شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز يؤكد أنهم سيدعمون الأسد في الانتخابات الرئاسية

دمشق 5 مايو 2014 / أكد حكمت الهجري شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز بسوريا اليوم (الاثنين) أنهم سيدعمون الرئيس بشار الأسد في الانتخابات الرئاسية المقررة في الثالث من يونيو المقبل، وذلك بعد احتجاجات درزية وقعت مؤخرا في السويداء جنوب البلاد.

وقال الهجري الرئيس الروحي وأحد أهم شيوخ العقل الثلاثة للطائفة في محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق، بشأن قبول طلبات ترشيح ثلاث مرشحين لمنصب الرئاسة بينهم الرئيس الأسد،" بكل تأكيد نحن سندعم ترشح الرئيس الأسد ".

وتابع " أننا نرى فيه (الأسد) الخلاص لهذه الأمة، وبالأخص بعدما مررنا بهذه المرحلة العصيبة، وكان العنوان الأول والأخير للصمود لنا نحن كشعب "، في إشارة إلى الاضطرابات في سوريا التي تحولت إلى نزاع دموي دخل عامه الرابع.

وأضاف أن " الرئيس الأسد رمز لهذه الأمة (..) داعيا المواطن إلى تحكيم ضميره ووجدانه بالدرجة الأولى عندما يقبل إلى صندوق الاقتراع ليدلي بصوته ".

وأعلن المتحدث باسم المحكمة الدستورية العليا ماجد خضرة، الأحد قبول طلبات ترشح ثلاثة سوريين للانتخابات الرئاسية المقبلة، هم الرئيس بشار الأسد، وعضو مجلس الشعب ماهر الحجار، والوزير السابق حسان عبدالله النوري، وذلك من أصل 24 مرشحا.

ومن المقرر أن تجرى الانتخابات الرئاسية داخل سوريا في الثالث من يونيو المقبل على أن يسبقها تصويت المغتربين في الخارج في 28 من الشهر الجاري، وسط مقاطعة المعارضة السورية في الداخل والخارج لهذه الانتخابات.

ونفى شيخ عقل طائفة الدروز أن يكون تأييدهم للرئيس الأسد نابعا من كونها "أقلية"، موضحا أن " فكرة الأقليات نحن ضدها ".

وقال إن الشعب السوري هو "جسد واحد وكلنا أكثرية "، داعيا في الوقت نفسه " كل فرد من الشعب السوري بأن يقوم بالإدلاء بصوته للذي يراه مناسبا ".

لكنه عاد وطالب بالوفاء للرئيس الأسد، الذي تنتهي ولايته الحالية في يوليو المقبل، قائلا " علينا أن نكون أوفياء لمن سعى لبناء سوريا الحديثة وبالأخص في العقود الأخيرة لتصمد هذا الصمود وليضعها في رتبة الدول ذات المصداقية وذات المكانة على المستوى الإقليمي والعالمي ".

واعتبر الهجري أن " إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها هو انعكاس حقيقي لمفهوم الديمقراطية " في ظل الظروف الأمنية الحالية، مؤكدا أن ما يحدث على الأرض من خروقات أمنية تهدف إلى إشاعة الخوف في نفوس السوريين لمقاطعة الانتخابات.

وتأتي تصريحات الهجري رغم ما شهدته السويداء ذات الغالبية الدرزية في أبريل الماضي من احتجاجات من قبل مشايخ الدروز بعد اعتقال الشيخ الدرزي لورنس سلام واتهامه بالتعامل مع جبهة النصرة التي ترتبط بتنظيم القاعدة.

وقد تم اعتقال سلام بعدما اعترض مع اخرين من مشايخ الدروز على توظيف الزي الديني الدرزي في الحملة الدعائية للرئيس الأسد، عندما ارتدته امرأة وحملت صورة للرئيس في ساحة السويداء في عرض انتخابي، حسب وسائل إعلام.

وإثر اعتقال سلام خرجت تظاهرة تطالب بإطلاق سراحه، وطرد وفيق ناصر رئيس فرع الأمن العسكري في السويداء، ثم تم تسوية هذه الحادثة بعد أيام من خروج التظاهرة الغاضبة.

وفي السويداء خرجت أيضا مسيرات مؤيدة لترشح الرئيس الأسد.

وقال الشيخ الهجري إن " محافظة السويداء قرأت العنوان منذ بداية الأزمة وعرفت أن الهدف من وراء ذلك هو تخريب البلد وتدمير بناه التحتية "، منوها إلى أن السويداء استضافت لحد الآن الألاف من الأسر المهجرة من المحافظات السورية التي وقعت فيها اشتباكات عنيفة.

وبين أن السويداء ليست بمنأى عن الاستهداف، لافتا إلى أن البعض حاول الاصطياد بالماء العكر بغية تعكير صفو الأمن في المحافظة.

وأكد رجل الدين الدرزي " أن المرحلة القادمة ستشهد تصعيدا من قبل بعض الجهات التي تدعم الإرهاب والمشروع الإرهابي الذي وصل إلى مرحلة الفشل، مؤكدا أن المواطن السوري أصبح لديه رؤية واضحة بأن لا ملاذ له إلا الدولة والقانون ".

وتعتبر محافظة السويداء من المحافظات التي لم تشهد احتجاجات كبيرة مناوئة للنظام والمحسوبة عليه، فيما تعتبر طائفة الموحدين الدروز الطائفة الدينية الرابعة في سوريا من حيث العدد، وتشكل نسبتها ما يقرب من 2 إلى 4 بالمئة من تعداد سكّان سوريا البالغ نحو 23 مليون سوري يتواجدون بشكل رئيسي في أربع محافظات هي السويداء والقنيطرة وريف دمشق وإدلب.

ملف خاص: تطورات الوضع في سوريا

/مصدر: شينخوا/