بكين   ضباب 0/-3 

صور ساخنة

أخبار متعلقة

  1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻

تعليق: لماذا فرنسا متشائمة تجاه الوضع في سوريا ؟

2013:01:30.17:17    حجم الخط:    اطبع

قال وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس لوسائل الاعلام مؤخرا أنه لا يوجد مؤشر ايجابي في اتجاه الحل الذي ننشده أي تنحي الرئيس السوري بشار الأسد ووصول الائتلاف المعارض إلى السلطة. ويعتقد فابيوس ايضا أن الوضع يشهد جمودا في سوريا كما ان الهدف لا يزال بعيدا.

ويتبين من هذا الكلام استبعاد الحكومة الفرنسية قرب سقوط النظام السوي. وهذا تناقض صارخ مع الوضع قبل بضعة اشهر. حيث اعتقدت فرنسا في البداية بأن المعارضة السورية المسلحة التي تلقى دعما نشط من قبل الدول الغربية سوف تكون قادرة على الاستلاء على دمشق، والاطاحة بنظام بشار الاسد الحالي. وتحقيقا لهذه الغاية، لم تجرؤ فرنسا على الاستلاء على جدارة الولايات المتحدة في هذا الصدد، وبكل اندفاع اعترفت في نوفبر الماضي بالائتلاف الوطني السوري ممثلا وحيدا للشعب السوري. واليوم، تواجه فرنسا الوضع السوري المحبط للغاية. وإن الاجابة عن السؤال حول السبب الذي ادى الى هذا التغيير الكبير في العقلية الفرنسية، يمكن العثور عليه في الحرب الاهلية في سوريا، وبعض الاوضاع الجديدة التي طرأت على الساحة الدولية.

أولاً، المعركة بين المعارضة السورية المسلحة وقوات الحكومة السورية لا تزال في طريق مسدود. وقد دارت معارك عنيفة بين المعارضة المسلحة والقوات الحكومية مؤخرا في دمشق وحمص،وحلب وحتى ادلب.وبالرغم من استلاء المعارضة السورية المسلحة على بعض المدن المحيطة بدمشق، لكنها فشلت باستمرار من الدخول الى دمشق المنطقة الاساسية. وفي الوقت نفسه، تواصل الحكومة السورية في تعزيز قواتها العسكرية ايضا، وبدأت في الآونة الاخيرة، في تشكيل " قوة الدفاع" فريق ماعضاء مسلحة لمساعدة القوات النظامية في هجماتها ضد المعارضة السورية المسلحة. وفي نفس الوقت، تتابع ايران وسوريا ايضا طريقهما في دعم نظام بشار الاسد.

ثانيا، سوء العلاقة بين المعارضة السورية الداخلية. وقد فشلت المشاورات الثانية التي عقدها زعماء المعارضة السورية في اسطنبول مؤخرا من أجل محاولة تنظيم حكومة تحل محل نظام بشار الاسد مستقبلا، واختيار رئيس وزراء مؤقت، بسبب خلافات داخل المعارضة. وإن مثل هذه الحالة سوف تضعف حتما نفوذ الاتحاد الوطني، ويجعل من الصعب توحيد المعارضة السورية.

والسبب الآخر، هو اهتمام فرنسا بالحرب في مالي مؤخرا. ففي يوم 10 يناير الحالي، دخل الاسلاميون الذين يسيطرون على شمال مالي الى بلدة كونا ( تقع على بعد حوالي 600 كم شمال شرق باماكو عاصمة مالي) بعد مواجهات عنيفة مع القوات الحكومية.وقد بعث رئيس المرحلة الانتقالية ديونكوندا تراوري برسالة عاجلة الى الامين العام للامم المتحدة والرئيس الفرنسي لطلب المساعدة. ثم ارسلت فرنسا الجيش والطائرات الحربية والقوات البرية لمساعدة الجيش المالي في عمليات عسكرية ضد المجموعة الاسلامية المسلحة.وإن هذا الحدث المفاجئ جعل فرنسا تركز اساسا في مالي و لم يترك لها الوقت لتفكير في سوريا.ومن وجهة نظر الجغرافية السياسية، فإنه من الواضح أن مالي اكثر اهمية من سوريا.

تعتبر مالي من المستعمرات الفرنسية السابقة، التي لم تنقطع بينهما الاتصالات التاريخية.بالاضافة الى ذلك،فإن الهدف الرئيسي لفرنسا هو مكافحة المتطرفين الاسلاميين المتمركزين في شمال مالي. حيث لا يوجد في مالي المؤسسات الفرنسية فقط، بل يعيش فيها 6000 فرنسي ايضا، وإن عواقب سقوط العاصمة باماكو وخيمة. حيث أن فرنسا تدير أحد مواقع تعدين اليوناريوم الواقعة في النيجر المجاورة لمالي. وعدم تدمير هذه الجماعات المتطرفة سوف يكبد المصالح الفرنسية خسائر كبيرة في المنطقة.بالاضافة الى ذلك، فإن فرنسا من الصعب أن تخرج بسرعة من الحرب على الارهاب في مالي. لذلك، سوف توضع سوريا على جنب مبدئيا. كما سوف يكون الدعم والجهود المبذولة محدودة ايضا.

ان الولايات المتحدة لديها ما يكفي من المشاكل الاقتصادية المحلية جعلتها لا تريد بذل جهود كبيرة في المسألة السورية. وإن المعارضة السورية متى فقدت دعم اقوى دولتين في الغرب، سوف تتراجع قوتها الى حد كبير. وهذا قد يكون نقطة تحول لجهود وساطة المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية لسوريا الأخضر الإبراهيمي. وبعد أن تضرر جميع السوريين من الجانبين في الحرب الاهلية،وأدت الحربالاهلية الى سقوط 60 الف قتيل و اصبح 570 ألف سوري من اللاجئين، فقد حان الوقت المناسب لجلوس النظام السوري وممثلي المعارضة السورية على طاولة المفاوضات لحل اللازمة الداخلية.

اقرأ الطبعة الفرنسية لهذا المقال

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/

تعليقات