بكين   مشمس 12/1 

تحليل اخباري: محللون : ولاية أوباما الثانية لن تشهد تحولا كبيرا في سياسة واشنطن تجاه أزمة سوريا

2012:11:08.09:12    حجم الخط:    اطبع

دمشق 7 نوفمبر 2012 / استبعد محللون ومعارضون سوريون أن يحدث تحول كبير في تعاطي الولايات المتحدة مع ملف الأزمة السورية بعد فوز باراك أوباما بولاية ثانية على حساب منافسه الجمهوري ميت رومني.

وقال المحلل السياسي جورج جبور ، لوكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق اليوم (الأربعاء) إن " الملف السوري موجود على أجندة أوباما منذ بدء الأزمة "، واصفا التعاطي الأمريكي مع هذا الملف بأنه "حذر".

وأضاف جبور أن " الموقف الأمريكي يمكن اختزاله في أن واشنطن تؤيد المعارضة وتبارك معظم تحركاتها لكنها متحفظة في تسليحها خشية من انتصار تيارات متطرفة في النزاع القائم في البلاد".

وأعرب المحلل السوري عن اعتقاده أن هذا الموقف "مرشح له ان يستمر".

الا أنه استدرك قائلا إن " اوباما الذي فاز بولاية ثانية تجعله بعيدا عن تقلبات الرأي العام ، يمكن له ان يتفهم الوضع بشكل أفضل ويسعى مع الأطراف الدولية الأخرى الى ايجاد مخرج سياسي مناسب للأزمة الناشبة في البلاد".

وعلى مدى الأشهر الماضية ، تابع المراقبون برامج ومناظرات المرشحين الرئاسيين اوباما ورومني حول قضايا منطقة الشرق الأوسط وتحديدا ما يخص الأزمة السورية التي باتت بكل تشعباتها وتعقيداتها تمثل حاليا الملف الأكثر سخونة وجدلا في دوائر القرار العالمي.

وبدا واضحا أن هناك اختلافا بين أوباما ورومني حول بعض قضايا الشرق الأوسط واتفاقا حول البعض الآخر الا انه فيما يتعلق بالأزمة السورية فقد اتفق المتنافسان على عدم التدخل عسكريا بشكل مباشر.

ورأى أوباما ضرورة دعم المعارضة سياسيا وماليا في الوقت الذي دعا فيه المرشح الجمهوري الى " جهد ريادي فعال جدا من قبل واشنطن" مطالبا بزيادة دعم المعارضة بالسلاح.

ومع مرور حوالي 20 شهرا على بدء الازمة وتفاقم حدة العنف في سوريا في الاونة الاخير ، لم تنجح حتى الآن الجهود الدبلوماسية الدولية في ايجاد مخرج للازمة في هذا البلد.

وأكد جبور ان المخرج المناسب للأزمة يتمثل في الوصول الى اتفاق دولي يشجع الحوار بين الفرقاء السوريين ، وينهي سفك الدماء في البلاد.

وفيما يعتبر جبور ان بعض المعارضة السورية مرتهنة للخارج يعتقد المحلل السوري أن بوسع الادارة الامريكية ان تضغط على هذا الخارج لحمل مختلف الأطراف على الجلوس الى طاولة الحوار.

وتزامن فوز أوباما مع اجتماعات تعقدها جماعات المعارضة السورية المتشرذمة فى المنفى بالعاصمة القطرية الدوحة أملا فى توحيد صفوفها للاطاحة بالقيادة السورية.

ويهدف الاجتماع الى تشكيل جبهة واحدة للمساعدة فى انهاء النزاع المستمر منذ 20 شهرا وبحث تشكيل حكومة انتقالية برئاسة شخصية بارزة من المعارضة.

واتهمت وزيرة الخارجية الامريكية هيلارى كلينتون مؤخرا المجلس الوطنى السورى،المظلة الرئيسية للمعارضة خارج البلاد ، بالفشل فى تمثيل مجموعات المعارضة المختلفة.

واستبعد المحلل السياسي عصام خليل حدوث اي انعطافات او تحولات في سياسات واشنطن بالرغم من فوز اوباما بولاية ثانية وقال ان " الولايات المتحدة الامريكية ستستمر في نهجها المعروف".

وأضاف خليل ، وهو عضو بمجلس الشعب السوري ، في تصريحات مماثلة لـ (شينخوا) ان السياسية الامريكية مبنية على استراتيجية بعيدة المدى وبالتالي فان فوز هذا المرشح أو ذاك لن يؤثر كثيرا في الموقف الأمريكي التقليدي إزاء ملفات الشرق الأوسط بما فيها الملف السوري.

وتابع قائلا ان " إدارة الرئيس اوباما قد تستطيع احداث تغير طفيف من الناحية التكتيكية لكنها لن تتمكن من قلب الموازين القائمة عليها تلك السياسات الاستراتيجية".

ورأى خليل ان واشنطن توصلت الى قناعة باستحالة التدخل العسكري في سوريا ، وبالتالي فالحل الوحيد هو السياسي بالضرورة ، وذلك لاعتبارات عدة منها عدم قناعاتها بأداء المعارضة السورية في الخارج وعجزها عن التوحيد ، وكذلك تماسك مؤسسات الدولة السورية بما فيها مؤسسة الجيش ، رغم مرور اكثر سنة ونصف على الازمة السورية.

ويتفق خليل مع الموقف الداعي الى حل الازمة بطرق سلمية،معتبرا أن الاطار الامثل لمثل هذا الحل هو مقررات اتفاق جنيف التي وافقت عليها الدول دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي وحظيت بتأييد دولي واسع.

وينص اتفاق جنيف الذي توصلت اليه القوى الكبرى في 30 يونيو على تشكيل هيئة قيادة انتقالية على أساس اتفاق مشترك بين الحكومة والمعارضة لحل الأزمة في سوريا.

وفي اول تعليق رسمي سوري على فوز اوباما ، دعا نائب وزير الخارجية السورى فيصل المقداد اليوم الأربعاء الرئيس الأمريكى إلى "الاستفادة من الأخطاء القاتلة التى حدثت فى العالم العربى خلال العامين الماضيين".

وقال المقداد في تصريحات صحفية إنه" لا يوجد اتصالات بين الحكومة السورية والإدارة الأمريكية "، مؤكدا عدم وجود أى قنوات اتصال أو وسطاء بينهما.

وأضاف أنه يتعين على الرئيس الأمريكى أوباما التحرر من انحياز الولايات المتحدة اللامحدود لإسرائيل، مطالبا إياه بإيجاد حلول عادلة وخاصة فى منطقة الشرق الأوسط.

وتوقع محمود مرعي عضو هيئة التنسيق الوطنية المعارضة ان يؤثر فوز الرئيس اوباما بشكل طفيف على ملف الازمة السورية من خلال الحوار الجاد مع القيادة الروسية الحالية عبر التوصل الى اتفاق لتطبيق قرارات جنيف التي تنص على تشكيل حكومة انتقالية بصلاحية كاملة تمهد لانتخابات ودستور جديد.

وقال المعارض السوري مرعي لـ (شينخوا) ان " الادارة الامريكية لم تعد تثق بالمعارضة الحالية وتحديدا المجلس الوطني السوري المعارض " ، لافتا الى انها تسعى الى تشكيل جسم معارض جديد ينسجم مع الرؤية الامريكية ، ويغلق الابواب امام اي مد اصولي اسلامي تخشاه الولايات المتحدة" .

/مصدر: شينخوا/

تعليقات