في الذكرى الثالثة لتنحى مبارك... بالجهد والعمل تتجسد آمال وطموحات المصريين

بكين 11 فبراير 2014 / تمر اليوم ثلاثة أعوام على تنحى الرئيس المصري السابق حسني مبارك عن السلطة في 11 فبراير 2011 بعد حكم دام 30 عاما وذلك في أعقاب ثورة 25 يناير التي جاءت نتاج جملة من العوامل المجتمعية وكانت عابرة للطبقات فاستحقت صفة ثورة شعبية.

واليوم في هذا التوقيت الحاسم الذي تشهد فيه مصر ميلاد دولة جديدة، تظل التنمية مسألة بالغة الأهمية في ظل متغيرات سياسة واجتماعية كبيرة وحاجة ماسة إلى توفير القدر اللازم من الموارد لتحقيقها، إذ أن التنمية المستدامة تتجسد على أرض الواقع بتكامل العمل الوطني ووجود رؤية وأهداف وسياسات محددة طويلة الأمد لبلوغ هذه الغاية.

وبالرغم من المراحل المتقلبة التي عاشها هذا البلد العربي المحوري منذ تنحى مبارك، إلا أنه شهد مؤخرا مناخا مختلفا يدعو إلى الاطمئنان حيث بدأت الأمور تمضى نحو الاستقرار وخاصة بعدما استطاع تحالف الشعب والجيش أن يسطر صفحة جديدة في تاريخ مصر المعاصر ويضع خارطة طريق أنجز أحد أبرز محطاتها ألا وهو الدستور في استفتاء تجاوزت نسبة الموافقة عليه 89 في المائة بغية تحقيق الاستقرار والأمن الذي ينشده المصريون منذ ثلاث سنوات.

ومع وقوف جموع المصريين على أعتاب الانتخابات بالغة الأهمية بشقيها الرئاسي والبرلماني، تمضى مصر في طريقها بخطى ثابتة خلال مرحلة انتقالية هامة يبحث خلالها شعبها الكادح -- شأنه شأن حتى أكثر الشعوب تقدما -- عن مستقبل أفضل يستعيد فيه وطنه مكانته الكبيرة في المنطقة.

وعلى أبناء الشعب المصري في الذكرى الثالثة لانتهاء حقبة مبارك التمسك بالجهد والعمل، إذ أن بشائر المستقبل الجديد الذى تحدده خارطة الطريق بدأت تلوح في الأفق وتنبعث منها روائح الأمل نتيجة الجهد الذي تبذله مؤسسات الدولة الحالية في مجالات عده لتعويض الشعب عن السنوات الماضية.

فقد قررت الحكومة المصرية تنشيط الاقتصاد بإعلانها عن حزمة تنشيط ثانية تشمل تمويل مشروعات تخدم في الأساس الفئات محدودة الدخل، فيما تعكف على إطلاق مشروعات تنموية عملاقة مثل مشروع تنمية إقليم قناة السويس لتحقيق انطلاقة اقتصادية جديدة وإنشاء كيانات صناعية جديدة في المنطقة وتشجيع الاستثمار وجذب رؤوس لأموال وطنية وعربية وأجنبية وتوفير فرص عمل للشباب، ما يسهم في حل مشكلة البطالة والارتقاء بمستوى المعيشة.

ونظرا لكون الاستقرار والنمو الاقتصادي هما السبيل إلى تحقيق طموحات وتطلعات المصريين في غد أسعد، فإن مصر بحاجة إلى ثورة عمل لمواجهة التحديات التي يعد غرس وتنمية ثقافة العمل والإنتاج واحدة منها، ولا سيما وأن زيادة عدد السكان تشكل ثروة بشرية إذا ما استغلت ستحدث فارقا كبيرا علاوة على تمتعها بمقومات نجاح كثيرة على رأسها موقعها الجغرافي وعبقرية المكان والمناخ ما سيساعد فى دفع هذا البلد العربي نحو التقدم.

/مصدر: شينخوا/