بكين   مشمس 13/1 

صور ساخنة

أخبار متعلقة

  1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻

"دبلوماسية كرة السلة" محدودة التأثير ولا تقوى على منافسة "دبلوماسية تنس الطاولة"

2013:03:03.15:09    حجم الخط:    اطبع

بقلم ايمان جيانغ

أثارت زيارة وفد من لاعبي كرة السلة الأمريكيين بقيادة اللاعب السابق الشهير دنيس رودمان إلى جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية مؤخرا، أثارت اهتماما واسعا على الصعيد الدولي، إذ جاءت في وقت تزداد فيه العلاقات بين واشنطن وبيونغيانغ توترا لاسيما بعد التجربة النووية الثالثة التي أجرتها كوريا الديمقراطية الشهر الماضي.

ويعتقد خبراء صينيون أنه في ظل التوتر المستمر بشبه الجزيرة الكورية، ربما تبعث زيارة رودمان والوفد المرافق له إشارة إيجابية على تراجع حدة التوتر لكن تأثيرها على العلاقات المتوترة بين البلدين محدود، كما أنها لا تقوى على منافسة "دبلوماسية تنس الطاولة" التي دفعت إلى تطبيع العلاقات الصينية-الأمريكية.

إشارة إيجابية محدودة التأثير:

يرى لي مينغ بوه، الصحفي والمحلل السياسي الصيني، أنه في ظل الوضع المتوتر بشبه الجزيرة الكورية، لا شك في أن "دبلوماسية كرة السلة" بين الولايات المتحدة وكوريا الديمقراطية تعد إشارة ايجابية ودفعة للدبلوماسية الشعبية.

وحظيت زيارة الوفد الأمريكي، التي قالت تقارير إعلامية إنها جاءت تلبية لدعوة من كوريا الديمقراطية، حظيت بترحيب حار من قبل القيادة العليا في بيونغيانغ، حتى أن الزعيم الأعلى للبلاد كيم جونغ أون التقى رودمان وجلس إلى جواره لمشاهدة مباراة في كرة السلة، ما يدل على رغبة قوية من جانب كوريا الديمقراطية في فتح نافذة للحوار مع الولايات المتحدة، فيما تعد إشارة إيجابية إلى واشنطن من قيادة بيونغيانغ.

وقال يانغ يوه شي، الباحث بمعهد الصين للدراسات الدولية، إن سلسلة تصرفات صدرت عن كوريا الديمقراطية مؤخرا تظهر رغبتها في أن تبدو أكثر انفتاحا على الخارج. فعلى سبيل المثال، كانت بيونغيانغ قد استضافت اريك شميت الرئيس التنفيذي لشركة ((غوغل)) في يناير الماضي، فيما اعتبر "دبلوماسية الانترنت"، ومن المقرر عرض فيلم من إنتاج كوريا الديمقراطية في حدث سينمائي ينظمه المركز الإعلامي الآسيوي - الأمريكي بسان فرانسيسكو قريبا، وستكون هذه المرة الأولى التي يعرض فيها فيلم من إنتاج كوريا الديمقراطية في الولايات المتحدة.

ولكن رد الفعل الرسمي من قبل واشنطن إزاء مثل هذه التصرفات لم يكن إيجابيا، فقد قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية باتريك فنتيريل إن هذه الزيارة "شخصية"، مضيفا أن رودمان لا يمثل الحكومة الأمريكية.

وفي الواقع، لم تتوقف مثل هذه التبادلات في إطار الدبلوماسية الشعبية بين الولايات المتحدة وكوريا الديمقراطية. ولكن في ظل حالة العداء الجارية بين البلدين، وخاصة بعد التجربة النووية الثالثة التي أجرتها كوريا الديمقراطية، لا تفكر الولايات المتحدة سوى في تشديد العقوبات والضغوط المفروضة على بيونغيانغ.

ويرى يانغ أنه في الوقت الحالي، لن تزيد الولايات المتحدة التواصل مع كوريا الديمقراطية، بما فيه التواصل الشعبي، كما اتضح من تعليق باتريك حين قال إن الزيارة "مثيرة للشكوك".

وقال يانغ أيضا "لا أعتقد أن دبلوماسية كرة السلة ستحدث اختراقة كبرى. إن زيارة اريك شميت في يناير الماضي حظيت أيضا باستقبال حار من قبل كوريا الديمقراطية، ولكن بعد ذلك أجرت كوريا الديمقراطية تجربتها النووية الثالثة".

لا منافسة مع "دبلوماسية تنس الطاولة" بسبب انعدام الثقة:

يرى الخبير لي مينغ بوه أن احتمال أن تدشن زيارة رودمان لكوريا الديمقراطية منافسة مع "دبلوماسية تنس الطاولة" يتوقف على تأثيرات ما بعد الزيارة. فإذا تلتها تبادلات بين البلدين، وخاصة في المجال الرسمي، أو تم إحراز أية اختراقية، فلا شك في أن هذه الزيارة ستعد انطلاقة فعلية لـ "دبلوماسية كرة السلة".

وفي الواقع، بعثت كوريا الديمقراطية في الماضي دعوات زيارة إلى شخصيات أميركية بارزة كثيرة، ومنها الرئيسان السابقان جيمي كارتر وبيل كلينتون. لكن هذه الدعوات والزيارات لم تحرز أية اختراقات. وربما لا تتمخض زيارة رودمان عن أية اختراقة أيضا إذ جاءت في أكثر الأوقات توترا بين البلدين.

وذكر يانغ أن "سلسلة من القضايا، بما فيها البرنامج النووي لكوريا الديمقراطية وعمليات إطلاق الصواريخ والعداء المتبادل وانعدام الثقة، كلها أمور تشكل أساسا لتوتر مستمر بين واشنطن وبيونغيانغ. وبدون حل مثل هذه المشكلات، من غير الممكن تحسين العلاقات بين البلدين لاسيما في ظل مناخ تغيب فيه الثقة المتبادلة. ولا يمكن أن تغير زيارة رودمان هذا المناخ بشكل جذري".

كما يرى خبراء أن زيارة رودمان لن تدشن منافسة مع "دبلوماسية تنس الطاولة" التي دفعت إلى تطبيع العلاقات بين الصين والولايات المتحدة في سبعينيات القرن المنقضي، إذ جاءت "دبلوماسية تنس الطاولة" على خلفية وجود نية قوية من الجانبين الصيني والأمريكي للتواصل.

وكان فريق أمريكي من لاعبي تنس الطاولة قد زار الصين عام 1971، في أول زيارة من نوعها بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية، تلبية لدعوة من الصين، ما فتح نوافذ التبادلات بعد قطيعة استمرت 22 عاما بين البلدين، وأطلق على التبادلات اسم "دبلوماسية تنس الطاولة".

وفي هذا الصدد، قال الخبير لي مينغ بوه إن "دبلوماسية تنس الطاولة" كانت "نتيجة حتمية متوافقة مع التطور التاريخي للبلدين ورغبة كل منهما القوية في تحسين العلاقات. لكن في الوقت الحالي، لا نرى رغبة مشتركة في تطبيع العلاقات بين واشنطن وبيونغيانغ. بل على العكس، ما تزال هناك عقبات عديدة".

كما أشار لي مينغ به إلى أنه "من الصعب منح أهمية سياسية لزيارة رودمان في ظل رفض كوريا الديمقراطية التخلي عن برنامجها النووي، ومعارضة الولايات المتحدة القوية لوجود هذا البرنامج".

وقال تشاو جيان جون إن العلاقات بين كوريا الديمقراطية والولايات المتحدة تعرضت لكثير من التحولات والانعطافات، لاسيما بعدما اضطرت بيونغيانغ إلى إعادة بناء منشأتها النووية بعد تفجيرها، مضيفا أن هناك حالة من انعدام الثقة بين البلدين.

ويرى يانغ يوه شي أن الدبلوماسية الشعبية وحدها لا تكفي لتحقيق اختراقة في ظل انعدام التفاهم والثقة بين واشنطن وبيونغيانغ

وخلص كثير من المراقبين إلى أنه بعد التجربة النووية الثالثة التي أجرتها بيونغيانغ والتدريبات العسكرية المشتركة المتكررة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة والعقوبات الآخذة في الاستمرار المفروضة على كوريا الديمقراطية، يعد تطبيع العلاقات بين الولايات المتحدة وكوريا الديمقراطية "مهمة مستحيلة".

/مصدر: شينخوا/

تعليقات