فيينا 12 مارس 2013 /يبدو ان النزاع الغربي- الايراني المستمر منذ سنوات حول البرنامج النووي يدخل مرحلة حاسمة، إذ واصلت طهران تحدي مطالب الغرب وحققت تقدما سريعا في برنامجها النووي المتنازع عليه في الأشهر الاخيرة.
وبالرغم من الضغوط والعقوبات الصارمة غير المسبوقة التي فرضها الغرب منذ الصيف الماضي على الجمهورية الاسلامية ، إلا ان الانشطة النووية الايرانية اقتربت- بحسب تقارير- من "الخط الأحمر".
وهددت اسرائيل، عدو ايران اللدود، باتخاذ اجراء عسكري ضد الانشطة النووية الايرانية "الجرئية" في حال فشلت الجهود الدبلوماسية في إثناء طهران عن " برنامج الاسلحة النووية" المشتبه به، ما يثير القلق من اندلاع صراع عسكري في الشرق الاوسط .
غير أن الجولة الاخيرة من محادثات ما يسمي بمجموعة الـ5+ 1، التي تضم الولايات المتحدة والصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا والمانيا، في الماتي بقازاقستان شهدت اشارات جديدة على تحقيق اختراقة دبلوماسية، وهو ما تنتظره جميع الاطراف المعنية.
وقال المسؤولون الايرانيون والدبلوماسيون الغربيون على السواء ان المحادثات كانت "ايجابية" وستتواصل في مدينة اسطنبول التركية في 18 مارس لبحث العرض والعودة الى الماتي للمناقشات السياسية في 5 و6 ابريل.
وفي شأن الخطوة الايجابية التي تحققت في الجولة الاخيرة من المحادثات السداسية، ضغطت البعثة الامريكية في الوكالة الدولية للطاقة الذرية على ايران من أجل ان تتعاون بشكل كامل مع الوكالة الأممية لتوضيح " البعد العسكري المحتمل لبرنامجها النووي"، بدلا من حث الدول الاعضاء على احالة القضية الى مجلس الأمن الدولي لفرض المزيد من العقوبات والضغوط على ايران، الأمر الذي ترك مساحة أكبر لانفراجة دبلوماسية بشأن القضية.
وقال الرئيس الامريكي باراك اوباما يوم الأحد الماضي انه ما زال يوجد مساحة للتفاوض، مستشهدا بمقولة صينية منسوبة إلى الاستراتيجي العسكري سون تسو، وفقا لصجيفة ((هأرتس)) الاسرائيلية تقول " ابني جسرا من الذهب لعدوك يتراجع عليه".
وخلال زيارته المقررة الى اسرائيل الاسبوع المقبل لاجراء محادثات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ستكون القضية الايرانية بلا شك على رأس جدول اعمال الزيارة.
ولا ريب ايضا أن جميع الاطراف المعنية تسعى لتخفيف المواجهة الطويلة حول البرنامج النووي الايراني . وتحتاج طهران الى تخفيف العقوبات الغربية، في الوقت نفسه يطالب الغرب ايران بوقف انشطتها النووية. وينبغي ان يتم تسوية كل ذلك قبل ان تفقد اسرائيل صبرها.
-- اطار تفتيش نووي لم يكتمل
من المفترض ان تستخدم المحادثات بين الوكالة النووية للامم المتحدة وطهران كمحاولة حاسمة لتعزيز الاختراق الدبلوماسي في القضية.
ولتوضيح القضايا العالقة في برنامج ايران النووي، طلبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الوصول الى بعض المواقع والوثائق السرية، التي تدخل في دائرة اشتباه الوكالة والغرب بأنها تستخدم لإجراء انشطة متعلقة بتطوير الاسلحة النووية.
ولأن بعض مطالب الوكالة تتجاوز بالفعل اتفاقية الضمانات بموجب معاهدة عدم الانتشار ، فإن الجانبين بحاجة الي اتفاق اطاري لاجراء التفتيش النووي.
واكدت طهران انها لن تلبي مطلب الوكالة اذا لم يتم الانتهاء من الاتفاق الاطاري ، واشتكت من ان الوكالة تجري تحقيقاتها بناء على مزاعم لا اساس لها من الصحة من وكالات الاستخبارات الغربية .
وبعد جولات من المحادثات، فشلت ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية في التوصل الى اتفاق بشأن الوثيقة.
وقال رئيس الوكالة يوكيا امانو في مؤتمر صحفي خلال اجتماع للمجلس التنفيذي ان ايران تستخدم الوثيقة الاطارية لأغلاق الباب امام وصول الوكالة الى موقع بارتشين العسكري، الذى تدعي الوكالة ان ايران ربما أجرت فيه تجربة تفجير ذات صلة بابحاث التفجيرات النووية.
وردا على شكوك المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، قال على أصغر سلطانية، مندوب ايران لدى الوكالة، قائلا :طالما ان مطلب الوكالة يتضمن تفتيش بعض القطاعات الحساسة، فهناك حاجة الى معايير لاجراء التفتيش، وإلا سيتعرض الأمن القومي الايراني للأذى، متهما الدول الغربية بتسييس المحادثات.
وقال محللون ان الخلاف بين طهران والوكالة النووية الاممية يتعلق باختصاص التفتيش وان ايران يمكن ان تلبي بالكاد طلب الوكالة.
-- ورقة للمساومة وكسب الوقت لتحقيق اختراقة دبلوماسية:
يرى الغرب أن التطور الأخير في البرنامج النووي الإيراني يمثل خطوة تحدي تنتهك التزامات طهران. ولكن بعض المحللين يرون أن إيران ربما تواصل كسب وقت ومساحة لتحقيق اختراقة دبلوماسية فضلا عن استخدام ذلك التقدم كورقة لكسب وضع أفضل في المحادثات مع القوى العالمية الست، مطالبة الغرب بشطب العقوبات التي تضر باقتصاد البلاد بسبب غلق قناة تصدير النفط التي تعد شريان حياة بالنسبة لإيران .
وقد تتراجع صادرات النفط الخام الإيراني لشهر مارس الجاري بواقع الربع مقارنة مع الشهر الماضي لتسجل أدنى مستوى منذ سريان العقوبات المشددة عام 2012، وفقا لمصادر صناعية ، ما من شأنه أن يقوض دخل طهران في حين تضفي العقوبات بعض الشكوك على العائدات المستقبلية.
وعلى الجانب الآخر، شرع صناع القرار السياسي الغربيون في تطبيق سياسة المواجهة والعرقلة تجاه إيران بهدف كبح جماح النشاطات النووية الإيرانية.
وفي المحادثات الأخيرة التي استضافتها ألماتي، استخدم الغرب ورقة تخفيف العقوبات للمساومة، وطرح اقتراحا جديدا على الطاولة مطالبا إيران بخفض مستوى تخصيب اليورانيوم ، وبخاصة إنتاج اليورانيوم بنسبة 20 بالمائة، مقابل تخفيف العقوبات.
وصرح المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي يوم الخميس الماضي بأن الجولة المقبلة من المحادثات بين القوى العالمية والجمهورية الإسلامية حول البرنامج النووي الإيراني سوف تكون اختبارا لصدق الغرب، وفقا لوكالة الأنباء ((فارس)) شبه الرسمية الإيرانية.
وأضاف خامنئي دون توضيح أن الدول الغربية لم تقدم شيئا مهما في ألماتي، كما أنها أقرت بقدر ضئيل من حقوق الدولة الإيرانية.
ويسعى الجانبان حاليا لكسب أوراق للمساومة، وهو أمر يزيد المحادثات صعوبة.
/مصدر: شينخوا/
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn