تقرير اخبارى: الوسيط الدولى يحذر من صوملة سوريا وسط تواصل العنف

حذر الوسيط الدولى لسوريا يوم الثلاثاء من تحول سوريا الممزقة بسبب النزاع الى صومال جديد وظهور امراء حرب وميليشيات تملأ الفراع بعد انهيار الدولة.

وقال المبعوث الاممى-العربى الخاص لسوريا الاخضر الابراهيمى فى مقابلة مع صحيفة الحياة، التى تتخذ من لندن مقرا لها، " اخشى ان يحدث الاسوأ ... انهيار الدولة وتحول سوريا الى صومال جديدة".

وتعانى الصومال من غياب حكومة مركزية فاعلة منذ ااندلاع الحرب الاهلية عام 1991.

واضاف الدبلوماسى الجزائرى المخضرم " اعتقد انه اذا لم تعالج الازمة فان الخطر هو الصوملة وليس التقسيم أى انهيار الدولة وظهور امراء حرب وميليشيات".

فى الوقت نفسه، تواصلت الاشتباكات المسلحة بين قوات الحكومة والمعارضة وشهدت العاصمة دمشق عددا من الانفجارات القوية على يد المجموعات المسلحة.

وكان اخر انفجار قد نتج عن سيارة مفخخة فى حي القدم المضطرب بالعاصمة في الساعات الأولى من صباح اليوم )الأربعاء(. واشارت المعلومات الأولية إلى مقتل شخص واحد وإصابة العشرات بجراح.

ولقى ثلاثة اشخاص مصرعهم يوم الثلاثاء بانفجار سيارة مفخخة فى بلدة الزبدانى قرب دمشق، على ما ذكرت قناة ((شام اف ام) الموالية للحكومة.

ولم يعط التقرير مزيدا من التفاصيل، إذ اصبحت الانفجارات عادة يومية فى الدولة المضطربة.

كما هزت ثلاثة انفجارات اخرى احد الميادين فى حى قدسيا بدمشق مساء الثلاثاء، فى ثانى هجوم يستهدف منطقة ذات اغلبية علوية فى غضون 24 ساعة. وكانت سيارة مفخخة قد انفجرت فى وقت سابق فى حى المزة 86 بدمشق، ما ادى الى مقتل 11 شخصا على الاقل .

وتشير الانفجارات المتكررة الى ان الشقاق بين أطياف المجتمع السورى،الذى يتكون من لفيف من الطوائف والمعتقدات، بات اكثر عمقا. وتغلب على حى المزة86 الاقلية العلوية، التى ينتمى اليها الرئيس بشار الاسد ونخبته الحاكمة.

وفى يوم الثلاثاء ايضا، انهار جزء كبير من مبنى الكنيسة الانجيلية العربية فى حلب بعد استهدافه من قبل مسلحين.

وفى انفجار آخر، استهدفت جماعات مسلحة خط انابيب نفطى فى شمال سوريا لتزيد خسائر القطاع النفطى، الذى بلغت خسائره 245 مليار جنية سورى (حوالى 3.71 مليارات دولار امريكى).

ومن جهته، وضع المرصد السورى لحقوق الانسان ومقره لندن، وهو شبكة من الناشطين، حصيلة قتلى الثلاثاء عند 38 شخصا بينهم 20 مدنيا. بيد أن هذا الرقم لم يتم التأكد منه بشكل مستقل.

وفى العاصمة القطرية الدوحة، واصلت جماعات المعارضة السورية المتشرذمة فى المنفى اجتماعاتها المدعومة من الولايات المتحدة املا فى توحيد صفوفها للاطاحة بالقيادة السورية.

ويهدف الاجتماع الى تشكيل جبهة واحدة للمساعدة فى انهاء النزاع المستمر منذ 20 شهرا وبحث تشكيل حكومة انتقالية برئاسة شخصية بارزة من المعارضة.

وكانت وزيرة الخارجية الامريكية هيلارى كلينتون قد اتهمت مؤخرا المجلس الوطنى السورى، المظلة الرئيسية للمعارضة خارج البلاد ، بأنه فشل فى تمثيل مجموعات المعارضة المختلفة، قائلة فى بروكسل الاسبوع الماضى "لقد أوضحنا ان المجلس الوطني السوري لم يعد يعتبر زعيما واضحا للمعارضة".

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يوم الثلاثاء ان روسيا لا تؤيد الذين يدعون الى الاطاحة بالرئيس بشار الاسد وتعتقد ان الحوار هو الطريق لانهاء الازمة السورية.

وأشارت تقارير إلى أن ما يزيد على 20 ألف شخص، معظمهم من المدنيين، لقوا مصرعهم في سوريا منذ بدء الأزمة هناك قبل نحو 20 شهرا. ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة، فهناك 2.5 مليون شخص في سوريا بحاجة ملحة إلى المساعدات الإنسانية، وأكثر من 340 ألف شخص عبروا الحدود السورية إلى دول مجاورة مثل لبنان والأردن وتركيا والعراق.

/مصدر: شينخوا/