بكين   مشمس جزئياً~ غائم 11/2 

صور ساخنة

أخبار متعلقة

  1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻

تحليل إخباري: توقعات بأن جولة أوباما في الشرق الأوسط لن تأتى بجديد

2013:03:18.16:16    حجم الخط:    اطبع

واشنطن 17 مارس 2013 /من المقرر أن يبدأ الرئيس الأمريكي باراك أوباما مساء الثلاثاء جولة في الشرق الأوسط تستمر ثلاثة أيام وتشمل إسرائيل والضفة الغربية الفلسطينية والأردن.

وستعد هذه أول جولة خارجية لأوباما بعدما بدأت فترة ولايته الثانية التي تستمر أربع سنوات في يناير المنصرم.

بيد أنه من غير المرجح أن تتمخض الجولة عن نتائج ملموسة حيث استبعد أوباما تقديم أي مبادرة سلام جديدة بشأن الصراع الإسرائيلي -الفلسطيني ولايزال يعارض أي مشاركة عسكرية أمريكية في الصراع السوري والملف النووي الإيراني.

-- التفاعل مع حماس

وعندما أعلن عن الجولة، عُلقت آمال كبيرة على أن الرئيس اوباما يمكن أن يساعد على إنعاش عملية السلام المحتضرة في الشرق الأوسط. ولكن أوباما صرح لقناة تليفزيونية إسرائيلية يوم الخميس الماضي بأنه لن يقدم خطة سلام كبيرة و"سيصغى" فقط إلى الجانبين.

جدير بالذكر أنه في مطلع عام 2010، اقنع أوباما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس بإجراء محادثات مباشرة في واشنطن، ولكن المفاوضات انهارت بعدها بأسابيع عندما رفضت إسرائيل تمديد الحظر المفروض على بناء المستوطنات في الضفة الغربية.

وبعدها، حصلت فلسطين على وضع دولة مراقب غير عضو عبر الجمعية العامة للأمم المتحدة فيما سمح نتنياهو بتوسيع الأنشطة الاستيطانية في كل من الضفة الغربية والقدس الشرقية التي يعتبرها الفلسطينيون عاصمة دولتهم المستقلة المستقبلية.

ومن ناحية أخرى، فإن الضغوط التي مارسها أوباما على إسرائيل كي تقدم تنازلات بشأن بناء المستوطنات ورفضه وضع خط أحمر لإيران حول برنامجها النووي تسببا في توتر علاقاته مع نتنياهو خلال تلك السنوات.

علاوة على ذلك، شهدت منطقة الشرق الأوسط تغيرات عميقة منذ زيارة أوباما الأخيرة للمنطقة في يونيو عام 2009 حيث بدأ نفوذ واشنطن يتضاءل في المنطقة.

واختار الرئيس، انطلاقا من إدراكه بأنه لا يستطيع فعل الكثير الآن، عدم التركيز على عملية السلام والاهتمام بالسعي إلى تحسين علاقاته مع نتنياهو فيما يجمل صورته بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

ونظرا لكونها أول زيارة يقوم بها لإسرائيل بصفته رئيسا، يحمل أوباما معه برنامجا تم وضعه بعناية بحيث يكون محوره الرئيسي هو خطاب سيلقيه في القدس بعد ظهر الخميس على حضور من الطلبة الإسرائيليين.

وفي الضفة الغربية وبخلاف اجتماعاته مع عباس ورئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض في رام الله، سيزور أوباما مركز شباب فلسطيني سعيا للتواصل مع الشباب هناك.

وقال أحد المحليين إن أوباما نفسه أو أحد مساعديه سيلتقي في الأردن أشخاصا ينتمون لحركة حماس التي انتزعت السيطرة على قطاع غزة في يونيو عام 2007 من حركة فتح التي تدير الآن الضفة الغربية.

وصرح علي الأحمد مدير معهد شؤون الخليج في واشنطن خلال مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) "أنه في العام ونصف العام الماضي كان هناك نوع من الإعداد السري لإظهار دور حماس على الساحة ومنح حماس ما نسميه بصورة فتح".

تجدر الإشارة إلى أن واشنطن تضع حماس على القائمة السوداء كـ "منظمة إرهابية" ولكن إبرام اتفاق سلام مع إسرائيل أمر لا يمكن تصوره بدون مشاركتها.

فقد تم التوصل إلى اتفاقات مصالحة بين حماس وفتح ولكنها لم تؤت ثمارا.

وذكر الأحمد، في معرض إشارته إلى الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، "هل تتذكرون أن عرفات كان يوصف بأنه إرهابي في يوم ويصل إلى البيت الأبيض في اليوم التالي؟"، مضيفا "نفس الشئ يحدث الآن مع حماس".

-- اسرائيل ستتحرك نحو الموقف الأمريكي

ويرى الأحمد سوريا وإيران كقضايا ملحة ستواجه اوباما خلال زيارته المقبلة.

وتنظر واشنطن إلى اسرائيل كأقوى حليف لها في المنطقة، فيما تنظر اسرائيل إلى تسليح إيران نوويا كتهديد مباشر لوجودها.

وينظر أيضا للاضطرابات التي انزلقت إلى عامها الثالث في سوريا كتهديد محتمل أيضا للسلام والاستقرار في المنطقة.

وقال نتنياهو في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر العام الماضي إن 6 أشهر فقط تفصل إيران عن قدرة تجميع سلاح نووي.

بيد أن اوباما قال للتلفزيون الاسرائيلي يوم الخميس الماضي إنها "تحتاج إلى عام أو أكثر" لصنع قنبلة نووية.

وأكد الرئيس اوباما مجددا مسعى إدارته لحل الموضوع سلميا، قائلا إن المحادثات عادت من جديد الشهر الماضي بين إيران وما يسمي بمجموعة الـ5+1 المكون من الولايات المتحدة وبريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والمانيا، ما قد يحد الجمهورية الإسلامية عن مواصلة برنامجها النووي المثير للجدل.

وقال اوباما إن "هناك نافذة-- ليست فترة مفتوحة من الوقت-- لكن نافذة من الوقت يمكن ان نحل هذه القضية دبلوماسيا ما يصب في مصلحتنا جميعا".

وفى محاولة من جانبه لطمأنة الرأي العام الاسرائيلي، أكد مجددا أن الخيارات العسكرية موجودة على الطاولة إذا لم تنجح العقوبات والدبلوماسية في وقف إيران عن الحصول على السلاح النووي.

ودعا اسرائيل الى مواجهة المشهد المتغير في المنطقة من خلال مناشدة الرأى العام العربي.

وقال الأحمد "اعتقد ان الاسرائيليين سيتحركون باتجاه الموقف الامريكي فيما يتعلق بايران لانه ليس من السهل جدا حتى الآن ضرب البرنامج النووي الايراني".

وبالنسبة للنزاع في سوريا، الذى خلف حتي الآن نحو 70 الف قتيلا، من غير المتوقع ان يتقاسم اوباما اية افكار جديدة بعد توقفه في اسرائيل والاردن، التي تحتضن عشرات الالاف من اللاجئين السوريين.

وترفض ادارة اوباما تسليح المعارضة حتي الآن خوفا من وقوع الاسلحة في "الايادي الخطأ" وخاصة فى ظل الوجود القوي للمسلحين الاسلاميين وسط من يحاربون القوات الحكومية.

واعلن وزير الخارجية الامريكية جون كيري فى اواخر فبراير لأول مرة عن تقديم مساعدة مباشرة للمقاتلين في سوريا اضافة الى زيادة المساعدة للجناح السياسي في المعارضة.

واملا في ان يخلف ارثا، يكرس اوباما ولايته الثانية أو على الاقل أول عامين منها جهوده للقضايا الداخلية الملحة مثل النمو وخلق الوظائف واصلاح الهجرة و والسيطرة على السلاح.

بيد ان منطقة الشرق الاوسط لا يمكن تجاهلها خاصة ان الولايات المتحدة لديها مصالح وطنية واستراتيجية كبيرة هناك.

وقال ميشيل دون وباري بافل، الخبيران بمؤسسة اتلانتك كونسيل البحثية في واشنطن، "لقد آن الأوان للولايات المتحدة ان تستعيد دورها القيادي في المنطقة التي ستستمر كأكبر مصدر للمخاطر للولايات المتحدة وحلفائها في الجيل القادم".

/مصدر: شينخوا/

تعليقات