تقرير إخباري: لماذا سارعت الدول الخليجية لتقديم المساعدات المالية لمصر؟

وقعت الإمارات العربية المتحدة اتفاقية مساعدات جديدة مع مصر بقيمة 3.9 مليار دولار يوم 26 أكتوبر الحالي بالتوقيت المحلي ليصل بذلك إلى 4,9 مليارات دولار إجمالي حجم المساعدة الإماراتية للقاهرة منذ يوليو الماضي، وقد سبق أن قدمت الإمارات لمصر منحة بمبلغ مليار دولار.

ووفقا لما كشف عنه نائب رئيس الوزراء المصري زياد بهاء الدين في شهر أكتوبر، فإن المملكة العربية السعودية ودولة الكويت قد وافقا على تقديم دعم مالي إضافي لمصر. وان الأخيرة تنتظر التنفيذ.

لقد ساندت دول الخليج طموحات جماعة الإخوان المسلمين في الشرق الأوسط في السابق، لكن زيادة مساعداتها لمصر اليوم دليل على دعمها لتنحيهم من الحكم. وتقف المملكة العربية السعودية “زعيم" دول مجلس التعاون الخليجي و"الأب الثري" للبلدان العربية خلف الجيش المصري. وقد أعربت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، الكويت، البحرين، عمان عن تأييدهم للنظام المصري.

أعلنت المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت مباشرة بعد إطاحة الجيش المصري بمحمد مرسي يوم 3 يوليو الماضي توفير ما مجموعه 12 مليار دولار من المساعدات للحكومة المصرية المؤقتة للخروج من الضبابة الاقتصادية.

وقد ساعدت المساعدات الخارجية في وقت مبكر من هذا العام في زيادة مستويات احتياطيات مصر من النقد الأجنبي بشكل ملحوظ. وقال وزير المالية المصري في منتصف سبتمبر الماضي أن المساعدات الخليجية وفرت فترة من الراحة لمصر.

وأفيد أن مصر سوف تستخدم المساعدات التي تلقتها من الدول الخليجية الثلاث لتحفيز الاستثمار والقضاء على الاقتصاد القائم على الاستهلاك، مما يساعد على تقليص العجز وخفض تكاليف الاقتراض. وكان مجلس الوزراء المصري قد قرر أيضا على أنه اعتبارا في السنة المالية الجديدة التي ستنهي في نهاية يونيو 2014 سوف يتم تنفيذ مشاريع استثمارية بقيمة 120 مليون جنيه مصري.

في المقابل، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية يوم 9 أكتوبر الحالي عن أنها غير راضية في سلوك الجيش المصري في الإطاحة بالرئيس محمد مرسي، وقررت تعليق جزء من مساعداتها لمصر، بما في ذلك 260 مليون دولار من المساعدات النقدية وجزء من المساعدات لعسكرية منها المقاتلات F16 والدبابات M1A1 وطائرات هليكوبتر أباتشي، لتحقيق تقدما في الديمقراطية من خلال الانتخابات ذات مصداقية والحرة والنزيهة في مصر. وفي وقت سابق، كانت توفر الولايات المتحدة لمصر 1.5 مليار دولار من المساعدات سنويا، بما في ذلك 1.3 مليار دولار مساعدات عسكرية. ويعتقد معظم المراقبين في الولايات المتحدة أن تعليق المساعدات لا بد أن يحد من نفوذ البلاد في منطقة الشرق الأوسط، وسوف تفقد الولايات المتحدة امتيازاتها العسكرية في المنطقة، وبالتالي تعريض المصالح الأمنية الأمريكية في المنطقة إلى الخطر.

إن المكاسب السياسية لدول الخليج من خلال المساعدات المالية لمصر كثيرة. ومنذ أن وقعت مصر في الاضطرابات في أوائل عام 2011،دخل الاقتصاد المصري في ورطة، وشهد حجم العجز ارتفاع مستمر. ويعتقد المحللون أن استعجال الدول الخليجية في تقديم المساعدات لمصر يعود إلى مكانة مصر في باعتبارها قوة عظمى منطقة الشرق الأوسط وأملها لتأثير سياسة مصر الخارجية من خلال المساعدات المالية. لأن مصر اذ قابلت المساعدات الخارجية، سيضطر للتفكير لمصالح صاحب الأموال في قضايا المنطقة قبل قرار سياستها.

في الوقت الحاضر، تعتبر المساعدات المالية التي قدمتها دول الخليج الثلاث لمصر اكبر بكثير مقارنة مع الولايات المتحدة،بالإضافة إلى ذلك، ذكر وزير الخارجية السعودي يوم 19 أغسطس الماضي في باريس أن أوروبا والولايات المتحدة ملتزمة بإكمال غطاء المساعدات لمصر. وقد أصبحت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، الكويت وغيرها من البلدان الأخرى مصدرا لا غنى عنه للمساعدة المصرية.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/