذبة والتضليل الذي تمارسه بعض الجهات السياسية والدينية"، داعية المواطنين الى ان "يكون تعبيرهم عن آرائهم السياسية سواء بالنسبة الى مجريات الاحداث في لبنان او سوريا بالوسائل السلمية الديمقراطية والتي لا تستفز احدا".

كما دعا الجيش الى "عدم الانجرار وراء مجموعات تريد استخدام العنف وسيلة لتحقيق اهدافها، والتجاوب مع تدابير الجيش لما فيه مصلحتهم ومصلحة لبنان"، محذرا من ان "استعمال السلاح سيقابل بالسلاح ولن ندخر جهدا لتجنيب الابرياء ثمن غايات سياسية وفئوية تريد خراب لبنان".

وتعرض الجيش اللبناني الخميس لاطلاق نار من مجموعات مسلحة سنية وعلوية في طرابلس كبرى مدن الشمال خلال مداهمات ضبط خلالها مخزني اسلحة في منطقتي باب التبانة وجبل محسن.

وتشهد المنطقتان مواجهات بين مؤيدين ومعارضين للنظام السوري تزامنا مع بدء معركة منطقة القصير بريف حمص في سوريا منذ 19 مايو الماضي أوقعت قرابة 37 قتيلا و244 جريحا.

ويعيش لبنان على وقع انقسام سياسي حاد تجاه الأحداث في سوريا ، فيما تعتمد بيروت رسميا سياسة "النأي بالنفس" في التعاطي مع هذه الأزمة .

/مصدر: شينخوا/