مركز إسرائيلي يطالب بفتح تحقيق بمقتل فلسطينيين برصاص الجيش قرب السياج مع غزة

غزة 5 مارس 2014 / أعلن مركز حقوقي إسرائيلي اليوم (الأربعاء)، عن توجهه للنيابة الإسرائيلية للمطالبة بفتح تحقيق جنائي في مقتل فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل.

وذكر مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة (بيتسيلم) في تقرير نشره على موقعه الإلكتروني، أن "لديه اشتباها بأن هناك أوامر تسمح بإطلاق الرصاص الحي في أوضاع لا تشكل خطرا على حياة أفراد القوات الأمنية الإسرائيلية".

وشرح المركز تفاصيل مقتل خمسة فلسطينيين في الأراضي الفلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي قرب السياج الفاصل مع إسرائيل حلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، ووفقا لتحقيقاته فقد "ادعت الجهات العسكرية بأن الجنود أطلقوا الرصاص لأن الفلسطينيين مكثوا في منطقة محظورة وحاولوا إلحاق الضرر بالشريط الحدودي".

واعتبر أن هذا التسويغ للجهات العسكرية، "لا يمكن أن يبرر إطلاق الرصاص الحي وفي حال وجود أمر يسمح بمثل هذا حقا، فهو أمر غير قانوني".

وأضاف المركز، أن المناطق المحاذية للشريط الحدودي والتي عرفها الجيش الإسرائيلي بأنها مناطق محظورة للدخول، "يستخدمها سكان القطاع من أجل احتياجات مدنية واضحة ومتنوعة لكسب الأرزاق والتنزه أو لإجراء النشاطات الاحتجاجية".

وذكر أن قوات الأمن الإسرائيلية تملك صلاحية وحتى واجب العمل من أجل الدفاع عن المنطقة الحدودية ومنع العمليات ضد المواطنين الإسرائيليين، بما في ذلك محاولات اختراق مناطقها وزراعة الألغام على امتداد الشريط الحدودي، إلا أن أفرادها "لا يملكون صلاحية تحقيق هذه الغايات عبر المس بأشخاص لا يشكلون خطرا على أمان أحد".

وشدد المركز، على أنه "يحظر على الجهاز الأمني التعامل مع هذه المنطقة على أنها منطقة اقتتال فقط، والتعامل مع كل شخص يمكث فيها باعتباره خطرا أمنيا، ويجب عليه وضع أوامر إطلاق النار بما يلائم ذلك".

ودعا المركز الجيش الإسرائيلي، إلى أن يوضح لقواته الأمنية "الحظر المطلق المضروب على استخدام الرصاص الحي كوسيلة لإبعاد السكان الفلسطينيين الذين لا يشكلون خطرا على أحد في المناطق الواقعة على طول الشريط الحدودي".

وأضاف أنه إلى جانب ذلك يجب على الجيش تجهيز القوات الفاعلة على امتداد الشريط الحدودي بوسائل ملائمة لمواجهة المظاهرات أو التجمعات ذات الطابع المدني، وفي حال كان الشبان لا يشكلون خطرا على أحد ولا يحاولون إلحاق الضرر بالشريط الحدودي، يمنع استخدام هذه الوسائل ضدهم.

وتابع المركز، أنه في حال وجود اشتباه حقيقي بوقوع ضرر للشريط الحدودي يحق للجنود استخدام وسائل أقل فتكا، إلا أن إطلاق الرصاص الحي ممنوع إلا في حال تشكيل خطر حقيقي على الحياة.

ودأب شبان فلسطينيون بدعوات من مجموعات شبابية على الخروج بعد صلاة الجمعة من كل أسبوع للتظاهر قرب السياج الفاصل ضد فرض إسرائيل منطقة أمنية عازلة بعمق 300 متر داخل السياج من جهة القطاع الساحلي.

وحسب مصادر طبية في غزة، فقد قتل ثلاثة فلسطينيين وأصيب زهاء 60 آخرين خلال المظاهرات قرب السياج الفاصل منذ بداية العام الجاري، فيما سبق ذلك مقتل 10 آخرين وإصابة أكثر من 40 في ذات المناطق بعد إعلان مصر اتفاقا لوقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية في غزة وإسرائيل في نوفمبر عام 2012.

وتقول حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة بالقوة منذ منتصف عام 2007، إن إعادة إسرائيل فرض المنطقة الأمنية العازلة يمثل "انتهاكا" لاتفاق وقف إطلاق النار المعلن بينها وبين الفصائل الفلسطينية في غزة بوساطة مصرية.

وأنهى الاتفاق في حينه عملية عسكرية شنتها إسرائيل على قطاع غزة استمرت 8 أيام، وأسفرت عن مقتل أكثر من 180 فلسطينيا مقابل مقتل 6 إسرائيليين.

/مصدر: شينخوا/