تحليل اخباري: تركيا تقع تحت وطأة الأزمة السورية وتتهم دمشق بالوقوف وراء الهجمات الحدودية

أنقرة 12 مايو 2013 /تحولت المخاوف التي دامت طويلا بسبب التفاقم الشديد للأزمة السورية إلى حقيقة للشعب التركي.

فقد أودت تفجيرات السيارات المفخخة أمس (السبت) في بلدة ريهانلي بحياة 45 شخصا على الأقل واصابة أكثر من 100 آخرين، ما ادخل البلاد في حالة فزع اعمق.

وكان من السهل أن تكون دمشق محل شبهة بالنسبة لحليفها السابق، الذى يقف ضدها منذ فترة طويلة عندما دخلت في صراع سياسي مع المعارضة.

وسارع كل من نائب رئيس الوزراء التركي بيسير اتالاي ووزير الداخلية معمر جولر بالقاء اللوم على ادارة بشار الاسد في الهجمات.

وقال المسؤولان عقب ساعات من وقوع الانفجارات "المهاجمون على صلة بالنظام السوري والاستخبارات السورية الداعمة للنظام".

ونفى وزير الاعلام السوري عمران الزعبي مسؤولية دمشق عن الهجمات، قائلا "ان رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان هو من يجب ان يسأل عن هذا الهجوم. فهو وحزبه يتحملان المسؤولية المباشرة".

بيد أنه بالنسبة للعديد من الخبراء الاتراك، مثل ادريس بال، دمشق هي المشتبه به الوحيد.

وقال بال، خبير في مكافحة الارهاب وعضو لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان التركي، "نظام الاسد استخدم تكتيكات ارهابية في الماضي"، و"هذا امتداد للازمة داخل تركيا".

انفجرت احدى السيارات المفخخة خارج مقر البلدية في حين انفجرت الاخرى خارج مكتب بريد في بلدة ريهانلي، وهي مركز رئيسي للاجئين السوريين والانشطة المعارضة في مقاطعة هاتاي التركية، وتقع على الحدود.

وقال نائب رئيس الوزراء التركي شولينت ارنيج، مع كل تلك الاعتبارات "فإن بلدة ريهانلي لم يتم اختيارها بالصدفة".

وعلى صعيد متصل، يعتقد محللون إن الهجمات نفذت لاستفزاز المواطنين المحليين ضد اللاجئين السوريين.

حيث قال محمد اريجان، خبير في معهد انقرة للدراسات الاستراتيجية، كان هناك توترات في المنطقة بين لاجئين سوريين وسكان محليين. واضاف "وانا متأكد ان مثل تلك الانفجارات تجعل السكان يشعرون بالاستفزاز ".

ومن جانبه قال اردوغان إن مثل تلك الافعال قد يكون سببها اثارة مشاعر الاستفزاز في هاتاي الواقعة على الحدود مع سوريا.

وافادت تقارير محلية أن هناك بعض الحوادث التي وقعت حيث اشتبك سكان محليون مع لاجئين سوريين، ما جعل الشرطة تتخذ اجراءات امنية اضافية.

وقد اسرع المسؤولون الاتراك في اصدار البيانات لتخفيف حدة التوترات في المنطقة، خوفا من اثارة حالة احتقان ضد اللاجئين السوريين، قائلين إن اللاجئين لا ذنب لهم في وقوع تلك الهجمات.

وتأوي تركيا حوالي 400 ألف لاجئ سوري، نصفهم مسجلين في معسكرات تديرها الحكومة.

كما جاء الهجوم بعد ايام قليلة من اعلان اردوغان دعم بلاده لفرض منطقة حظر طيران بقيادة الولايات المتحدة على سوريا وحذر من تجاوز دمشق للخط الاحمر الذي وضعه الرئيس الامريكي باراك اوباما بشأن استخدام الاسلحة الكيميائية منذ فترة طويلة.

وبثت تصريحات اردوغان خلال مقابلة مع قناة ((أن بي سي)) الامريكية هذا الاسبوع. ومن المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء التركي مع اوباما في 16 مايو الجاري.

وقال بال إن القضية الرئيسية في اجتماع اردوغان واوباما ستكون سوريا عقب هذه الهجمات الدامية.

وادانت واشنطن بشدة الهجمات وتعهدت بتقديم الدعم لتحديد هوية الجناة.

يشار أن هذا هو الحادث الثاني والاكثر خطورة نتيجة للازمة السورية في تركيا العام الجاري. حيث انفجرت مركبة في فبراير الماضي على نقطة حدودية بالقرب من ريهانلي، ما اسفر عن مقتل 14 شخصا واصابة العشرات.

ولقي خمسة مدنيين اتراك مصرعهم العام الماضي عندما سقطت قذيفة هاون اطلقت من سوريا على منزل في بلدة اكجاكالي بالقرب من الحدود.

وكثفت تركيا الاجراءات الامنية على طول المنطقة الحدودية مع سوريا، ونشرت بطاريات باترويت ارسلتها الناتو لحماية المدن الحدودية التركية من تهديدات هجمات الصواريخ السورية.

/مصدر: شينخوا/