الأردن وليبيا تتفقان على تأسيس علاقات استراتيجية حقيقية بينما تعززها المصالح المشتركة

عمان أول ديسمبر 2013 / اتفق رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور ونظيره الليبي علي زيدان على أهمية التأسيس لعلاقات استراتيجية حقيقية بين البلدين تعززها المصالح المشتركة وتدعمها توفرالارادة السياسية والرغبة الحقيقية في تنميتها .

جاء ذلك خلال المباحثات التي جرت اليوم (الأحد) في دار رئاسة الوزراء بعمان تركزت على سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وفتح آفاق أوسع للتعاون المشترك في المجالات كافة .

وأكد النسور، خلال جلسة المباحثات وفق بيان لرئاسة الوزراء الاردنية، " اننا نتطلع باهتمام لهذا اللقاء الذي تأخر عقده نتيجة الاوضاع غير المستقرة التي شهدتها ليبيا خلال الفترة الماضية والتي حالت دون مزيد من الاتصالات معربا عن الامل بان تسهم هذه الزيارة في توفير دفعة قوية للعلاقات الاخوية بين البلدين والشعبين " .

وأبدى النسور استعداد بلاده للتعاون مع ليبيا وتزويدها باحتياجاتها من الخبرات الاردنية في جميع القطاعات، لافتا إلى أن الاردن يدرك بان الثورة الليبية احدثت تغييرات كبيرة في اركان الدولةالامر الذي يتطلب اعادة النظر في استكمال ادوار المؤسسات " وان الاردن الذي يمتلك الكفاءات البشرية مستعد لتقديم العون والمساعدة في هذا المجال " .

وقال النسور إن الاردن (الذي يعيش) في وسط هذا الاقليم المضطرب يشكل واحة للأمن والاستقرار والسلام والبناء والتقدم، لافتا إلى أن لديه اعلى نسبة تعليم في الوطن العربي ومن أعلى النسب على مستوى العالم فضلا عن تميزه في مجال الصحة والسياحة والسياحة العلاجية اضافة الى نظام بنكي متقدم اضافة إلى امتلاكه قطاع قوي وفاعل في مجال الانشاءات والمقاولات يمكن ان يسهم في مرحلة اعادة الاعمار في ليبيا .

من جهته، قال رئيس الوزراء الليبي " لقد تأخرنا في هذه الزيارة للاردن وكان الواجب ان نقوم بها مبكرا للتعبير عن الشكر والتقدير للجهود التي بذلها الاردن في مساعدة ليبيا " .

ولفت إلى أن ليبيا تقدر للاردن معالجة الجرحى والمرضى الليبيين، مشيرا إلى أن التأخير في سداد كلف المعالجة يعود الى ان الدولة الليبية لم تكتمل آلية ادائها بعد وبخاصة المالية والمصرفية موضحا انه تم تغطية نحو 80 بالمائة من هذه الكلف والبقية موجودة في المصرف المركزي .

وابدى رغبة الجانب الليبي في الاستفادة من الخبرات الاردنية وخاصة في مجال التدريب وبناء القدرات في المجال الدفاعي والشرطي وفي مجالات المياه والنقل والمواصلات والثقافة والاعلام، مؤكدا أن الاردنبقيادته الحصيفة اصبح مثالا لافضل ما تبنى عليه الدول .

وقال زيدان " نحن نعيش في تجربة مريرة حيث لم تكن علاقات ليبيا في الفترة السابقة مؤسسة على أسس راسخة "، مؤكدا اننا نريد علاقات رصينة مع جميع الدول بما يضمن حقوق جميع الاطراف .

وشدد على ان الشعب الليبي شعب محافظ ويرنو إلى اقامة دولة ترتكز على التقاليد وتنحى إلى الحداثة " وهذا عامل اساسي من عوامل الالتقاء بين الاردن وليبيا " .

واتفق الجانبان على تفعيل عمل اللجنة العليا الاردنية الليبية المشتركة وعقد اجتماع لها خلال الاشهر القليلة القادمة .

من جهته، أكد وزير الخارجية الليبي محمد عبدالعزيز أن السياسة الخارجية الاردنية اثبتت جدواها، معربا عن ثقته بان العضوية المرتقبة للاردن في مجلس الامن ستكون ذات اهمية لجهة التركيز على قضايا السلم والامن الدولي .

وأشاد بنظام الحوكمة الرشيدة وحقوق الانسان والحريات الاساسية في الاردن، مشيرا إلى امكانية استفادة ليبيا من هذا الامر .

وقال إن مرحلة الانتقال من الاستبداد إلى الثورة في ليبيا والى بناء المؤسسات ليست عملية سهلة فهي تحتاج الى التدريب المؤسسي وتغيير الثقافة السائدة .

وقال وزير التعليم العالي والبحث العلمي الاردني امين محمود ان الاردن الذي يتميز بمستوى متقدم في التعليم العالي يرحب بالطلبة الليبيين الراغبين بالدراسة لافتا الى ان الاردن ابدى استعداده لاستقبال الطلبة الليبيين الذين كانوا يدرسوا في سوريا .

من جانبه، استعرض وزير الداخلية الاردني وزير الخارجية وشئون المغتربين بالوكالة حسين المجالي تبعات ازمات اللجوء الانساني التي استقبلها الاردن عبر تاريخه واثرها على موارده الشحيحة .

وأكد أن وزارة الداخلية واذرعها الامنية جاهزة للتعاون ووضع خبراتها بتصرف الليبيين .

من جانبها، أشارت وزيرة الثقافة الاردنية لانا مامكغ إلى امكانية اقامة برامج ثقافية مشتركة تركز على مجالات الابداع بين فئات الاطفال والشباب .

من جانبه، أشار وزير الثقافة والمجتمع المدني الليبي الحبيب الأمين إلى أن الثقافة الليبية كانت تجسد وتعظم شخصا واحدا ونحن بحاجة إلى تقدير المواطن الليبي الذي عانى من فقدان الحرية.

/مصدر: شينخوا/