بكين   أحياناً زخات مطر~صقيع 20/11 

تحليل إخبارى : اتفاق فرقاء جنوب السودان يضع ارادتهما على المحك

2014:05:12.08:35    حجم الخط:    اطبع

الخرطوم 10 مايو 2014 / بعد ما يزيد عن خمسة أشهر من القتال، وقع رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت ونائبه المقال رياك مشار اتفاقا بأديس ابابا يقضى بوقف شامل لاطلاق النار يبدأ اعتبارا من اليوم (السبت)، وهو ما يضع ارادة الجانبين على المحك.

ولم يكن مفاجئا ان اول لقاء بين الرجلين انتهى باتفاق ربما كان أعلى من سقف طموحات الوساطة الافريقية، وذلك من واقع الضغوط الكبيرة التى مارستها قوى كبرى على الرئيس سلفاكير ونائبه رياك مشار، وفقا لمحللين سودانيين.

وقال المحلل السياسى السودانى مكى المغربى فى تصريح لوكالة أنباء (شينخوا) " هذه المباحثات التى تمت فى اديس ابابا، وهذا الاتفاق الذى تم التوصل اليه سيكون له ما بعده، واتوقع ان يسهم بنسبة كبيرة فى انهاء النزاع المسلح فى جنوب السودان".

واضاف " لم اتفاجأ بما تم التوصل اليه، فالرجلان تعرضا لضغوط كبيرة وخاصة من قبل الولايات المتحدة الامريكية، ونحن نعلم ان للطرفين علاقات متميزة مع واشنطن، كما ان للطرفين قوة حقيقية على الارض، ولذلك لم يكن امرا ممكنا ترك الصراع ليحل عبر السلاح".

وتابع " هناك ضغوط كبيرة مورست من قبل القوى الكبرى، وهناك كروت ضغط تم استخدامها، وهناك كروت اخرى سيتم استخدامها لاحقا، ومنها الانتهاكات المسجلة من قبل الطرفين خلال المواجهات المسلحة بينهما".

وخلال مباحثاتهما بأديس أبابا ، وقع رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، ونائب الرئيس المقال رياك مشار، امس الجمعة، اتفاق سلام شامل لإنهاء الحرب في جنوب السودان.

وقضي الاتفاق بوقف إطلاق النار يبدأ خلال 24 ساعة، ونشر قوات دولية للتحقق من وقف العدائيات، وإفساح المجال للمساعدات الإنسانية للمتضررين، والتعاون بدون شروط مع الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية.

ونص الاتفاق أيضا على تشكيل حكومة توافقية ووضع رؤية مشتركة لتداول السلطة وتقاسم الثروة وتشكيل مفوضية لوضع الدستور.

كما يتضمن وضع معايير لمفوضية الانتخابات وقانون للأحزاب لتفادي أي مواجهات عسكرية مستقبلا، ويقضي بفتح ممرات آمنة لعبور المساعدات الإنسانية للمناطق الأكثر تضررا عبر 4 دول هي، السودان، وإثيوبيا، كينيا وأوغندا.

ويرى ماجد محمد على رئيس القسم السياسى فى صحيفة (القرار) السودانية أن الاتفاق بين سلفاكير ومشار يشكل بارقة أمل لايقاف النزاع المسلح الذى حصد ارواح الالاف بجنوب السودان ودفع ما يقارب مليون شخص إلى اللجوء للدول المجاورة.

وقال ماجد فى تصريح ل(شينخوا) " اللقاء يمثل بارقة امل لانهاء النزاع ، لقد توفرت الآن ارادة السلام لدى الطرفين الذين برهنا على رغبتهما فى ايجاد تسوية سياسية للصراع القائم بينهما".

واضاف " لقد مهدت حكومة الجنوب لهذا الاتفاق عندما اعلنت فى وقت سابق وقف اطلاق النار من جانب واحد واعلان استعدادها لتشكيل حكومة انتقالية تدير البلاد حتى الانتخابات القادمة".

ومضى قائلا " ولم يكن هناك خيار على مجموعة رياك مشار غير الاستجابة للمطالب الدولية بضرورة الانهاء الفورى للقتال فى جنوب السودان".

وأكد ماجد ان الضغوط الدولية كانت السبب الرئيس وراء استجابة الفرقاء فى جنوب السودان لدعوات الحوار والسلام، وقال " لقد مارس المجتمع الدولى ضغوطا مكثفة اثمرت عن هذا الاتفاق، ولابد من الاشارة هنا إلى قرار الإدارة الأمريكية بفرض عقوبات على مسئولين عسكريين بارزين في الجيش الحكومي وحركة التمرد، وقد شكل ذلك ضغطا كبيرا على الرئيس سلفاكير ميارديت وزعيم المتمردين رياك مشار".

ورغم ما تم التوصل اليه من اتفاق يقضى بوقف اطلاق النار وتشكيل حكومة انتقالية، الا ان مراقبين يرون ان مرارات الحرب المستمرة منذ منتصف ديسمبر الماضى قد تهزم الجهود الصادقة للسلام، لا سيما وان الاقتتال كان قد اتخذ بعدا قبليا بالتركيز على قبيلتى (الدينكا) التى ينحدر منها الرئيس سلفاكير و (النوير) التى ينتمى لها زعيم المتمردين مشار.

وقال المحلل السياسى عبد الرؤوف عوض ل(شينخوا) " هناك مرارات ستظل راسخة لمدى من الزمن، وهناك فظائع ارتكبت من الطرفين، وقد تم استهداف الكثيرين لمجرد الانتماء القبلى، مثل هذه المرارات لا يعالجها مجرد اتفاق هش لوقف اطلاق النار".

وأضاف " ستكون هناك شرارة قابلة للاشتعال فى اى وقت، وسيكون اى حادث ولو فردى مدخلا لقتال جديد ، ان على الطرفين ان كانا يرغبا فى السلام فعلا اتخاذ اجراءات حقيقية لمصالحة شاملة، ان شرخا عميقا قد اصاب النسيج الوطنى فى الدولة الوليدة ولابد من معالجته بصورة عاجلة".

وشهد جنوب السودان منذ منتصف ديسمبر الماضي مواجهات مسلحة دامية بين الجيش الحكومي ومنشقين عنه يتبعون لرياك مشار النائب السابق لرئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت والمتهم بتدبير محاولة انقلاب عسكري على نظام الحكم.

/مصدر: شينخوا/

الأخبار ذات الصلة

تعليقات

  • إسم

ملاحظات

1. حافظوا على القوانين، والانظمة المعنية التى وضعتها جمهورية الصين الشعبية، وحافظوا على الاخلاق على الانترنت، وتحملوا كافة المسؤوليات القانونية الناتجة عن تصرفاتكم بصورة مباشرة وغير مباشرة.
2. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين كافة الحقوق فى ادارة الاسماء المستعارة والرسائل المتروكة.
3. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين الحق فى نقل واقتباس الكلمات التى تدلون بها على لوحة الرسائل المتروكة لصحيفة الشعب اليومية اونلاين داخل موقعها الالكترونى.
4. تفضلوا بابلاغ arabic@peopledaily.com.cn آراءكم فى اعمالنا الادارية اذا لزم الامر.