تعليق: هل تنتهي الأزمة السورية بتنحي بشار الأسد ؟

تتجه أنظار العالم في الفترة الأخيرة صوب خطر تخلف الولايات المتحدة عن سداد الدين والمفاوضات حول النووي الإيراني ما خفف من الضغط على بشار الأسد، لكن هذا لا يعني انه يمكن الهروب من الغرق. وقد أشار بشار الأسد في مقابلة تلفزيونية إلى استعداده للترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2014، قائلا إنه "لا يرى مانعا من ذلك". لكن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري حذر من أن الحرب ستتواصل في سوريا، في حال أعيد انتخاب الرئيس السوري بشار الأسد رئيسا عام 2014.

والسبب بسيط للغاية، فالمعارضة السورية المسلحة لن توافق على بقاء بشار الأسد في السلطة. وقال جون كيري أنه ليس هناك من هو بالمعارضة السورية يوافق على أن يكون الرئيس بشار الأسد جزءا من الحكومة الانتقالية. وهذا الكلام دقيق للغاية، حيث أن المعارضة التي لم تتحد حتى الآن تأمل في تنحي بشار الأسد، ولكن أمل الولايات المتحدة في تنحي بشار الأسد هو الأكثر إلحاحا. كما كشف جون كيري نقطة أخرى مهمة وهي أن الولايات المتحدة في اتصال مباشر مع المعارضة المسلحة السورية.

يحمل هذا الوصف نكهة المعرفة الشاملة والقدرة الكاملة، ولكن حتما لا يمكن تجنب وجود نكهة التلاعب في الوسط. حيث أن " النموذج اليمني" و" النموذج الليبي" جميعها حلول من إبداع الولايات المتحدة. إلا أن جميع هذه النماذج لم تنجح في حل القضية السورية.

لو تتبعنا منطق الولايات المتحدة، فهل تستطيع سوريا استعادة استقرارها بتنحي بشار الأسد؟ طبعا، إن القضية ليست بهذه السهولة.

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية العربي انه يتوقع أن يعقد مؤتمر «جنيف - 2» في أواخر نوفمبر المقبل. لكن بشار الأسد قال أنه لا يوجد موعد ولا يوجد عوامل تساعد على انعقاد مؤتمر «جنيف - 2» في هذه الفترة.

كان موقف بشار الأسد من مؤتمر جنيف 2 واضحة جدا، حيث وافق على عقد المفاوضات لكن ينبغي على الطرف الآخر من الصراع تسليم السلاح والابتعاد عن الإرهاب، ووقف الدول الخارجية عن التدخل في الشؤون السورية الداخلية. لكن، المشكلة هي أن الأزمة السورية قد تحولت منذ فترة طويلة إلى حرب بالوكالة، وخارج نطاق المستوى الداخلي. خلاف ذلك، فإن سيطرة نظام بشار الأسد على الحكم جعل هزيمة المعارضة السورية المسلحة ليس بالأمر الصعب.

تتمثل الإستراتيجية الأمريكية في انه طالما تشكل حكومة انتقالية لا تشمل بشار الأسد فإنه لا مشكلة. ولكن لماذا يطيع بشار الأسد المنطق الأمريكي ويسلم السلطة مادام انه رئيس شرعي؟

كما تواجه سوريا حاليا مشاكل صعبة تحتاج إلى معالجة أيضا: عدم تشكيل المعارضة السورية لقوة مشتركة. حيث تدعو المعارضة السورية الداخلية الرئيسية المتمثلة في"هيئة التنسيق الوطنية السورية لقوى التغيير الديمقراطي" الفصائل للمشاركة في المحادثات، في حين تضع الأحزاب المعارضة السورية في الخارج والمتمثلة في " الائتلاف الوطني السوري المعارض " حزمة شروط لحضور جنيف2.

وإن تسرع الولايات المتحدة في حل الأزمة السورية قبل توحيد المعارضة،سوف يؤدي بالتأكيد إلى صراع بين الأخيرة ولن يتحقق الاستقرار والهدوء في سوريا.

الأزمة السورية لم تحل على المدى الطويل، والأمر الذي يعكس الموقف الأمريكي الحرج و أنها لا تزال تعيش في العالم الذي يتجه إلى "التخلص من الأمركة"، إلا أنها لا تزال تناضل من اجل تحرير تأثيرها. ولهذا ربما لو أن أمريكا رفعت يدها عن الموضوع قد تحل الأزمة السورية.

ملف خاص: تطورات الوضع في سوريا

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/