جميع الأخبار|الصين |العالم|الشرق الأوسط|التبادلات |الأعمال والتجارة | الرياضة| الحياة| العلوم والثقافة| تعليقات | معرض صور |

الصفحة الرئيسية>>الشرق الأوسط

تقرير إخباري: كيري ومحاولة استعادة النفوذ الأمريكي في مصر وتنقية العلاقات الثنائية

/مصدر: شينخوا/  09:32, November 04, 2013

القاهرة 3 نوفمبر2013/ أجرى وزير الخارجية الأمريكي جون كيرى اتصالات مكثفة بالعاصمة المصرية القاهرة في محاولة لاستعادة النفوذ الأمريكي في مصر، وتنقية العلاقات الثنائية بين البلدين مما شابها من توترات خلال الفترة الأخيرة.

وأجرى كيري خلال زيارته للقاهرة اليوم (الأحد) والتي استغرقت عدة ساعات عددا من الاتصالات مع عدد من المسئولين المصريين، في أعقاب فترة شهدت جفوة كبيرة في العلاقات، ودعوات مصرية بالإتجاه نحو المعسكر الشرقي لمقاومة الضغوط الأمريكية.

وكانت الإدارة الأمريكية قد قررت وقف المساعدات العسكرية والاقتصادية لمصر، ومن بينها طائرات أف 16 وطائرات أباتشي وقطع غيار دبابات" ام 1 أي 1" ، ووقف مناورات النجم الساطع المشتركة.

وقد اثارت هذه القرارات حفيظة قطاع كبير من المصريين، وشهدت مصر دعوات قوية للاستغناء عن المعونة الأمريكية، واعتبار ذلك فرصة ذهبية لتنويع مصادر السلاح المصري، وزادت حدة الكراهية بالشارع المصري للولايات المتحدة لاعتبار قراراتها نوع من الضغوط على الشعب المصري.

وفي إطار جهود الاحتواء التقى كيري مع الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور، حيث أكد خلال اللقاء على أهمية مصر بالنسبة للولايات المتحدة، وادراكها لدورها الاقليمي المحوري.

وصرح السفير إيهاب بدوي المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، بأن كيري أوضح خلال اللقاء أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما كلفه بالتوجه إلى القاهرة في ضوء حرص بلاده على إزالة ما شاب العلاقات الثنائية المصرية الأمريكية من ضباب وغيوم .

وأكد كيري أن أمريكا تثمن هذه العلاقة بشكل كبير ، قائلا "مصر التي تشكل ربع سكان العالم العربي ولديها تاريخ وحضارة لا مثيل لهما في المنطقة، هي بالنسبة للولايات المتحدة ركيزة ورمانة ميزان المنطقة، ومن مصلحة الولايات المتحدة أن تكون مصر قوية في المرحلة المقبلة".

وأضاف بدوي أن وزير الخارجية الأمريكي ، طرح خلال اللقاء، عددا من الإجراءات التي تنوي بلاده القيام بها في المستقبل القريب، والتي من شأنها أن تؤدي إلى جذب الاستثمارات الأجنبية إلى مصر واستعادة الاقتصاد المصري إلى عافيته.

من جانبه، أوضح عدلي منصور خلال اللقاء أن مصر تؤمن بأهمية إعادة تقييم علاقتها بالولايات المتحدة الأمريكية في تلك المرحلة، مشيرا إلى ما باتت تعانيه تلك العلاقة من انعكاسات سلبية على مستوى الرأي العام المصري .

وشدد منصور، على أن العلاقات الثنائية المصرية ـ الأمريكية لا يجب ولا يليق اختزالها في ملف المساعدات، فالمساعدات هي جزء من المصالح المشتركة بين البلدين التي هي أشمل وأكبر من ذلك بكثير.

كما تطرق الرئيس المصري إلى الحرب التي تخوضها بلاده ضد الإرهاب بصفة خاصة، وما تواجهه من تحديات أمنية بصفة عامة، مشيرا إلى ما ظهر من إغفال للمجتمع الدولي لما تواجهه مصر من أعمال عنف وإرهاب في أعقاب ثورة 30 يونيو.

وعقب وزير الخارجية الأمريكي على ذلك مؤكدا أن الولايات المتحدة تعلم أن مصر تواجه مخاطر أمنية في غاية الخطورة، مستشهدا في ذلك بمحاولة اغتيال وزير الداخلية، مشيرا إلى حرص الولايات المتحدة على أن يتحقق الاستقرار في مصر في أقرب فرصة، وأنها ستسعى للإسهام في تحقيق ذلك.

وأثنى كيري على ما تم من خطوات على مستوى تنفيذ خارطة المستقبل، معربا عن تطلع بلاده لإتمام الاستحقاقات المقبلة لخارطة المستقبل طبقا لجدولها الزمني وبما يتيح استعادة العلاقات الثنائية لزخمها المعهود، موضحا أن الولايات المتحدة لا تعمل في تلك المرحلة الحالية على الماضي، وإنما تعمل على المستقبل، معربا عن الأمل في أن تشهد المرحلة المقبلة تدعيم العلاقات الثنائية وازدهارها.

كما التقى كيري مع الفريق أول عبدالفتاح السيسى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والانتاج الحربي، وعدد من كبار قيادات القوات المسلحة المصرية، وتناول اللقاء العلاقات المشتركة بين البلدين والتأكيد علي الطبيعة الاستراتيجية للعلاقات المصرية الامريكية وضرورة العمل علي دعمها وتطويرها.

وقال كيري، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري نبيل فهمي، عقب جلسة مباحثات بينهما، إن بلاده ملتزمة ومستمرة في دعم الحكومة المصرية المؤقتة في تنفيذ خارطة الطريق للانتقال للمسار الديمقراطي، ودعم الشعب المصري في تحقيق أهدافه وتطلعاته السياسية والاقتصادية.

وأشار إلى أن نجاح مصر السياسي والاقتصادي من الأمور المهمة ليس فقط للمصريين بل أيضا للمنطقة والولايات المتحدة والمجتمع الدولي، حسب قوله.

وأوضح أن مصر تعد شريكا حيويا للولايات المتحدة في هذه المنطقة حيث تلعب دورا رئيسا مهما كقائد ثقافي وسياسي واقتصادي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مؤكدا الاستمرار في التعاون مع الحكومة المؤقتة المصرية.

وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما كان قد تلقى في وقت سابق طلبا من الرئيس المصري عدلي منصور لإقامة حوار استراتيجي بين البلدين، وأعلن كيري قبول بلاده لهذه الدعوة، وأن أمريكا ستدخل في حوار استراتيجي مع مصر.

من جانبه، أكد وزير الخارجية المصري نبيل فهمي أهمية العلاقات المصرية - الأمريكية، معربا عن تطلعه لبناء علاقة قوية بين البلدين على أساس تحقيق المصلحة للطرفين وفقا لأولويات كل دولة وتطلعات شعبها.

وتأتي زيارة كيري التي تعد الأولى له منذ 30 يونيو وعزل الرئيس السابق محمد مرسي، على خلفية التوتر الذي تشهده العلاقات بين القاهرة وواشنطن، عقب قرار الأخيرة تعليق جزء من المعونة العسكرية والاقتصادية والتعاون العسكري بينهما.

كما تأتي زيارة المسئول الأمريكي قبل يوم واحد من بدء محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي، والتي تجري غدا الاثنين في أكاديمية الشرطة ، بتهمة التورط بقتل المتظاهرين بمحيط قصر الاتحادية في 5 ديسمبر الماضي.

وعقد وزير الخارجية الامريكى اجتماعا مغلقا مع عدد من رموز المجتمع المدنى المصرى من بينهم الداعية الاسلامى عمرو خالد، وبهى الدين حسن مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الانسان، وحسام بهجت مدير مركز المبادرة للحقوق الشخصية وأنجى الحداد رئيس المؤسسة المصرية للرقابة الشخصية .

وتجنب كيرى اللقاء بأي ممثل لجماعة الإخوان المسلمين أو أيا من التيارات السياسية، فيما لم تصدر أية تصريحات من جانب كيرى أو المسئولين الأمريكيين عن فحوى ما دار خلال هذا اللقاء.

ووصف السفير عبد الرؤوف الريدي سفير مصر الأسبق لدى الولايات المتحدة الأمريكية زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لمصر بأنها تطور إيجابي مهم نحو ترميم وتحسين العلاقات مع مصر .

وأكد الريدي أن الإدارة الأمريكية بدأت تدرك أن الأحداث في الشرق الأوسط تتجاوزهم ، وبالتالي فان هذه الزيارة هي محاولة أمريكية لإزالة الفتورالذي اعترى العلاقات بين البلدين نتيجة لموقف الإدارة الأمريكية من مصر في أعقاب ثورة الشعب المصري في 30 يونيو .

وأشار الريدي إلى عامل مهم وهو أن الولايات المتحدة الأمريكية أدركت حقيقة عوامل جديدة منها ثبات موقف مصر تجاه كافة الضغوط والدعم العربي القوي لمصر خاصة من السعودية والإمارات والكويت ، وبالتالي فأن على الإدارة الأمريكية ألا تخسر أكبر دولتين في المنطقة العربية وهما مصر والسعودية . وأوضح أن مصر وهى تستقبل هذه التطورات والتحركات الأمريكية بثبات وتوازن يمكنها أن تفتح حوارا استراتيجيا جديدا مع الولايات المتحدة الأمريكية يأخذ في اعتباره المعطيات الجديدة إقليميا وعربيا .

وقد وصل جون كيري إلى الرياض في وقت سابق اليوم ( الأحد) قادما من العاصمة المصرية القاهرة في زيارة رسمية للسعودية ضمن جولة تشمل عددا من دول المنطقة وكان في استقبال وزير الخارجية الأمريكي بمطار قاعدة الرياض الجوية وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ومن المتوقع أن تركز مباحثات كيري في السعودية على التطورات الخاصة بالأزمة في سوريا والقضية الفلسطينية وعملية السلام في منطقة الشرق الأوسط والأوضاع في العراق وغيرها.

صور ساخنة

أخبار متعلقة

ملف متعلق

 

أخبار ساخنة