ليو يوه تسين، باحثة بمركز دراسات إفريقيا وغرب آسيا، التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الإجتماعية
بفضل جهود الوساطة التي قام بها مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي، أجرى وفدا الحكومة والمعارضة السورية جولة ثانية من محادثات جينيف، من 10 إلى 15 فبراير الحالي، في إطار مواصلة جهود البحث عن مخرج سياسي للأزمة السورية.
عدم التوصل لأهداف الجولة الثانية من المفاوضات
ووفقا لخارطة الطريق، فإن الجولة الثانية من المفاوضات قد ناقشت ملف وقف العنف، وتشكيل منظمة ومؤسسة إنتقالية، لكن الإجتماع لم يتوصل إلى هذه الأهداف، وأحد أهم أسباب ذلك هو التعجل. وفي ظل عدم تحقيق أي تقدم حقيقي خلال الجولة الأولى، وعدم تهيئة ظروف جيدة لحل الأزمة، لذلك فإن عدم حصول إنفراج في الأزمة السورية كان أمرا متوقعا.
وفي ظل عدم تفائل المجتمع الدولي بالظروف التي تجري فيها المفاوضات حول الأزمة السورية، قام الإبراهيمي وبان كيمون بجهود كبيرة، لحث طرفي النزاع في سوريا على المشاركة في الجولة الثانية من المفاوضات. ورغم أن الجولة الأولى لم تحقق أي إتفاق، إلا أن التمكن من إجلاس طرفي النزاع على طاولة المفاوضات، كان في حد ذاته شعورا بالنجاح لدى الإبراهيمي، وهو ماجعله يعلق الكثير من الإنتظارات على المفاوضات. لكن في ظل تمسك الحكومة والمعارضة بمواقفهما، بدى موعد إجراء الجولة الثانية من المفاوضات متسرعا نوعاما، وهو ماجعل النتائج تكون عكس الإنتظارات.
تعنتا متبادلا حول القضايا الجوهرية
هناك قضيتان جوهريتان في اللعبة السياسية بين الحكومة والمعارضة السورية، أولا؛ قضية بقاء بشار، التي يوجد على مستواها هو كبيرة بين الجانبين، ولايمكن معالجتها، حيث تتمسك المعارضة بأن تخلي بشار هو الشرط الوحيد لإنهاء النزاع، في المقابل تتمسك الحكومة السورية، بأن مواصلة بشار الحكم يعد خطا أحمرا، وأن مستقبل بشار ليس في مجال التفاوض، وهو خلق تضاربا كبيرا بين مطالب الجانبين.
ثانيا تأسيس مؤسسات إنتقالية؛ يتمسك ممثلي "المجلس الوطني" بمناقشة مسألة تكوين مؤسسة للإدارة الإنتقالية كشرط مسبق لحل الأزمة السورية، وقدموا في هذا الغرض وثيقة حول السلطة الإنتقالية للأخضر الإبراهيمي، تتكون من 22 نقطة، تتمحور أساسا حول تشكيل حكومة مؤقتة، وقف إطلاق النار، تحرير الأسرى والمعتقلين، وتكوين السلطة الإنتقالية من "شخصيات تحظى بإجماع"، لم تتلوث أيديها بالدم.
في حين تعارض الحكومة السورية هذا المقترح، وتتمسك بالتفاوض أولا حول وقف إطلاق النار ومقاومة الإرهاب. وفي ظل تقدم الحكومة السورية ميدانيا، فإن بشار لن يتخلى عن مكانته في الحكومة الإنتقالية القادمة، وهذا ماجعل من الطرفين يتمسكان بموقفهما من النقطتين سابقتيْ الذكر، ما أدى إلى دخول المفاوضات إلى مأزق "اللاحل".
طرفا المفاوضات ينقصهما الصدق وأساسيات الحوار
من الأسباب الهامة التي أدت لفشل الجولة الثانية من مفاوضات جينيف، نجد أيضا نصق الحكومة والمعارضة على حد السواء للصدق الذي تتطلبه المفاوضات، حيث كانت أجواء المفاوضات حامية، وفاقدة للثقة المتبادلة، ومليئة بالعداوة، وعدم التوافق، ما أدى إلى ضياع عزيمة الإبراهيمي القوية في دفع المفاوضات، داخل أجواء التعنت وعدم الصدق التي خيمت على المفاوضات بين طرفي النزاع.
ليس هذا فحسب، بل إن طرفيْ النزاع لايمتلكان أسس التفاوض، وعراقيل الجولة الأولى من المفاوضات إستمرت إلى الجولة الثانية، والمشاكل القديمة لاتزال عالقة، وليس هناك رغبة من الطرفين في تقديم ولو أدنى تنازل حول القضايا الجوهرية، حيث لاترغب الحكومة السورية أصلا في مناقشة قائمة وقواعد الحكومة الإنتقالية، في حين تصرّ المعارضة على إجبار بشار على التخلي عن السلطة، وهذه النوع من التفاوض الفاقد لأدنى الأساسيات هو ماحتّم نتيجة الفشل.
1. حافظوا على القوانين، والانظمة المعنية التى وضعتها جمهورية الصين الشعبية، وحافظوا على الاخلاق على الانترنت، وتحملوا كافة المسؤوليات القانونية الناتجة عن تصرفاتكم بصورة مباشرة وغير مباشرة.
2. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين كافة الحقوق فى ادارة الاسماء المستعارة والرسائل المتروكة.
3. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين الحق فى نقل واقتباس الكلمات التى تدلون بها على لوحة الرسائل المتروكة لصحيفة الشعب اليومية اونلاين داخل موقعها الالكترونى.
4. تفضلوا بابلاغ arabic@peopledaily.com.cn آراءكم فى اعمالنا الادارية اذا لزم الامر.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn