تعليق: ثلاثة أسباب رئيسية وراء الإضطرابات في جنوب السودان

أصدر رئيس جنوب السودان في 23 يوليو الماضي قرارا بحل حكومة جنوب السودان واعفاء نائب الرئيس والعديد من والوزراء من مهامهم. وبذلك بدأت الإنشقاقات والخلافات تدب داخل حركة التحرير الشعبي الحاكمة وبين مختلف المعسكرات المبنية على أساس قبلي، وتحولت في النهاية الصراع المسلح الحالي. ويعتقد بعض المحللين أن هذا الصراع إذا لم يصل إلى تسوية مناسبة، فإن جنوب السودان قد تواجه مخاطر الحرب الأهلية.

ويعتقد المحللون بوجود 3 أسباب رئيسية عميقة للإضطرابات الحالية في جنوب السودان.

أولا، تاريخ إستقلال هذا البلد قصير، والمسؤولين تنقصهم خبرة إدارة البلاد. وفي هذا السياق يرى المحلل السياسي السوداني بشير حسن في تصريح للإعلام الصيني ان الوضع في جنوب السودان "خطر للغاية"، وقادة الدولة يواجهون "أقسى إمتحان" منذ تأسيس الدولة. ويعتقد ان أكبر مشكلة يواجهها جنوب السودان سواء المسؤولين أو المواطنين العاديين "هو عدم معرفة كيفية إدارة الدولة".

وقد اعلن عن استقلال جنوب السودان في 9 يوليو 2011. وهي دولة أكثر من 90% من سكانها أميين. وعشية إستقلال جنوب السودان، سبق لمراسلنا أن زار مدينة جوبا في إطار دعوة موجهة من منظمة دولية لإجراء لقاء صحفي لدورة تدريب للمسؤولين نظمتها المنظمة سالفة الذكر. وكانت دورة التدريب تهدف إلى تدريب المسؤولين الشبان من جنوب السودان على التحكم في القدرات الأساسية لإدارة الدولة، لكن هذا البرنامج الذي تكلف بعشرات آلاف الدولارات تحول إلى فصل لتعليم الحروف ومحو الأمية.

ثانيا، التأثير القبلي الكبير.توجد في جنوب السودان العديد من القبائل، وليس هناك قبيلة واحدة تمثل أغلبية السكان. ووفقا للإحصاءات فإن قبيلة الدنكا التي تعد القبيلة الأكبر في جنوب السودان تمثل 15% فقط من سكان جنوب السودان البالغ عددهم 10 ملايين. والرئيس الحالي للبلاد هو من قبيلة الدنكا.

يعود ولاء سكان جنوب السودان أولا إلى القبيلة ثم إلى الدولة. في حين لم يتفق سكان جنوب السودان على أي دور يجب أن تضطلع به القبيلة في الدولة. وبعد تأسيس الدولة، كان أول ما فكر فيه سكان الجنوب هو المصلحة الإقتصادية والسياسية التي من الممكن أن يجلبها الإستقلال لقبائلهم. ولذلك فإن النزاع على السلطة والمصالح بين القبائل كان أمرا لامفر منه. وهناك بعض القبائل التي اختارت التمرد المسلح من أجل تحقيق هذا الغرض.

ثالثا، محدودية قدرة تحكم الحكومة المركزية في الجيش. الوضع القبلي المعقد في جنوب السودان يتجسد أيضا في جيش جنوب السودان، والجنود مستعدون للقتال من أجل مصالح قبائلهم، في حين تقف الحكومة المركزية عاجزة أمام ذلك.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/