الجيش السوري يسيطر على مدينة إستراتيجية بحلب ودمشق تنتقد تصريحات الإبراهيمي

دمشق أول نوفمبر 2013 /أعلن الجيش السوري النظامي يوم الجمعة أنه سيطر على مدينة السفيرة بريف حلب الجنوبي الشرقي التي تكتسب أهمية إستراتيجية خاصة بالنسبة للجيش لوقوع معامل تابعة لوزارة الدفاع السورية فيها، في حين انتقدت دمشق على لسان وزير إعلامها تصريحات الإبراهيمي حول الوضع الإنساني ، ومؤتمر جنيف 2 ، متهمة اياه بأنه " تمتلك أكثر من لغة " .

وقالت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في بيان لها اليوم إن " احكام الجيش السوري سيطرته الكاملة على مدينة السفيرة بريف حلب تعني تأمين طرق الإمداد بالمواد الغذائية والطبية إلى أهالي محافظة حلب وريفها " بحسب وكالة الانباء السورية ( سانا ) .

وبينت قيادة الجيش في بيانها أن مدينة السفيرة كانت "تشكل قاعدة انطلاق للإجهاز على العصابات الإرهابية المسلحة في الريف الشرقي لمدينة حلب" .

وأكد البيان أهمية هذا الإنجاز الجديد لقوات الجيش تأتي من كون هذه المنطقة الإستراتيجية البوابة الجنوبية الشرقية لمدينة حلب، مشددا على أن الجيش السوري مصمم على مواصلة معركتها ضد الإرهاب .

وعرض التلفزيون الرسمي تقريرا مصورا يظهر فيه تجول عناصر الجيش السوري في شوارع السفيرة، وهو يزيل السواتر الترابية التي وضعتها المعارضة المسلحة.

وكان التلفزيون الرسمي السوري قد أعلن في وقت سابق اليوم ، نقلا عن قائد ميداني أن وحدات من الجيش أحكمت سيطرتها الكاملة على مدينة السفيرة بريف حلب الجنوبي الشرقي بعد أن قضت على آخر تجمعات الإرهابيين وأوكارهم في أحياء المدينة.

وقال باحث استراتيجي عسكري لوكالة (( شينخوا)) بدمشق رفض الكشف عن اسمه إن " احكام السيطرة على السيفرة اليوم هو بداية لتخليص حلب من المعارضة الملسحة، وإعادة السيطرة على حلب لتعود العاصمة التجارية لسوريا" ، مؤكدا أن الجيش سيحرز تقدما ملحوظا خلال الاسابيع القادمة، مشيرا الى أهمية ما أنجز اليوم من قبل قوات الجيش السوري في حلب.

وتقع مدينة السفيرة على بعد 25 كم جنوب شرق حلب وكانت المجموعات الإرهابية المسلحة تتخذ منها مقرا ومنطلقا لارتكاب أعمالها الإجرامية في ريف حلب الجنوبي الشرقي.

ومن جانبها أشارت مصادر معارضة، بحسب صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي ( الفيسبوك )، إلى أن "مقاتلين معارضين أعلنوا انسحابهم من كامل مدينة السفيرة، بعد مواجهات عنيفة استمرت نحو 27 يوما".

ولفتت المصادر ان غرفة عمليات السفيرة كانت قد وجهت في وقت سابق نداء لجميع كتائب الثوار بضرورة التوجه السريع للريف الجنوبي وايقاف تقدم قوات النظام إلا أن القليل من الكتائب استجابت للنداء، حيث شنت قوات النظام مدعومة بقوات من وحدات الدفاع الوطني هجوماً عنيفاً على المدينة من ثلاثة محاور تزامناُ مع قصف عنيف جداً تعرضت له المدينة ما دفع الثوار في المدينة للانسحاب .

وتمتاز مدينة السفيرة بأهمية لوقوعها على طريق حلب ولقربها من معامل الدفاع التابعة للجيش النظامي، إذا احتدمت المواجهات بين مقاتلين معارضين والجيش النظامي في تلك المنطقة منذ نحو شهر.

وفي سياق آخر انتقد وزير الإعلام السوري عمران الزعبي تصريحات المبعوث الدولي والعربي المشترك الاخضر الإبراهيمي حول الوضع الإنساني في بعض المناطق السورية ، متهما اياه بأنه " يمتلك أكثر من لغة ليرضي طرفا على حساب الآخر" .

وقال الوزير السوري في تصريحات متلفزة اليوم نشرتها وسائل إعلام سورية إن "الإبراهيمي يملك أكثر من لغة وكأنه يريد أن يرضي طرفا على حساب آخر" .

وأضاف الزعبي، أن "الابراهيمي يعكس عدم فهمه للواقع العسكري والميداني في سوريا, ويملك أكثر من لغة في المخاطبة وكأنه يريد أن يرضي الجميع على حساب السوريين، كما أنه لا يملك الجرأة بتسمية الأشياء بمسمياتها".

وتأتي تصريحات وزير الاعلام بعد مؤتمر صحفي للابراهيمي عقده في دمشق قبيل مغادرته الى لبنان, قال فيه أن هناك ممارسات لا تقبل من قبل الحكومة ومن بعض المعارضين المسلحين" داعيا الأطراف لتسهيل عمل الأمم المتحدة والصليب الأحمر لتوصيل المساعدات لمن يستحقها", كما أشار الى وجوب وقف تدفق الأسلحة إلى جميع الأطراف.

واعتبر وزير الاعلام انه "على الابراهيمي ان يكون مبعوثا أمميا بالمعنى الحقيقي للكلمة وان يكون وسطيا وحياديا"، لافتا إلى ان "الإبراهيمي يتجاوز حدود دوره عندما يناقش الوضع الإنساني في سوريا".

وتابع الزعبي ان "الحكومة السورية تقوم بما يلزم في قضية الوضع الإنساني انطلاقا من مهامها الدستورية".

ويعاني السوريون من تدهور الأوضاع الأمنية والمعيشية الصعبة بسبب الصراع المسلح بين الجيش النظامي ومقاتلين معارضين، مما أدى إلى مقتل أكثر من 110 آلاف شخص , ولجوء ما يزيد عن مليوني لاجئ إلى دول الجوار.

وكان الابراهيمي قال قبيل مغادرته سورية ان مؤتمر جنيف لن يعقد في حال لم تشارك المعارضة فيه, مشيرا إلى أن الحكومة أكدت قبولها المشاركة، لكن المعارضة لا تزال تبحث عن وسيلة تمثيلهم.

ومن المفترض عقد مؤتمر جنيف 2 في وقت لاحق من الشهر الجاري، بعد أن أرجئ مرات عدة, وسط خلافات حول دور الرئيس بشار الأسد في المرحلة الانتقالية، ومشاركة إيران فيه، كما ومن المقرر أن يلتقي الإبراهيمي خلال الأيام المقبلة ممثلين لروسيا وأمريكا في جنيف، وذلك عقب انهاء جولته التي بدأها السبت الماضي شملت عدة دول, حيث سيختتمها بزيارة لبنان بعد مغادرته سوريا.

ملف خاص: تطورات الوضع في سوريا

/مصدر: شينخوا/