انطلاق فعاليات اجتماع تغير المناخ في أبوظبي

دبي 4 مايو 2014 / بدأت في أبوظبي اليوم (الأحد) فعاليات الاجتماع المتعلق بتغير المناخ بحضور بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة ومشاركة أكثر من 75 وزيرا ومدير منظمة تابعة للامم المتحدة، إضافة إلى مسؤولين في القطاع الحكومي وقطاع الأعمال والمجتمع المدني في الإمارات.

ودعا الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي في كلمة له خلال الاجتماع إلى ضرورة توحيد الجهود والعمل بروح الفريق الواحد للتصدى لتحديات تغير المناخ، مؤكدا أن مواجهة تداعيات هذه الظاهرة تحتاج إلى بناء مواقف وقناعات ومناهج عمل دولية اذ لا تستطيع أي دولة بمفردها أن تواجه هذه التداعيات.

وأضاف وزير الخارجية الإماراتي أن من أهداف دولة الامارات توفير 24 في المائة من الطاقة الكهربائية من مصادر خالية تماما من الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2021 ،لافتا إلى انهم حققوا تقدما كبيرا في مجال الطاقة الشمسية.

من جانبه قال بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة في كلمته إن إجتماع أبوظبي حول تغير المناخ يعكس زخم الجهود الدولية المبذولة لمواجهة تداعيات هذه الظاهرة، لافتا إلى وجود شعور حقيقي بضرورة التغيير وأن الحلول اللازمة لذلك موجودة فعلا وأنه قد آن الأوان لقادة العالم لأخذ زمام الأمور والسير نحو إجراء التغيير المطلوب لمواجهة هذه الظاهرة.

وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة أن إجتماع أبوظبي يجمع عددا من القادة وصناع القرار القادرين على اتخاذ إجراءات ملموسة تبشر بحقبة جديدة في مواجهة تغير المناخ وأنه ومن خلال إقامة علاقات جديدة وتوسيع نطاق المبادرات سيوفر هذا الاجتماع نقطة انطلاق لقمة قادة المناخ التي ستعمل على تعزيز أزدهار الاقتصادات ومواجهة تداعيات تغير المناخ في ذات الوقت.

وقال الدكتور سلطان بن أحمد سلطان الجابر وزير دولة المبعوث الخاص لشؤون الطاقة وتغير المناخ في الامارات في كلمته انهم سيعملون على وضع مبادرات وبرامج عمل جادة تتيح التعامل مع تحديات المناخ على نحو فاعل وذلك خلال الاجتماع الذي يستمر يومين. ودعا الجابر كافة الدول لتحمل المسؤولية المشتركة والالتزام بتكثيف العمل في العقد المقبل لتحقيق النتائج المنشودة حيث يتوجب على الحكومات والقطاع الخاص توحيد الجهود واغتنام الفرص للنهوض بالتقنيات النظيفة وإرساء الأسس لمستقبل مستدام .

ويبحث اجتماع تغير المناخ الذي يستمر لمدة يومين المجالات العملية ذات الأثر الكبير للحد من انبعاثات الغازات الضارة، إضافة إلى التقنيات الموفرة للطاقة والإدارة المستدامة للأراضي والغابات والطاقة المتجددة والنقل ومواضيع اخرى ذات صلة بالزراعة والمدن والتكيف مع تغير المناخ والتمويل وملوثات المناخ قصيرة الأجل .

وسيركزالمشاركون في الاجتماع على صياغة الاستراتيجيات المناسبة لمواجهة التحديات المرتبطة بتغير المناخ مما يركزالضوء على الاهتمام العالمي بالتصدي لانعكاسات تغير المناخ كإحدى القضايا الأكثر إلحاحا في وقتنا الحاضر.

ويذكر أن الاجتماع الدولي بشأن تغيير المناخ الذي يعقد حاليا في أبوظبي يعتبر اجتماعا تحضيريا "لقمة القادة لتغيير المناخ" المقرر عقدها خلال شهر سبتمبر القادم في نيويورك تزامنا مع الدورة الـ/ 96 /للجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل التحضير لمؤتمر الأطراف المشاركة في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ 2015 في باريس حيث سيتم وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاقية العالمية الملزمة بشأن المناخ.

وبحسب تقرير حديث أصدرته اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ والتابعة للأمم المتحدة فقد ارتفعت نسبة انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في جميع أنحاء العالم بشكل كبير خلال العقد الماضي ومن الضروري جدا خفض تلك الانبعاثات بنسبة لا تقل عن 40 بالمائة وقد تصل إلى 70 بالمائة وذلك للحد من الزيادة المتوقعة في متوسط درجات الحرارة العالمية بمقدار 2 درجة مئوية بحلول منتصف القرن الحالي.

ومن الشخصيات البارزة التي حضرت اجتماع تغير المناخ كل من توني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق وآل جور نائب الرئيس الأمريكي الأسبق وفيليبي كالديرون الرئيس السابق للمكسيك وكانديه يومكيلا رئيس لجنة الأمم المتحدة المعنية بالطاقة والمدير العام السابق لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية "اليونيدو".

وكان الامين العام للامم المتحدة قد عقد مؤتمرا صحفيا على هامش اجتماع تغير المناخ، أكد فيه "أن التغييرات المناخية تسببت في الكثير من الخسائر الكبيرة على كوكبنا وعلينا الاستفادة من التجارب التي تحد من خطورة تلك الظاهرة وإلا سنتكبد الكثير من الخسائر مستقبلا"، مشددا على ضرورة البحث عن الحلول وبأقل التكاليف للحد من هذه الظاهرة والتعرف على الفرص المتاحة واصفا اجتماع تغير المناخ في أبو ظبي بحجر الزاوية سياسيا وأخلاقيا وعلميا.

وقال بان كي مون " نحاول من خلال الاجتماع الوصول إلى مشروع اتفاقية بشأن التغير المناخي في باريس 2015 من أجل حماية البيئة وإننا مستعدون للعمل معا من أجل مستقبل أفضل، حيث استمعنا اليوم إلى الكثير من المبادرات والافكار ونأمل تحقيقها ونشرها في كافة دول العالم وتوفير الدعم الكامل لها وتبني المواضيع المجدية وتطبيقها بما يتوافق مع بلداننا وشعوبنا وثقافاتنا".

من جانبه نوه الدكتورالجابر المبعوث لخاص لشؤون الطاقة وتغير المناخ في الامارات خلال المؤتمر الصحفي بان التغيرات المناخية بحاجة إلى حلول عاجلة وانهم سيعملون خلال هذا الاجتماع لاتخاذ خطوات جادة وفعاله وملموسة تجاه إبقاء معدل درجات الحرارة لكوكب الأرض دون الدرجتين المئويتين للحد قدر الامكان من تداعيات التغير المناخى.

وقال الجابر انهم سيعملون مع شركائهم وتحت مظلة الأمم المتحدة على صياغة وطرح مبادرات عملية سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو بيئية واتباع منهج واضح وصريح لقرارات سيتم اتخاذها في اجتماع نيويورك المقبل.

/مصدر: شينخوا/