تقرير اخباري: سول وواشنطن تختتمان مناوراتهما العسكرية وسط توترات في شبه الجزيرة الكورية

سول 30 ابريل 2013/ اختتمت جمهورية كوريا والولايات المتحدة اليوم (الثلاثاء) مناوراتهما العسكرية التي لاقت ادانة من جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية ووصفتها "بالتصرف غير المسؤول والخطير".

وتهدف المناورات التي يطلق عليها "فرخ النسر" وبدأت في اول مارس الماضي، إلى تحسين استعداد التحالف الامريكي-الكوري الجنوبي للدفاع عن جمهورية كوريا، ويشارك فيها 10 آلاف جندي امريكي و200 ألف جندي كوري جنوبي.

ونشرت الولايات المتحدة اسلحة ذات قدرات نووية خلال التدريبات المشتركة العام الجاري، وتشمل اثنين من قاذفات القنابل من طراز "بي- 22"، وتم ارسال قاذفتين اخريين من طراز "بي-2 سبيريت"، من قاعدة وايتيمان الجوية في ولاية ميسوري الامريكية إلى شبه الجزيرة الكورية لتنفيذ تدريبات اطلاق النار في جمهورية كوريا. كما انضمت ايضا مقاتلات من طراز "أف-22 رابتور"، واخرى من طراز "أم بي -22 اوسبري"، للتدريبات.

واجرت كوريا الديمقراطية، قبل التدريبات، تجربة نووية ناجحة في 12 فبراير الماضي، وهو ما لاقى ادانة من المجتمع الدولي. وتواصل الولايات المتحدة وبعض الدول الاخرى ضغوطها لفرض عقوبات اشد صرامة في مجلس الأمن الدولي على بيونجيانج.

واعربت بيونجيانج عن معارضتها القوية لتدريبات "فرخ النسر"، بيد أن قيادة القوات المشتركة التي تتزعمها الولايات المتحدة اصرت على مواصلة المناورات، واصفة اياها بأنها دفاعية في طبيعتها وليس لها أي علاقة بتجربة بيونجيانج الأخيرة.

وتعهدت كوريا الديمقراطية بعد ذلك بالغاء هدنة انهت الحرب الكورية 1950-53 بدء من 11 مارس الماضي، وحذرت باتخاذ اجراءات مضادة اقوى اذا ما استمرت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية في مناوراتهما.

وقد تصاعدت التوترات بشكل حاد في شبه الجزيرة الكورية حيث اجرت قاذفتان من طراز "بي-2" التابعة لسلاح الجو الامريكي تدريبات اطلاق نار هي الاولى من نوعها في كوريا الجنوبية يوم 28 مارس الماضي.

ونقلت وكالة انباء (يونهاب) عن مسؤول عسكري بارز "ان القاذفة بي-2 المزودة بنظام لتجنب الرادار تستطيع اختراق منظومة الدفاع المضادة للطائرة لاسقاط الاسلحة التقليدية والنووية"، مضيفا أن "هذا السلاح الاستراتيجي هو أكثر ما يثير مخاوف كوريا الشمالية". وقالت بيونجيانج بعد يومين، إنها دخلت في حالة حرب مع كوريا الجنوبية وهددت بغلق المنطقة الصناعية المشتركة التي تقع في مدينة كايسونغ الحدودية في كوريا الديمقراطية.

وقالت رئيسة جمهورية كوريا بارك جيون-هي في 1 ابريل الجاري "إنها ترى أن التهديد الصادر من كوريا الديمقراطية خطير للغاية"، وامرت الجيش بالرد بقوة على اي استفزازات من قبل كوريا الديمقراطية دون اي اعتبارات سياسية.

وقد تصاعدت حدة التوترات في المناطق المعرضة للصراع بالقرب من خط السيطرة الشمالي وخط ترسيم الحدود العسكري منذ الحظر الذي فرضته بيونجيانج على دخول عمال كوريا الجنوبية إلى المنطقة الصناعية، في حين سمحت فقط بمغادرة المنطقة في 3 ابريل الجاري،وقال وزير اعادة التوحيد الكوري الجنوبي كيل-جاي إن سول تفتح الباب امام الحوار مع بيونجيانج، وحثها على جعل المرور طبيعى الى المجمع الصناعي.

وسحبت كوريا الديمقراطية كل عمالها البالغ عددهم 53 ألف من المنطقة الصناعية في 9 ابريل في تحدي واضح لاحتجاجات كوريا الجنوبية. وتوقف العمل في 123 شركة كورية جنوبية في المجمع الصناعي منذ ذلك الحين.

وبعد اسبوعين من تعليق العمل في شركات كوريا الجنوبية في المجمع، اقترحت سول اجراء محادثات مع بيونجيانج. بيد أن كوريا الديمقراطية رفضت مقترح سول وحذرت من اتخاذ ردود فعل صارمة اذا واصلت كوريا الجنوبية تصعيد الموقف.

وبعد رد كوريا الديمقراطية، قررت كوريا الجنوبية سحب جميع عمالها من المجمع الاسبوع الماضي. وسحبت جميع عمالها باستثناء سبعة فى وقت مبكر من صباح يوم الثلاثاء. ويواجه المجمع الصناعي المشترك، وهو رمز هام للتعاون الاقتصادي بين الكوريتين، خطر الاغلاق وسط تصاعد التوترات في شبه الجزيرة الكورية.

/مصدر: شينخوا/