تعليق:عملية تدمير الأسلحة الكيميائية السورية تدخل مرحلة حاسمة

اتفقت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية خلال الدورة الاستثنائية الرابعة والثلاثين لها عشية يوم 15 نوفمبر الجاري بلاهاي على خطة إتلاف الترسانة الكيميائية السورية ، حيث تم التوصل إلى الاتفاق على خطة تنص على نقل المواد الكيميائية إلى خارج سوريا، ووضع جدولا زمنيا مفصلا لتدمير، و تدمير جميع الأسلحة الكيميائية ومرافق الإنتاج قبل نهاية يونيو عام 2013 . أخذة بعين الاعتبار التطورات على الأراضي السورية.

وقد حقق تدمير الأسلحة الكيميائية السورية حتى الآن تقدما مطردا على وجه العموم. ويعود تحقيق النتائج الأولية على نحو السلس إلى جهود الحكومة السورية، وإشراف منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ودعم المجتمع الدولي. وعرضت الحكومة الصينية تقديم خبراء بتوصية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية للمشاركة في عملية التدمير بما يتماشى مع متطلبات المنظمة، وتوجه بعض الخبراء إلى لاهاي للتدريب.

كما لم تحقق هذه النتائج إلا بشق الأنفس. حيث ينبغي أن نرى بوضوح أن عملية تدمير الأسلحة الكيميائية تدخل مرحلة حاسمة، وإنهاء المهمة حسب الخطة يواجه العديد من الشكوك.

أين تدمر الأسلحة الكيميائية السورية ؟ بالرغم من أن تدمير الأسلحة الكيميائية السورية قد تقرر في بلد ثالث، إلا أنه ولحد الآن لا يوجد أي بلد على استعداد لقبول ذلك.وبعد رفض النرويج تدمير الأسلحة الكيميائية السورية على أراضيها، رفضت ألبانيا تدمير الأسلحة الكيميائية السورية على أراضيها أيضا، حيث واجهت الحكومة الألبانية معارضة كبيرة في الداخل بعد أن وافقت تقريبا على شحن الأسلحة الكيميائية إلى أراضيها. وقال بيتر دى كرم وزير الدفاع البلجيكى الدولة المرشحة الثانية مؤخرا، أنه لا يؤيد استخدام بلاده في تدمير جزء من الأسلحة الكيماوية السورية. وتابع وزير الدفاع يقول أن جميع الأطراف تكافح من اجل العثور على دولة توافق على تدمير هذه الأسلحة الكيميائية على أراضيها.

كيف يمكن نقل الأسلحة الكيميائية السورية بأمان ؟يواجه نقل الأسلحة الكيميائية السورية إلى الميناء تحديات أمنية معقدة لكونها موزعة عبر عشرات من المنشات متفرقة. كما لا يزال الوضع الداخلي في سوريا متوتر ومعقد، و ولا يوجد أي مؤشرات على تراجع المعارضة المنتشرة في كل مكان. وعبرت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عن مخاوفها من نقل الأسلحة الكيميائية في ظل الصراعات الداخلية، حيث لم تشهد المنظمة عبر التاريخ نقل الأسلحة الكيميائية في مثل الظروف التي تعيشها سوريا.وفي الخطوة التالية، سوف تواجه الحكومة السورية تحديات كبيرة لضمان سلامة نقل الأسلحة الكيميائية إلى الميناء.

من يمول عملية تدمير الأسلحة الكيميائية ؟ أعلن الخبراء استنادا إلى تقديرات كمية الأسلحة الكيميائية المعلن عنها من قبل سوريا عن أن تكلفة برنامج تدمير السلاح الكيميائي السوري بالكامل تبلغ أكثر من مليار دولار، ويعتبر هذا المبلغ فلكي بالنسبة للحكومة السورية التي تمر بحرب أهلية منذ أكثر من سنتين. ودعت المنظمة المجتمع الدولي لتقديم المساعدات لتدمير الأسلحة الكيميائية، ولكن يبدو أن الفجوة لا تزال كبيرة حتى الآن. بالإضافة إلى ذلك، تطلب الحكومة السورية من المجتمع الدولي مساعدتها بمواد مختلفة، بما في ذلك آلات النقل، والمعدات الأمنية الأخرى. حيث أن نجاح أو فشل خطة التدمير بالكامل متصل بوصول تلك المواد في الوقت المناسب.

إن مساعدة المجتمع الدولي في تعزيز عملية تدمير الأسلحة الكيميائية السورية أمر ضروري ولا غنى عنه. والحكومة الصينية بدورها تقدم المزيد من الدعم البشري والمادي لدعم بعثة عملية المراقبة والتدمير التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، لمساهمة في تحقيق سلام مبكر في سوريا.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/