تحليل اخباري: زيارة وزيري دفاع وخارجية روسيا اعادت الدفء للعلاقات مع مصر

القاهرة 14 نوفمبر2013 /رأى محللون سياسيون ان زيارة وزيري خارجية ودفاع روسيا الى القاهرة يوم الخميس اعادت الدفء الى العلاقات مع مصر التى تستهدف تحقيق توازن فى علاقاتها الخارجية, لاسيما بعد ان شهدت علاقاتها مع واشنطن توترا على خلفية موقف الاخيرة الرافض لثورة 30 يونيو التى اطاحت بالرئيس محمد مرسي, وتجميدها جزءا من المساعدات العسكرية.

وجاءت المباحثات فى اطار صيغة " 2 + 2", حيث التقى وزير الخارجية المصري نبيل فهمي نظيره الروسي سيرجي لافروف, فيما استقبل وزير الدفاع الفريق اول عبدالفتاح السيسي نظيره الروسي سيرجي شويجو, وذلك قبل ان يعقد الرئيس المصري عدلي منصور لقاء مع الوزراء الاربعة.

وتعد زيارة وزيري خارجية ودفاع روسيا لمصر زيارة تاريخية وهى الاولى فى تاريخ العلاقات بين البلدين. واعتقد محللون مصريون أنها أكدت أن "مجالات التعاون مفتوحة بدون حدود" مع موسكو التى قالت انها "مستعدة لمساعدة مصر في كل المجالات التي تريدها".

وفيما تركزت الزيارة فى شق كبير منها على دعم التعاون العسكري, اتفق البلدان على أهمية عقد اللجنة الوزارية المشتركة لإعطاء التعاون الثنائي المزيد من الزخم.

وقال الدبلوماسي المصري هاني خلاف مساعد وزير الخارجية الاسبق لوكالة انباء ((شينخوا)) ان زيارة الوزيرين الروسيين للقاهرة "فى تقديري بداية تدفئة للعلاقات" الثنائية.

وأضاف ان الزيارة " اعطت الضوء الاخضر لعمل مشاريع محددة الملامح,لكن هذه المشاريع والصفقات ستأخذ وقتا ولن تظهر قبل عدة شهور".

ورأى خلاف ان الحكومة المصرية سوف تستغل زيارة الوزيرين الروسيين للايحاء للشعب المصري بانها قادرة على التواصل مع قوى اخرى غير الولايات المتحدة الامريكية.

وتوقع ان تعقد القاهرة لقاءات مشابهة مع دول اخرى مثل الصين, وانتفتح مجالات التعاون مع دول مثل الهند والبرازيل لاحداث توازن فى علاقاتها الخارجية.

غير ان المحلل السياسي اسامة الدليل توقع ان تذهب مصر فى علاقاتها مع روسيا الى ابعد من مجرد علاقات دافئة, مشيرا الى ان القاهرة الان "جادة جدا لعمل شراكة استراتيجية" مع روسيا.

وقال الدليل, لـ"شينخوا", ان مصر لم تنجح فى عمل شراكة استراتيجية مع روسيا خلال الـ40 عاما الماضية بسبب التحالف مع امريكا.

ورأى ان مصر لن تكرر الخطأ مرة اخرى, ولن تصبح حليفة لدولة (فى اشارة الى الولايات المتحدة الامريكية) على حساب اخرى, مشيرا الى ان القاهرة تسعى لتحقيق توازن فى العلاقات الخارجية.

واوضح ان روسيا لها ايضا اهداف استراتيجية من العلاقات مصر منها اعادة التوازن الاقليمي, والحفاظ على الاستثمارات خصوصا بعد الضربات الموجعة لاستثماراتها فى ليبيا, لكن توقع ألا تسعى موسكو لاحتكار العلاقات مع مصر.

وبدوره, قال الدكتور جمال سلامة استاذ العلاقات السياسية بجامعة قناة السويس ان الزيارة تحد من الضغوط الخارجية على مصر, وتعنى ان روسيا تدعم ثورة الشعب المصري.

واضاف ان روسيا لن تكون بديلا لامريكا فى العلاقات الخارجية المصرية, لان واشنطن لن تخسر القاهرة لصالح جماعة (الاخوان المسلمين)، التى ينتمى اليها الرئيس المعزول محمد مرسي, وقادرة على تحسين علاقاتها مع مصر.

واوضح ان الزيارة سوف تحدث توازن فى العلاقات الخارجية لمصر, وان العلاقات مع امريكا لن تكون حجر عثرة امام تعزيز العلاقات بين مصر وروسيا.

لكنه رأى ان العلاقات مع روسيا لن تصل الى مستواها فى الخمسينات من القرن الماضي.

يشار الى أن مصر وروسيا ارتبطتا بعلاقات وثيقة في خمسينات وستينات القرن الماضي, وذلك قبل ان وقع الرئيس المصري الاسبق انور السادات اتفاقية السلام مع اسرائيل, والتي امنت مساعدات امريكية سنوية لمصر بقيمة 1,3 مليار دولار.

وتعرضت العلاقات المصرية الامريكية التي طالما وصفت بأنها "استراتيجية" لفتور بعدما قررت واشنطن تعليق جزء كبير من مساعداتها العسكرية لمصر بعد عزل مرسي. ووصل وزير الخارجية الامريكي جون كيري للقاهرة فى الثالث من نوفمبر الجاري فى زيارة هى الاولى منذ عزل مرسي فى الثالث من يوليو الماضى, محاولا اصلاح العلاقات.

/مصدر: شينخوا/