تقرير إخباري: قتيل في احتجاجات طلابية على حكم بإعدام 529 إخوانيا وإحالة 919 اخرين للمحاكمة

القاهرة 26 مارس 2014/ قتل شخص، وأصيب 30 آخرون، خلال مظاهرات اليوم (الأربعاء) لطلاب بعدة جامعات ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين، تخللها اشتباكات مع الشرطة، التي منعت محاولة بعضهم الاعتصام بميدان "نهضة مصر" قرب جامعة القاهرة.

وتأتي المظاهرات استجابة للتحالف الوطني لدعم الشرعية، بقيادة الاخوان المسلمين، الذى دعا الاثنين الماضي أنصاره الى " الاحتشاد فى كل ميادين الثورة فى كل انحاء الجمهورية الاربعاء ضمن الموجة الثورية الثانية تحت شعار معا للخلاص"، وذلك احتجاجا على حكم أصدرته محكمة جنايات المنيا جنوب القاهرة، باعدام 529 من أنصاره الرئيس المعزول محمد مرسي.

بالتزامن مع المظاهرات، أحال النائب العام المستشار هشام بركات 919 متهما من قيادات وأعضاء جماعة الإخوان بالمنيا إلى المحاكمة الجنائية بتهمة ارتكاب جرائم عنف وإرهاب.

وذكرت وزارة الصحة فى بيان ان احد المواطنين توفى، واصيب 14 اخرون فى اشتباكات بين الشرطة وطلبة بجامعة القاهرة.

وتراوحت الإصابات بين الخرطوش، والاختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، الذى أطلقته الشرطة لتفريق الطلبة، حسب وكالة أنباء (الشرق الاوسط).

وأوضحت الوكالة الرسمية أن طلاب الإخوان اقتحموا البوابة الرئيسية لجامعة القاهرة، وحطموا ثلاث كاميرات مراقبة بالحرم الجامعي، وقذفوا الشرطة بالحجارة، بعد ان ارتدى عدد منهم اقنعة.

وأشارت الى ان الطلاب أطلقوا شماريخ وألعابا نارية على قوات الأمن، التى اطلقت فى المقابل قنابل الغاز بكثافة لتفريق الطلبة المتظاهرين.

وفى جامعة الازهر بالقاهرة، تظاهر المئات من طلاب وطالبات جماعة الإخوان، ورددوا هتافات مناهضة لقوات الشرطة، واخرى منددة بالحكم اعدام 529 اخوانيا فى محافظة المنيا جنوب القاهرة.

كما شهد فرع جامعة الأزهر بمحافظة الدقهلية شمال القاهرة، مظاهرات مماثلة أشعل خلالها طلاب الاخوان النيران في ثلاث عربات يمتلكها عدد من المناوئين للجماعة.

كذلك شهدت جامعة الاسكندرية شمال القاهرة مظاهرات لطلبة الاخوان، الذين تم توقيف عشرة منهم من قبل الشرطة، التى أطلقت قوات قنابل الغاز المسيل للدموع، اثر محاولة الطلبة الخروج من الحرم الجامعي، وقذف الشرطة بالحجارة.

وفي محافظة الشرقية شمال شرق القاهرة، وقعت اشتباكات حادة بين الشرطة وطلبة بجامعة الزقازيق، اسفرت عن اصابة 16 شخصا، حسب بيان وزارة الصحة.

من جهتها، ذكرت وزارة الداخلية فى بيان، أن قوات الأمن تمكنت من تفريق تجمع لطلبة جماعة الإخوان الإرهابية فى جامعة القاهرة، وضبط عدد منهم بعد أن قاموا بقطع الطريق، والإشتباك مع الأهالي، وإطلاق الأعيرة النارية والخرطوش، وزجاجات المولوتوف والشماريخ، قبل ان يحاولوا الإعتصام بميدان النهضة.

وأوضحت أن قوات الشرطة تعاملت مع الموقف بالقدر المناسب، وقامت بإطلاق عدد من قنابل الغاز، مشيرة إلى أن عددا من رجال الشرطة أصيب بطلقات خرطوش وحروق وجروح قطعية.

وأشارت إلى أن مستشفى الطلبة بالجيزة استقبلت جثة هامدة لطالب بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر فرع طنطا شمال غرب القاهرة، تم نقلها من داخل حرم جامعة القاهرة، الى جانب 12 مصابا باختناق، ورش خرطوش، وكدمات وسحجات بأماكن متفرقة بالجسم، بينهم اربعة من العاملين بالجامعة، وثلاثة من طلاب المرحلة الثانوية.

ودعا وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم المواطنين الى مساندة الشرطة خلال مواجهاتها عناصر التطرف والإرهاب، واعتبر أن تعاون المواطنين أحد أهم ركائز العمل الشرطي، وذلك خلال لقائه عددا من ممثلي القوى الشبابية والإئتلافات الثورية.

بدوره، دعا رئيس الوزراء إبراهيم محلب " الجميع الى تحمل مسئولياته لمواجهة أحداث العنف والشغب والتخريب التى يقوم بها طلاب تنظيم الإخوان الإرهابى فى الجامعات والمدن الجامعية".

وشدد محلب فى بيان، على ضرورة قيام رؤساء الجامعات باستخدام ما لديهم من صلاحيات، لمواجهة تلك الأحداث وتحويل الطلبة المتورطين فيها إلى التحقيق وتشديد العقوبة في حالة العودة، مع تطبيق عقوبة الفصل طبقاً لتعديلات قانون تنظيم الجامعات.

بموازاة ذلك، أحال النائب العام المستشار هشام بركات 919 متهما من قيادات وأعضاء تنظيم الإخوان بمحافظة المنيا جنوب القاهرة، إلى المحاكمة الجنائية أمام محكمة جنايات المنيا، في قضيتين، باتهامات ارتكاب جرائم عنف، وإرهاب، في أعقاب فض اعتصام انصار مرسي فى ميدان رابعة العدوية بالقاهرة.

وتضم القضية الأولى 204 متهمين، بينهم ثلاثة متهمين محبوسين احتياطيا على ذمة القضية، و201 هاربا، أمرت النيابة بسرعة ضبطهم.

ويتصدر مرشد الاخوان الدكتور محمد بديع قائمة المتهمين بالقضية الأولى، حيث أثبتت التحقيقات إنه قام بتحريض المتهمين من أعضاء الجماعة على ارتكاب جرائم في 14 أغسطس الماضي بقرية العدوة فى المنيا، عقب فض اعتصام الإخوان برابعة العدوية.

وأسندت النيابة العامة إلى المتهمين ارتكاب جرائم التجمهر المخل بالأمن والسلم العام، والإتلاف العمد للممتلكات العامة والخاصة، وإضرام النيران عمدا بالمنشآت، والتحريض على العنف في مواجهة مأموري الضبط القضائي، والبلطجة لتكدير السلم العام بقصد بث الرعب والخوف والذعر في نفوس وقلوب المواطنين، وقطع الطريق.

بينما ضمت القضية الثانية 715 متهما آخرين، يتقدمهم محمد بديع أيضا، بينهم 160 محبوسا بصفة احتياطية، والباقى هاربون.

وكشفت التحقيقات أن المتهمين ارتكبوا جرائم اقتحام مركز الشرطة، والمحكمة، ومجلس مدينة سمالوط، وكذلك مبنى هيئة النيابة الإدارية، ونقطة شرطة المهاجرين، وإتلاف محتوياتها.

واشارت الى أن المتهمين ارتكبوا جرائم القتل العمد بحق ستة أشخاص، والشروع في قتل 51 آخرين، تنفيذا لغرض إرهابي.

وجاء قرار الإحالة عقب يومين من حكم محكمة جنايات المنيا، بإعدام 529 من أنصار مرسي، وأحالت أوراقهم إلى مفتي الجمهورية، وذلك بعد إدانتهم فى قضية الإعتداء على مراكز شرطة، فى حكم غير مسبوق من حيث عدد المتهمين، ومدة المحاكمة التى لم تستغرق سوى ثلاثة أيام فقط.

وكشف مصدر بمديرية أمن القليوبية شمال القاهرة ، أن الأجهزة الأمنية كثفت من تواجدها بمحيط منزل المستشار سعيد يوسف صبري، رئيس الدائرة السابعة بمحكمة جنايات المنيا، الذي أصدر حكم الاعدام ضد انصار مرسي، بعد دعوات مؤيدي الاخوان المسلمين على مواقع التواصل الاجتماعي لمحاصرة منزله.

وأكد المصدر أنه تم تعيين دوريات أمنية بمنطقة سكن القاضي، والمنطقة المحيطة أيضا، الى جانب نشر مخبرين سريين تحسبا لأي محاولات لمهاجمة منزله، حسب الوكالة الرسمية.

/مصدر: شينخوا/