تحقيق إخباري: العنف ضد المرأة مازال مستمرا في أفغانستان

جثة الشابة نسرين (18 عاما) مسجاة على الأرض وغارقة في دمائها وتحيط بها والدتها ونحو 12 من أقاربها وجيرانها في منزلهم بولاية كندوز الواقعة على بعد حوالي 250 كم شمال كابول.

ولم يكن هناك شئ بوسعهم فعله سوى البكاء لأنهم لا يتوقعون أن تتحقق العدالة في حادث المقتل العنيف لهذه الفتاة الشابة.

لقد خطبت نسرين إلى شاب منذ حوالي تسعة أشهر ولم تكن وفاتها يوم الأحد الماضي متوقعة بل صادمة للجميع.

ويعد مقتلها الأحدث في سلسلة من أعمال العنف ضد المرأة التي يرتكبها مجرمون في أذهانهم تقاليد عتيقة وتفسير مشوه للعدل في الإسلام .

وقالت إحدى جارتها "لقد كانت الساعة تدق التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي وكنا نجلس حول الطاولة لتناول وجبة الإفطار ولكننا سمعنا فجأة صوت طلق ناري من الغرفة المجاورة. وهرعنا إلى هناك لنجد نسرين مسجاة على الأرض وسط بركة من الدماء".

وذكر والدها عطا محمد أن ليس لديه فكرة عمن قتل ابنته، مضيفا انه ليس بينه وبين ابنته أى مشكلة. ولكن والدتها رفضت الحديث عن أي شئ.

ويعد حادث مقتل نسرين أحدث واقعة عنف ضد المرأة تقع في أفغانستان ذات المجتمع المحافظ والذكوري.

وأكدت وزيرة شؤون المرأة الأفغانية حُسن بانو غضنفر الأسبوع الماضي انه قد تم تسجيل 3500 حالة عنف ضد المرأة في أفغانستان خلال الأشهر الستة الأولي من العام الأفغاني الذي بدأ يوم 21 مارس 2012.

وقال نشاطو حقوق المرأة إنه في ولاية كندوز وحدها، قتلت 12 سيدة وفتاة حتى الآن هذا العام.

ومنذ يومين، قام رجل بقطع رأس فتاة صغيرة في مديرية إمام صعيب بولاية كندوز بعدما رفض والد الفتاة السماح له بالزواج من ابنته.

والقت الشرطة القبض على شخصين لما تردد عن تورطهما في حادث القتل الوحشى للفتاة البريئة ولكن السلطات لم تعلن حتى الآن العقوبة التي يستحقها هؤلاء المجرمون.

وتواجه المرأة في أفغانستان أنواع مختلفة من التمييز والعنف بدءا من زواج الأطفال والزواج الإجباري والاغتصاب وحتى تعدد الزوجات.

وقالت نشاطات إن أفغانستان دولة تواجه المرأة فيها تحديات حياتية. ومازال التمييز ضد المرأة، ولا سيما في الريف، متفشيا، إذ يمكن اجبار الفتاة على الزواج من فتى اختاره له والداها.

وترددت أنباء عن وقوع حالات إعدام لسيدات في أنحاء بأفغانستان خلال العام الماضي، إذ قام مسلحو طالبان باعدام نجيبة (22 عاما) علنا في مديرية غورباد بولاية باروان منذ شهرين فيما تم جلد صبيرة علنا في مديرية جاغوري في ولاية غزنة على أيدى مجموعة من الملا المحليين منذ أشهر بعدما فرت مع عشيقها.

وبالرغم من أن حقوق المرأة شهدت تحسنا ملحوظا في أفغانستان في السنوات الـ11 الماضية، إلا أن المرأة الأفغانية مازالت بحاجة لمزيد من السنوات ولقطع طريق طويل من أجل استعادة وضعها كعضو نشط في المجتمع.

ومن ناحية أخرى، دعت نديرة جيا مدير إدارة شؤون المرأة في ولاية كندوز السلطات إلى اجراء تحقيق شامل في قضية نسرين والقبض على مرتكبي الحادث ومعاقبتهم.

وقالت للصحفيين في المستشفي التي يرقد فيها جثمان نسرين "ادعو المجتمع الدولي والمجتمعات المدنية ونشطاء حقوق المرأة إلى ان يولوا اهتماما بمأزق المرأة الأفغانية ومساعدتها في حملتها الرامية إلى وضع نهاية للعنف ضد المرأة في أفغانستان".

/مصدر: شينخوا/