تقرير اخباري: ارتفاع قياسي للدولار أمام الليرة والخبراء يحملون الحكومة مسئولية تدهور العملة السورية

دمشق 17 يونيو 2013 / واصل سعر صرف الدولار مقابل الليرة في السوق السوداء ارتفاعه، بعد ظهر اليوم ( الاثنين )، ليسجل رقما قياسيا جديدا، حيث بلغ سعر المبيع 205 ليرات سورية، ما ساهم برفع سعر غرام الذهب عيار 21 في الاسواق المحلية السورية الى 7900 ليرة سورية، محققا أعلى سعر في تاريخ البلاد ، في حين حمل باحثون اقتصاديون مسئولية تدهور وضع الليرة السورية امام العملات الاجنبية الى السياسات الخاطئة التي يتخذها الفريق الاقتصادي في البلاد .

ورغم الإجراءات التي اتخذتها الحكومة السورية، وخاصة حاكم مصرف سوريا المركزي اديب ميالية في الأشهر الماضية للحد من تدهور الليرة السورية أمام الدولار ، ولتثبيت سعر صرفها أمام العملات الأجنبية ، إلا أن كل هذه الإجراءات لم تجد نفعا مما دعا الى هبوط الليرة السورية أمام الدولار إلى مستويات كبيرة خلال الأيام القليلة الماضية، حيث قفز سعر الصرف من 100 الى أكثر من 200 خلال الشهرين الماضيين .

وأفاد متعاملون مصرفيون لوكالة ((شينخوا)) بدمشق أن "سعر صرف الدولار واصل ارتفاعه خلال اليوم، ليسجل في السوق السوداء 197 ليرة للشراء و205 ليرات للمبيع"، محققا بذلك ارتفاعا غير مسبوق.

وكان سعر الدولار سجل في وقت سابق اليوم في السوق السوداء 182 ليرة للشراء و187 ليرة للمبيع.

كما دفع ارتفاع سعر صرف الدولار اليوم بارتفاع سعر غرام الذهب عيار 21 في الاسواق المحلية عن سعر يوم أمس ليسجل 7900 ليرة سورية محققا بذلك أعلى ارتفاع ليسجل 7900 ليرة سورية محققا بذلك أعلى ارتفاع له في تاريخ سوريا.

وأشار نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية قدري جميل، الخميس الماضي ، إلى أن إدارة وضع الليرة السورية من قبل المصرف المركزي ومجلس النقد والتسليف سيئة، لافتا إلى أنه من الخطأ بيع الدولة للدولار لأن من يشتريه هم الصرافة والتجار وهم من يقومون بالمضاربة به في السوق السوداء، وبالتالي رفع سعر الصرف.

ومن جانبه أكد أديب ميالة حاكم مصرف سوريا المركزي أنه واعتبارا من يوم غد الثلاثاء سيعود المصرف المركزي لتلبية طلبات المصارف لشراء القطع الأجنبي من مصرف سوريا المركزي لتمويل المستوردات وفقا لاحتياجات السوق وحسب سعر يحدده المصرف المركزي بعد استلامه طلبات المصارف بحيث يضمن السعر المذكور عدالة التسعير للسلع والبضائع في السوق من جهة وإعادة سعر الصرف إلى مستوياته الطبيعية من جهة ثانية.

وأفادت وكالة الأنباء السورية (سانا) اليوم بأن الحاكم أعلن عن قيام المصرف المركزي وبشكل فوري بضخ القطع الأجنبي عن طريق مؤسسات الصرافة والمصرف التجاري السوري بأسعار مقبولة بهدف تلبية طلبات المواطنين لشراء القطع الأجنبي حيث سيتم بيع المواطنين القطع الأجنبي المطلوب وفق الأنظمة السارية حاليا والتي تقضي ببيع المواطن مبلغ 1000 يورو شهريا.

وأكد ميالة أن عملية التدخل المذكورة ستعيد سعر الصرف إلى مستوياته ولاسيما أن المصرف المركزي عمل مؤخرا أيضا على استصدار قرار لإعفاء مصدري الاغنام من سداد قطع التصدير بشكل مسبق لعملية تصدير الأغنام حيث بين ميالة أن عملية السداد المسبق والتي كان معمولا بها في السنوات السابقة ساهمت ضمن الظروف الحالية وفي ظل ضعف موارد القطع الأجنبي في زيادة الطلب على القطع الأجنبي من قبل مصدري الأغنام وبالتالي زيادة الضغط على سوق القطع الأجنبي الأمر الذي ساهم بارتفاع سعر الصرف، موضحا أن القرار الصادر يلزم مصدري الأغنام باعادة الحوالات الناجمة عن التصدير بشكل لاحق لعملية التصدير.

وأعرب ميالة عن تفاؤله بعودة سعر الصرف إلى مستوياته بعد اتخاذ الاجراءات المذكورة حيث أن الارتفاعات الحاصلة غير مبررة كما أن الاجراءات المتخذة من شأنها معالجة الأسباب التي تقف وراء هذه الارتفاعات والحد من قيام البعض بالمضاربة على سعر صرف الليرة السورية واستغلال حاجة المواطنين والتجار للقطع الأجنبي.

ومن جانبه انتقد الباحث الاقتصادي السوري المعروف سليمان سليمان السياسات التي يقوم المصرف المركزي السورية بتطبيقها تجاه معالجة تدهور وضع الليرة أمام الدولار ، مؤكدا أن هذه الوصفات الجاهزة والحلول الاسعافية والقرارات الارتجالية هي التي أدت إلى هذه النتيجة السيئة .

وأوضح الباحث والمحلل الاقتصادي السوري في تصريحات خاصة لوكالة (شينخوا) بدمشق أن كل الإجراءات التي اتخذها الفريق الاقتصادي في سوريا وعلى رأسهم حاكم مصرف سوريا المركزي لم تفلح في كبح هبوط الليرة السورية أمام الدولار ، أو المحافظة على اسعار صرفها لمدة معينة أمام الدولار ، مؤكدا ان الدولار سيواصل ارتفاعه ليصل الى حدود الـ 300 ليرة خلال أيام ، في حال استمرت الإجراءات السورية على هذا الحال، ولم تقم بضخ كمية كبيرة من الدولارات لضبط آلية الصرف، والقضاء على المضاربة الوهمية .

واشار الباحث الاقتصادي الدكتور سليمان إلى ان هناك عوامل خارجية ساهمت أيضا في انهيار الليرة السورية ومنها العقوبات الاقتصادية ، وقيام بعض الدول بمحاربة الليرة في محاولة لانهاك الاقتصاد السوري وجعل المواطن السوري يخرج إلى الشوارع احتجاجا على الغلاء وانهيار قيمة الليرة .

ومن جانبه أكد ايمن القحف الاعلامي المتخصص في الشأن الاقتصادي السوري أن المصرف المركزي أعلن التدخل مراراً وتكراراً، وقال أن لديه إجراءات وتدابير من شأنها إعادة ما خسرته الليرة من قدرتها الشرائية، ولكن الواقع يشير إلى أن التدخل كان " كلامياً أكثر منه إجرائياً "، مبينا أنه من حقنا أن نسأل عن القطع الأجنبي الذي أعلن المركزي طرحه مؤخراً، أين ذهبت تلك الأموال ولماذا كانت نتائج التدخل عكسية خاصة وأن تمويل المستوردات لم يعد في مستواه الطبيعي منذ أشهر حتى نقول أن القطع قد استنزف بهذه الطريقة؟.

وأضاف الاعلامي السوري في تصريحات بثت اليوم أن " التأخر في التدخل أكثر يعني انهياراً أكثر لقيمة الليرة، وإذا كانت السلطة النقدية المتمتعة باستقلالها ويبدو أنها غير قادرة على التحرك الإيجابي لوقف الاستنزاف الذي تتعرض له قيمة العملة الوطنية وهي تتحمل جزء من المسؤولية فيما يحدث اليوم على هذا المستوى، فلابد للدولة من قرار استثنائي يخضع هذه السلطة إلى السلطات التنفيذية، وعلى الخط الآخر لابد أيضاً للدولة من التدخل الفعال عبر أي إجراء تراه مناسباً، فقد بلغ السيل الزبى ".

لقد بات حديث الدولار وارتفاع الأسعار الشغل الشاغل للمواطنين السوريين، ويأملون أن تتخذ الحكومة السورية خطوات عملية تحد من انهيار قيمة العملة المحلية .

ملف خاص: تطورات الوضع في سوريا

/مصدر: شينخوا/