البرلمان السوري يناشد مجلس النواب الأمريكى للتواصل من خلال حوار متحضر لا بالدم والنار

دمشق 6 سبتمبر 2013 / ناشد رئيس مجلس الشعب (البرلمان) السورى محمد جهاد اللحام في رسالة عاجلة إلى جون بوينر رئيس مجلس النواب الأمريكي بان يتواصل مع سوريا من خلال حوار متحضر لا أن يكون الحوار بالدم والنار.

ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن اللحام قوله في رسالته إنه " على ضوء الجدل الحاسم بشأن احتمال وقوع هجوم عسكري أمريكي على بلادنا فمن الأهمية بمكان أن تعمم هذه الرسالة المرفقة على الفور على كل عضو في الكونجرس الأمريكي قبل بدء مناقشة هذا الهجوم ونناشدكم أن تتواصلوا معنا من خلال حوار متحضر لا أن يكون حوارنا بالدم والنار".

وأشار اللحام إلى أنه " من المهم أن نذكر بأننا أرسلنا رسالة توضيحية بشأن الوضع في سوريا إلى زملائنا في البرلمان البريطاني الذي تولى المسئولية لاستنفاد جميع السبل الدبلوماسية قبل قيامه بإلزام أمته بقرار الحرب و نأمل منكم أيها النواب الكرام أن تقوموا أيضا باتباع نهج مماثل ".

وكان رئيس مجلس النواب الأمريكي جون بوينر، أعلن يوم الثلاثاء الماضي، أنه سيؤيد دعوة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لتحرك عسكري في سوريا، مشيرا إلى أنه على الولايات المتحدة أن ترد على استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا وأن تظهر للحلفاء انها ستقف بصلابة حين يستدعي الأمر".

وتابع اللحام، مذكرا بكلام الرئيس الامريكي الاسبق فرانكلين روزفلت "إذا ما كان قدر الحضارة أن تبقى على قيد الحياة فعلينا تشجيع علم العلاقات الانسانية لنزيد من قدرة جميع الشعوب على العيش معا بسلام في العالم نفسه.. نكتب إليكم على وجه السرعة بينما أنتم تتداولون شن هجوم على سورية.. أخاطبكم من موقع الزمالة البرلمانية وتمثيل الشعوب والأهم من ذلك أننا نكتب لكم بصفتنا آباء وأمهات وأفرادا في عائلات ومجتمعات لا تختلف كثيرا عنكم.. نكتب لكم بصفتنا بشرا ونسألكم... اذا ما قصفتمونا ألن ننزف... ألن يتضرر الكثير من الابرياء".

وحث اللحام مجلس النواب الامريكي لـ" زيارة سوريا في اقرب وقت ممكن للتعرف على حقيقة ما يجري"، مضيفا "ندعوكم إلى سوريا لتقييم الوضع قبل اتخاذ القرار ولاسيما ان هذا القرار يتعلق بارواح بشرية حيث يمكننا معا ايجاد خارطة طريق لجهد مشترك فعال ضد الارهاب ونحن نعتقد أن مثل هذا العمل العدواني وغير المبرر سيكون غير قانوني".

وأوضح اللحام لان "سوريا بلد ذو سيادة ولا يشكل أي تهديد للولايات المتحدة الامريكية"، مضيفا أن "مجلس الأمن الدولي لم يقر مثل هذا العدوان".

وطرح رئيس مجلس الشعب عددا من القضايا في رسالته منها ان المحرك الاساسي للجرائم الفظيعة التي ارتكبت في 11 سبتمبر هو الفكر الوهابي الجهادي الذي احتضنه وموله السعوديون، وان أكثر من 3 تريليونات دولار امريكي ومئات الالاف من القتلى والجرحى الامريكيين والعراقيين وملايين من اللاجئين العراقيين هي تكلفة الحرب العسكرية الجارية على الارهاب، وان سورية اليوم عشرات الالاف من الجهاديين غير السوريين، وانها هي آخر دولة علمانية حقيقية في الشرق الأوسط.

وأشار اللحام إلى أن "تقرير الامم المتحدة حول الحادث الرهيب في ريف دمشق لم يصدر بعد ولا أحد يعلم إن كان سيضمن أدلة كافية على أي من هذه المزاعم"، مشيرا إلى أن الامم المتحدة توصلت بالفعل إلى دليل قوي يثبت قيام إرهابيين إسلاميين من جبهة النصرة، باستخدام الغاز السام ضد الجنود السوريين والمدنيين الأبرياء وإن قيامكم بمهاجمة شعب تحترمونه دونما دليل قانوني سيساوي بهذا الشعب بالمجرمين الذين استخدموا السلاح الكيميائي في الوقت الذي يقدم فيه الدعم للمتمردين الوهابيين التكفيريين الذين اتهمتهم الأمم المتحدة بارتكاب الجريمة وهذا يعد خرقا لمبادئكم الأساسية في العدالة الطبيعية".

وتقاتل في سوريا عدة جماعات إسلامية مسلحة متشددة من أجل بناء دولة إسلامية منها، "جبهة النصرة" و"دولة العراق وبلاد الشام"، في وقت تتصاعد الأعمال العسكرية في عدة مناطق من البلاد، ما يتسبب في مقتل عشرات الأشخاص يوميا.

وأعرب رئيس مجلس الشعب عن "تقديره للمشاركة الوجدانية وإبداء مشاعر الامتعاض من صور ضحايا الهجوم الكيميائي"، مضيفا "نحن السوريون لا نتعاون فقط بشكل كامل مع فريق الأمم المتحدة بل نشاركهم تحقيقنا الرسمي حول ما حدث فربما لا تعلمون أن الخبراء السوريين يحققون أيضا فيمن أجرم بحق الشعب السوري بل نحن البرلمانيين مصممون على الحصول على الحقيقة لإحضار هؤلاء المتورطين إلى العدالة بغض النظر عمن كانوا".

وطلب اللحام خلال رسالته "عدم الاقدام على عمل متهور ولاسيما أنه من ضمن صلاحيتكم اليوم أن تحولوا الولايات المتحدة الامريكية عن سلوك طريق الحرب إلى سلوك طريق الدبلوماسية ونأمل أن نقابلكم في ذلك الطريق وأن نتحاور كبشر متحضرين كما ينبغي لنا أن نكون، نحن نتبنى حلا دبلوماسيا لأن الحرب ما كانت يوما طريق انتصار".

وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما أعلن السبت الماضي عن اتخاذه قرار بتوجيه ضربة عسكرية محدودة لمواقع في سوريا، وذلك بناء على اتهامات للقوات النظامية باستخدام الأسلحة الكيميائية بريف دمشق قتل إثرها مئات الأشخاص، لكنه طلب من الكونجرس تفويضا بذلك، حيث وافقت عليه لجنة العلاقات الخارجية في الكونجرس الأمريكي، يوم الأربعاء الماضي.

وختم رئيس مجلس الشعب رسالته بالقول هذا الامر مهم جدا كوننا نواجه التهديد الارهابي نفسه فبهجومكم وإضعافكم للمؤسسات السورية ستعززون من قدرات عدونا المشترك ألا وهو تنظيم القاعدة وأدواته فبدلا من محاربتنا ببعضنا البعض علينا العمل معا لتطبيق كامل لقراري مجلس الامن الدولي 1373 و 1624 ضد الارهاب وبدلا من أن نكون أعداء يجب أن نكون حلفاء وأن نسير على طريق السلام والحقيقة والمصالحة معا.

وكانت الحكومة السورية دعت الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، من أجل بذل مساعيه لمنع أي عدوان على سوريا والدفع قدما باتجاه التوصل إلى حل سياسي سلمي للأزمة، داعية أيضا رئيس مجلس الأمن الدولي ماريا كريستينا برسفال، إلى التمسك بولايته والحفاظ على دوره كـ"صمام أمان" يحول دون الاستخدام "العبثي" للقوة خارج إطار الشرعية الدولية.

وينقسم المجتمع الدولي حول طريقة معالجة الأزمة في سورية، حيث فشلت دعوات ومبادرات تقدمت بها دول، فيما فشل مجلس الأمن باستصدار قرار ملزم حول سورية.

/مصدر: شينخوا/