تقرير اخباري: سوريا ترفض الاتهامات الغربية وسط جهود أمريكية لبلورة خطة للتدخل العسكري

دمشق 26 أغسطس 2013/رفضت الحكومة السورية الاتهامات الموجهة الى دمشق باستخدام السلاح الكيماوي في وقت تحاول الولايات المتحدة رسم ملامح تدخل عسكري محتمل مع حلفائها في الدولة الواقعة بالشرق الأوسط.

وقال الرئيس السوري بشار الأسد إن إتهامات الغرب للحكومة باستخدام السلاح الكيماوي "مسيسة بالمطلق واستخفافا بالعقول"، مشيرا الى أن الولايات المتحدة ستواجه " الفشل" إذا قررت التدخل عسكريا في سوريا، وذلك في مقابلة مع صحيفة ((ازفستيا)) الروسية يوم الاثنين.

وقال الرئيس أيضا إن روسيا تزود سوريا بكل شئ تحتاجه لحماية دولته وشعبها، ما سيقود الى تغيير الوضع الاقتصادي في البلاد الى الأفضل.

وتأتي تصريحات الأسد في وقت إتخذت الولايات المتحدة رد فعل هو الأشد حتى الآن ردا على هجوم مزعوم باستخدام السلاح الكيماوي قرب دمشق.

قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن استخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين فى سوريا "غير مبرر" و"لا يمكن إنكاره"، مشيرا الي أن الرئيس باراك أوباما سيتخذ قرارا مدروسا بشأن كيفية الرد على ذلك.

وذكر فى بيان قوي خلال مؤتمر صحفي بوزارة الخارجية أن "القتل العشوائي للمدنيين والنساء والأطفال والعزل الأبرياء بأسلحة كيماوية عمل مشين أخلاقيا".

وتبادل أوباما يوم الاثنين وجهات النظر هاتفيا مع رئيس الوزراء الأسترالي كيفن رود بشأن " الردود الممكنة" على الهجوم .واتفق الزعيمان على مواصلة المشاورات حول سوريا، وفقا لبيان للبيت الأبيض.

وكانت جماعات المعارضة السورية زعمت أن 1300 شخص قتلوا في هجمات استخدمت فيها قوات الحكومة أسلحة كيميائية على معاقل المسلحين في ضواحي دمشق يوم الأربعاء، وهو ما نفته الحكومة السورية.

وكان أوباما قد تشاور هاتفيا مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند خلال عطلة نهاية الاسبوع حول القضية السورية، بينما تدرس إدارته مجموعة من الخيارات العسكرية تتراوح ما بين توجيه ضربة بصواريخ كروز أو حملة جوية.

وأرسلت البحرية الأمريكية أربع سفن حربية مدججة بصواريخ كروز إلى مياه شرق المتوسط قرب سوريا.

وقال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيج يوم الاثنين انه من الممكن الرد على استخدام أسلحة كيميائية في سوريا بدون إجماع شامل في مجلس الأمن التابع للامم المتحدة، مشيرا الى انه لا يستبعد أية خيارات يمكن أن تتخذ هذا الأسبوع .

وفي نفس اليوم، صرح وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس أن " كل الخيارات مفتوحة" ردا على الهجوم الكيماوي المزعوم فى سوريا، قائلا أن "القرار لم يتخذ بعد ولكن ردا غربيا منسقا سوف يتم إقراره فى الأيام القادمة".

كما أعرب الاتحاد الأوربي وحلف شمال الأطلسي (الناتو) عن قلقهما إزاء سوريا يوم الاثنين، وحثا على السماح لبعثة الامم المتحدة في سوريا للتحقيق وفحص الأدلة في أسرع وقت ممكن.

في الوقت نفسه، حذر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم الاثنين القوي الغربية من التدخل العسكري في سوريا، قائلا أن هذا من شأنه أن يمسح جهود عقد مؤتمر دولي لتسوية الأزمة سلميا.

وأوضح ان استخدام القوة بدون قرار من مجلس الأمن سيكون انتهاكا كبيرا للقانون الدولي، وحث الدول الغربية على عدم صياغة سياستها ليس بشكل رد على ما يحدث ولكن بشكل استراتيجي.

وقال أن روسيا لن تبدأ مواجهة عسكرية مع أي طرف بسبب سوريا.

ومن جانب أخر، بدأت بعثة تحقيق الكيماوي للامم المتحدة يوم الاثنين أول يوم عمل لها في سوريا.

ورغم تعرض موكب الفريق لاطلاق نار من قناصة، إلا أن الفريق " زار إثنين من المستشفيات"، والتقى مع شهود عيان وناجين وأطباء وجمع " بعض العينات" من موقع الهجوم المزعوم قرب دمشق، وفقا لبيان صادر عن الأمم المتحدة.

وفي أحدث بيان، قال الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون بعد مكالمة مع ممثلة الأمم المتحدة العليا لنزع الأسلحة انجيلا كين المتواجدة في دمشق للإشراف على التحقيق انه " طلب من كين رفع شكوي قوية الي الحكومة السورية وقوات المعارضة حتى لا يحدث ذلك مجددا ويتم ضمان أمن وسلامة فريق التحقيق من الغد".

/مصدر: شينخوا/