تقرير اخباري : مصر تستنفر استعدادا للاستفتاء على الدستور

القاهرة 13 يناير 2014 / انهت السلطات المصرية اليوم (الاثنين) كافة استعداداتها للاستفتاء على مسودة الدستور وسط تحذيرات ضمنية متبادلة بين قوات الجيش والشرطة التى توعدت بالرد بشكل حازم على كل من يعطل سير عملية الاستفتاء ، وجماعة (الاخوان المسلمين) التى جددت دعوة الشعب للمقاطعة، وحذرت من " ارتكاب حماقات ضد فعالياتها".

ومن المقرر أن تفتتح مراكز التصويت ابوابها في التاسعة من صباح غد الثلاثاء ،بالتوقيت المحلي، على ان تستمر عملية الاستفتاء حتى مساء الاربعاء.

وقال المتحدث باسم الجيش العقيد اركان حرب احمد محمد علي ان اكثر من 160 الف ضابط ومجند بالجيوش الميدانية والمناطق العسكرية انتشروا داخل لجان ومراكز الانتخاب فى مختلف المحافظات لتأمين عملية الاستفتاء، بالتعاون مع قوات الشرطة المدنية.

واوضح فى بيان على صفحته بموقع (فيس بوك)، ان مهام القوات المشاركة فى تأمين الاستفتاء تتركز على مواجهة المشكلات والمواقف الطارئة التى قد تؤثر على سير العملية الانتخابية داخل وخارج اللجان، وتسهيل الصعوبات التى قد تواجه الناخبين خاصة من كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، وكذلك تسهيل عمل منظمات المجتمع المدني ومندوبي وسائل الاعلام.

واضاف ان المهام تتضمن مجابهة التهديدات الارهابية المحتملة وتنفيذ اعمال الاسعاف والاخلاء الطبي للحالات الحرجة باستخدام الاسعاف الطائر.

واشار الى انه تم " تكثيف إجراءات التأمين على الحدود البرية والساحلية على كافة الاتجاهات الاستراتيجية والمجري الملاحي لقناة السويس لمنع العمليات الإرهابية ومحاولات التسلل والتهريب خلال عملية الاستفتاء بالتعاون مع قوات حرس الحدود والأفرع الرئيسية للقوات المسلحة".

وقامت قوات الجيش والشرطة باجراء مسح على المتفجرات فى كل اللجان، واعداد دوريات شرطة عسكرية فى محيطها، بحسب اللواء اركان حرب توحيد توفيق قائد المنطقة العسكرية المركزية.

ووجه توفيق رسالة للشعب قائلا " نحن فى انتظارك.. لدينا جيش قوى وشرطة قوية تنتظر تشريفك وادلاءك بصوتك كناخب".

وحذر الجيش الثالث الميداني من أي محاولة لتكدير السلم العام أو تعطيل إجراءات عملية الاستفتاء أو المساس بأمن أي مواطن.

وقال فى بيان اليوم " سنرد بشكل سريع وفوري وبكل حزم وقوة من جانب عناصر التأمين للخارجين علي القانون أو من يعتدي علي قوات التأمين أو مراكز الاستفتاء أو محيطها أو العاملين بها أو من يقوم بالتأثير بالقول أو الفعل على توجهات وآراء المواطنين".

وأعرب عن تقديره لدور كل مواطن يشارك بإيجابية مع رجال الجيش في الالتزام بإجراءات التأمين، داعيا المواطنين للتوجه إلى صناديق الاستفتاء للإدلاء بأصواتهم بكل حرية وأمان.

وأكد تنفيذ القوات لكافة صور التأمين غير المسبوقة لحماية المواطنين والمنشآت والممتلكات العامة، مضيفا " اننا عازمون بكل قوة علي التضحية بأرواحنا حفاظا علي أرواحكم وفداء لاستقرار الوطن ومستقبله".

الموقف نفسه اتخذه وزير الداخلية اللواء محمد ابراهيم بتحذيره ، خلال تفقده قوات الامن المركزي المكلفة بتأمين الاستفتاء ، من " أن أى محاولة لتعكير صفو هذا العرس ستواجه بمنتهى القوة والحزم ، ولا تهاون مع أي فعل يمس إرادة الشعب المصرى".

واعتبر " أن مصر ستشهد غدا وبعد غد لحظات فارقة فى تاريخها، لحظات ننشدها انتصارا لمصر.. رغم كيد الحاقدين".

ووافق وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسى على تخصيص طائرات عسكرية لنقل القضاة الذين سيشرفون على الاستفتاء فى اماكن نائية او منعزلة، وذلك لتسهيل مهمة القضاة وتخفيف العبء عنهم وضمان إستلام اللجان في التوقيتات المحددة لها.

فيما صعدت الحكومة عبر وزرائها ومؤسساتها الى جانب الاحزاب والحركات السياسية المؤيدة لمسودة الدستور الدعاية من اجل حث المواطنين على التصويت.

وأعلن السفير صلاح عبد الصادق رئيس الهيئة العامة للاستعلامات ، خلال مؤتمر صحفى لاستعراض ترتيبات عملية الاستفتاء، ان الهيئة أقامت غرفة عمليات ومركزا إعلاميا بنادى القاهرة للصحافة، مجهزا بكافة وسائل الاتصال لخدمة المراسلين الأجانب المقيمين والزائرين خلال يومي الاستفتاء.

فى حين، قال المتحدث باسم اللجنة العليا للانتخابات المستشار هشام مختار ان الاستفتاء سوف يجرى تحت "إشراف قضائي كامل، ولا يجوز لاية جهة أن تتدخل فى هذا الشأن".

واضاف إن إجمالى عدد الناخبين يبلغ 52 مليونا و742 ألفا، 139 ناخبا ، موزعين على 30 ألفا و317 لجنة فرعية الى جانب 352 لجنة عامة على مستوى الجمهورية.

واوضح ان اللجنة سلمت تصاريح لقرابة 17 ألف متابع من المجتمع المدني سواء دولي أو محلي، لمتابعة الاستفتاء على الدستور.

واشار الى ان التصويت سوف يبدأ فى التاسعة صباح غد على ان تغلق اللجان فى التاسعة مساء، وكذلك الامر يوم الاربعاء لكن فى حال وجد عدد من الناخبين فى اليوم الثانى لم يدلوا بأصواتهم فسوف يقوم رئيس اللجنة بتطبيق قاعدة " الامتداد القانونى"، وهى حصر عدد الناخبين المتبقين وعدم غلق اللجنة إلا بعد انتهائهم من التصويت.

ولفت الى ان اللجنة ملزمة باصدار نتيجة الاستفتاء على الدستور خلال 72 ساعة من انتهاء التصويت.

وعن تصويت المصريين فى الخارج، قال ان عدد من له حق التصويت فى خارج مصر يبلغ 681 ألفا فى 161 دولة، وان عدد من ادلى بصوته فعلا بلع اكثر من 103 الاف ناخب.

وانهى المصريون فى الخارج امس التصويت على مسودة الدستور الذى بدأوه الخميس الماضى.

ورد مختار على من يقول بان نسبة التصويت فى الخارج ضعيفة بقوله إن" آخر استحقاق انتخابي أجرى للمصريين في الخارج كان الاستفتاء على دستور 2012، بنظام التصويت البريدي بالإضافة إلى الحضور الشخصى، وكانت نسبة التصويت البريدي 62 % بإجمالي أكثر من 151 ألف صوت من مجموع 244 ألف وهذا يعنى أن الحضور الشخصى كان في حدود 92 ألفا".

وتابع انه تم الغاء التصويت البريدي فى الاستفتاء الحالي وان من ادلى بصوته فى الخارج عبر الحضور الشخصى بلغ 103 آلاف صوت، اى اكثر ممن صوتوا عبر الحضور الشخصي فى الاستفتاء السابق.

لكن جماعة (الاخوان المسلمين) التى ينتمى اليها الرئيس المعزول محمد مرسي رأت فى بيان ان المصريين فى الخارج قاطعوا الاستفتاء، ودعت الشعب الى مقاطعته فى الداخل.

وعددت الجماعة ما اعتبرته "جرائم الانقلاب" ، و" الاجراءات الشاذة" التى نصت عليها مسودة الدستور التى وصفتها بـ "السوداء"، و" حالة الانهيار فى الاقتصاد"، لحث المواطنين على مقاطعة الاستفتاء.

وانتقدت نشر 160 الفا من قوات الجيش بالاضافة لقوات الشرطة لتأمين " استفتاء الدم والخراب.. وكأننا فى حرب ضروس مع دولة معادية".

ووجهت اتهاما مسبقا للسلطات بتزوير نتائج الاستفتاء، وحذرت من وصفتهم بـ" الانقلابيين من ارتكاب حماقات ضد الفعاليات السلمية للشعب نتيجة لفقدان اعصابهم لمقاطعة هذا الشعب العبث الباطل".

فى غضون ذلك أوقفت قوات الشرطة 33 عنصرا من المنتمين للاخوان المسلمين فى محافظات القاهرة، والاسكندرية ، وقنا ، والمنيا ، والقليوبية كان بحوزة بعضهم زجاجات مولوتوف حارقة، واسلحة خرطوش وبيضاء، فيما كان البعض الاخر يقوم بالتحريض علي أعمال عنف ومقاطعة الاستفتاء.

كما ضبطت الشرطة كمية من القنابل اليدوية والمواد المتفجرة داخل مخزن بمنطقة أبوالغيط بمحافظة القليوبية، يمتلكه إمام أحد المساجد قبل استخدامها فى ارتكاب أعمال العنف، وترويع المواطنين خلال أيام الاستفتاء، بحسب وكالة انباء (الشرق الاوسط).

كذلك خرجت مسيرات لعناصر الاخوان فى القليوبية، والغربية، والسويس، والشرقية، واسوان للدعوة لمقاطعة الاستفتاء، فيما خرجت مسيرات اخرى مناهضة للاخوان ومؤيدة للدستور.

/مصدر: شينخوا/