تقرير:مقاتلو طالبان يحبطون اقتراحات السلام بعد مقتل قائدهم في غارة أمريكية

إسلام أباد 31 مايو 2013 /بددت ضربات الطائرات الأمريكية بدون طيار المثيرة للجدل فى منطقة قبلية باكستانية تسيطر عليها حركة طالبان، فرص إجراء محادثات سلام بين الجماعة المقاتلة والحكومة المقبلة في إسلام أباد. وفي وقت سابق، أبدت حركة تحريك طالبان الباكستانية ونواز شريف زعيم حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية -نواز، رغبتهما في افتتاح مفاوضات سلام لوضع حد لموجة العنف المتواصلة التي حصدت أرواح ما يزيد على 50 ألف شخص منذ انضمام باكستان لتحالف تقوده الولايات المتحدة ضد الإرهاب في أواخر عام 2001. وقد تقدمت طالبان، المتهمة بشن العديد من الهجمات المميتة، بعرض اقامة حوار سلام مع حكومة حزب الشعب الباكستاني المنصرفة غير انه لم يبدأ ابدا. وصرح شريف، الذي من المحتمل ان يؤدي اليمين الدستورية رئيسا جديدا للحكومة في 5 يونيو المقبل، خلال تجمع للمشرعين المنتخبين حديثا الأسبوع الماضي انه سيأخذ عرض طالبان على محمل الجدية من أجل إنهاء إراقة الدماء. ورحبت طالبان بتصريحات شريف بل إنها ألمحت إلى وقف إطلاق النار إذا اتخذت الحكومة الجديدة خطوات جدية للدخول في عملية السلام.

كما رحب معظم الباكستانيين بهذا التطور لأنه من الممكن ان يؤدي بالنهاية إلى إقامة سلام دائم في باكستان. بيد أن الهجوم الذي شنته طائرة أمريكية بدون طيار على منطقة شمال وزيرستان القبلية الأربعاء الماضي وأسفر عن مصرع قائد بارز في طالبان، دفع طالبان الى سحب العرض الذي تقدمت به بالانضمام لحوار السلام. وقد قتل ولي الرحمن محسود نائب زعيم حركة تحريك طالبان الباكستانية، الذى كان للعجب من بين الداعمين الأوائل لعملية السلام، خلال هجوم لطائرة أمريكية بدون طيار، بحسب مصادر بالحركة.

وصرح المتحدث باسم حركة تحريك طالبان إحسان الله إحسان لوسائل الإعلام أن المجلس المركزي لطالبان قرر سحب عرض إجراء محادثات وهدد بانتقام طالبان لمقتل محسود. وزعم إحسان أن الولايات المتحدة تشن هجمات بطائرات بدون طيار "بتوصية من الحكومة"، مضيفا أن الحركة لن تنضم لأى مساع للسلام مع الحكومة في بيئة كهذه.

يأتي هجوم الاربعاء قبل يوم واحد من وصول جيمس دوبينز المبعوث الامريكي الخاص الجديد لأفغانستان وباكستان، إلى إسلام أباد حيث أجرى محادثات مع مسؤولين عسكريين ومدنيين بارزين. كما التقى بنواز شريف وناقشا العلاقات المستقبلية بين البلدين. وقال مسؤولون بالحكومة الباكستانية وزعماء قبليون إن الطائرات الامريكية بدون طيار قتلت مدنيين ابرياء وانها اهانة لسيادة باكستان وذات نتائج عكسية. واصرت الولايات المتحدة على ان هجمات الطائرات تستهدف ارهابيين متشددين ومن بينهم بقايا القاعدة ومتمردي طالبان المتهمين بشن هجمات عبر الحدود مع افغانستان. كما عبرت الامم المتحدة وبعض الجماعات الحقوقية الدولية داخل الولايات المتحدة نفسها، عن معارضتها لاستمرار هجمات الطائرات بدون طيار. وقد وضع تقرير للأمم المتحدة صدر مؤخرا الولايات المتحدة في المرتبة الاولى من بين مستخدمى القتل المستهدف، بسبب اعتمادها على الهجمات بطائرات بدون طيار بشكل رئيسي في باكستان. ووصف تقرير مقرر الامم المتحدة الخاص للاعدام غير القضائى فيليب الستون هجمات الطائرات بدون طيار بأنها جزء "من رخصة قتل مؤكدة بقوة لكنها ضعيفة التعريف بدون "مساءلة"، وحذر من إسهامها في تآكل القواعد الدولية التي تحكم الحرب منذ وقت طويل. وقد وقع هجوم الاربعاء بعد ايام من دفاع الرئيس الامريكي باراك اوباما عن حملة الطائرات بدون طيار التي تديرها المخابرات الامريكية رغم الانتقادات القوية من قبل الجماعات الحقوقية. ودافع وزير الخارجية الامريكي جون كيري عن ضربات الطائرات بدون طيار خلال زيارته لإثيوبيا. وقال كيري "نطلق النار فقط على من نتأكد من انهم اهداف ارهابية، لا نطلق النار الهجوم على شخص الا اذا اعتقدنا انه ارهابي". ومازالت قضية ضربات الطائرات بدون طيار مصدرا للتوترات بين الولايات المتحدة والحكومة الجديدة في اسلام اباد حيث ان واشنطن غير مستعدة لتغيير حملتها في باكستان. وحث السياسي الباكستاني البارز عمران خان، نواز شريف، على إما أن يأمر بإسقاط الطائرات الامريكية أو معارضة الحملة صراحة بعد ان عبر ناخبو الاحزاب الفائزة في انتخابات 11 مايو عن معارضتهم القوية للضربات. والامر الآن بمثابة اختبار للحكومة الجديدة بشأن كيفية تعاملها مع الولايات المتحدة مع القضية الحساسة وكيفية احياء المحادثات لإدخال طالبان في حوار السلام.

/مصدر: شينخوا/