تقرير إخباري: السلطة المصرية توجه باستخدام الذخيرة الحية و"تمرد" تدعو المواطنين للنزول

القاهرة 15 أغسطس 2013 / أظهرت الحكومة المصرية اليوم (الخميس) تصميما على مواجهة "الأعمال الإرهابية والعمليات التخريبية" التى تقوم بها جماعة (الاخوان المسلمين) "لتقويض اركان الدولة، وهدم مؤسساتها، واشاعة الفوضى"، فيما وجهت وزارة الداخلية الشرطة باستخدام الذخيرة الحية لصد أى اعتداءات على المنشآت.

وفى حين، دعت حركة "تمرد" الشبابية، التى ساهمت بشدة فى الاطاحة بالرئيس محمد مرسي، المواطنين إلى النزول غدا فى جمعة "اللجان الشعبية" لحماية الوطن من الارهاب، اقتحم أنصار جماعة الإخوان مقر ديوان عام محافظة الجيزة واحرقوه، كما أعلنوا الاعتصام في مسجد الإيمان بشارع مكرم عبيد فى القاهرة، بينما ارتفعت حصيلة أعمال العنف إلى 578 قتيلا و4201 مصاب.

وتشهد مصر منذ أمس الأربعاء أعمال عنف تلت قيام الشرطة بفض اعتصام أنصار مرسي فى ميداني "نهضة مصر" بمحافظة الجيزة، و "رابعة العدوية" بالقاهرة.

وذكرت الحكومة فى بيان عقب اجتماع برئاسة الدكتور حازم الببلاوي رئيس الوزراء أنها "سوف تتصدى بكل قوة وحسم لأية محاولات للاعتداء على المواطنين والمنشآت أو الممتلكات العامة، وهى أعمال تدور فى إطار مخطط إجرامى يهدف بوضوح إلى تقويض أركان الدولة المصرية بإشاعة الفوضى وهدم مؤسسات الدولة الأمر الذى تجلى بوضوح فى مهاجمة مديريات الأمن وحرق أقسام الشرطة وقتل ضباطها وجنودها والتمثيل بجثامينهم بما يخالف كل الشرائع السماوية".

وأضافت "كما امتدت يد الإجرام إلى مجمعات المحاكم والمستشفيات ومبانى الجامعات ومحطات المياه والمتاحف الاثرية ومحطات السكك الحديدية والعبث بخطوطها، الأمر الذى يعرض حياة الملايين للخطر، وكل هذا يخرج تماما عن اطار التظاهر السلمى المسموح به قانونا".

وشددت على المضى قدما فى تنفيذ بنود خارطة الطريق التى أقرتها قوى الشعب ابتداء من وضع دستور جديد يعبر عن آمال الشعب مرورا بالانتخابات البرلمانية وانتهاء بالانتخابات الرئاسية، مشيرة إلى أنها تسعى لعملية سياسية شاملة تتسع لكافة القوى والافراد الذين لم يتورطوا فى أعمال العنف ولم تتلوث أياديهم بدماء الشعب.

بدورها، أصدرت وزارة الداخلية توجيهات لكافة القوات باستخدام الذخيرة الحية لمواجهة اية اعتداءات على المنشآت الحكومية والشرطية من قبل الاخوان المسلمين.

وذكرت فى بيان أنه " فى ظل استهداف الإخوان المسلمين لبعض المنشآت الحكومية والشرطية بالعديد من المحافظات بإعتداءات إرهابية، وتصعيد محاولاتهم لاقتحامها وإضرام النيران بها والاستيلاء على ما بداخلها من أسلحة، والتعدى على القوات المكلفة بتأمينها، وقطع الطرق بقصد إشاعة حالة من الفوضى بالبلاد ..فقد أصدرت الوزارة توجيهاتها لكافة القوات باستخدام الذخيرة الحية فى مواجهة أية إعتداءات على المنشآت أو القوات فى إطار ضوابط استخدام حق الدفاع الشرعى".

وأكدت الوزارة " أنه تم دعم كافة القوات المكلفة بتأمين وحماية تلك المنشآت بالأسلحة والذخائر اللازمة لردع أى إعتداء قد يستهدفها "، مشيرة إلى أنها "على ثقة تامة فى قدرة رجالها على مواجهة تلك الإعتداءات وفرض الاستقرار الأمنى فى كافة ربوع الوطن".

وشددت على "استمرارها فى ملاحقة كل من شارك فى أية إعتداءات طالت القوات أو المنشآت حتى ينال عقابه"، محذرة فى الوقت نفسه " كل من تسول له نفسه محاولة العبث بأمن الوطن ومقدراته، بأنه سيتم مواجهته بكل حزم وحسم وفقا للقانون".

فى غضون ذلك، وجه وزير الثقافة الدكتور محمد صابر عرب استغاثة بدعوته المواطنين للنزول لحماية ممتلكاتهم الثقافية من أوبرا ومسارح وقصور ثقافة ومراكز ابداع ومكتبات ودور كتب، من أجل محاربة "هجمة الجهل والظلام".

وأكد صابر أن هذه المنشآت مملوكة للشعب قبل أن تكون ملكا للدولة وقد تتعرض للتخريب من قبل بعض الجماعات التى تقوم بحرق كل المؤسسات الحكومية لإحداث حالة من الفوضى فى البلاد.

من جهتها، دعت حركة (تمرد) الشبابية، اليوم إلى جمعة "اللجان الشعبية" غدا لحماية الوطن من الارهاب.

وقالت، في بيان متلفز تلاه منسقها العام محمود بدر، " إن هذه اللحظات العصيبة التي تمر بالوطن الغالي، تحتم على الجميع أن يبقوا صفا واحدا، مسلمين ومسيحين، شبابا وبناتا، رجالا ونساء، من أجل حماية مصر، وحماية الثورة، ودفاعا عن مستقبل أبنائنا ضد الإرهاب وقوى الظلام التي تريد جرنا للخلف قرونا سحيقة".

وأضافت "إننا نؤكد على قيم ثورة 25 يناير الخالدة، التي سرقتها جماعة الاخوان، فنزل الشعب المصري العظيم، القائد والمعلم دائما، واسترد ثورته في يوم 30 يونيو، بمشهد هو الأكثر روعة في التاريخ الإنساني، نعلي قيم الثورة في الديمقراطية وحق الاعتصام".

وتابعت "لكننا بكل تأكيد نفرق جيدا، بين الاعتصام السلمي، وبين التجمع المسلح، وما حدث من أحداث عنف وإرهاب مؤسفة، وإعتداء بالسلاح الآلي على الشعب المصري في أكثر من مكان، وحرق العديد من المنشآت العامة، واستمرار الجماعات الارهابية في سيناء في تهديد الأمن القومي المصري، يؤكد أننا نواجه إرهابا منظما وليس اعتصامات سلمية".

واردفت " ومن باب ثقتنا في أن الشعب المصري، قادر دائما على فرض إرادته الحرة، وأنه لا يوجد أبدا من هو قادر على لي ذراع الشعب المصري ندعو غدا الجمعة المواطنين إلى تشكيل لجان شعبية، والتواجد المكثف في كل شارع وكل حي، وذلك لحماية بيوتنا ومساجدنا وكنائسنا ووطننا الغالي مصر، حاملين أعلام الوطن تحت بيوتنا، مؤكدين رفضنا التام للإرهاب الداخلي، والتدخل الأجنبي السافر في شئوننا، مع كامل الالتزام بمواعيد حظر التجول".

على الجانب الأخر، قام المئات من أنصار الإخوان المسلمين اليوم باقتحام مقر ديوان عام محافظة الجيزة بشارع الهرم، ورشقه بزجاجات المولوتوف الحارقة حتى اشتعلت به النيران، كما منعوا سيارات الإطفاء من الوصول إلى المبنى لاخماد النيران، بل انهم قاموا باضرام النيران فى إحدى هذه السيارات.

كما اعتصم نحو ثلاثة الاف من انصار الإخوان المسلمين في مسجد (الإيمان) بشارع مكرم عبيد بالقاهرة، فيما نشرت الجماعة عناصرها على مقربة من المسجد حيث قاموا بإغلاق الشارع تماما أمام المارة والسيارات.

وأعلن المعتصمون بالمسجد تنظيم فعاليات سياسية انطلاقا من المسجد بدءا من غد بعد صلاة الجمعة، ورددوا هتافات معادية للحكومة ووزيري الدفاع والداخلية وتوعدوا المسئولين عن أحداث الأمس بالمقاومة حتى عودة الشرعية والرئيس المعزول محمد مرسي.

وفى الاثناء، ارتفعت حصيلة الإشتباكات التى وقعت منذ أمس بالقاهرة والمحافظات إلى 578 قتيلا و4201 مصاب، بحسب ما احصائية رسمية أصدرتها وزارة الصحة.

/مصدر: شينخوا/