انقرة/اسطنبول 2 يونيو 2013/لا يزال مئات المتظاهرين يتجمعون في ميدان تقسيم بمدينة اسطنبول التركية اليوم (الأحد) مع بدء اليوم الخامس على التوالي للاحتجاجات التي اندلعت ضد قرار هدم حديقة عامة بناء على قرار من رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان.
بدأت المظاهرات في اسطنبول ثم امتدت للعديد من المدن التركية. وقال وزير الداخلية معمر جولر مساء امس (السبت) إنه تم اعتقال 939 شخصا خلال المظاهرات في 48 مقاطعة من بينها اسطنبول وانقرة وازمير وانطاليا وكونيا واسكيشهير.
اندلعت المظاهرات في شتى أنحاء البلاد بعد أن قامت الشرطة بمهاجهة اعتصام سلمي تم تنظيمه احتجاجا على هدم الحديقة العامة واستخدمت ضدهم الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه يوم الجمعة. وأصيب 12 متظاهرا خلال الاشتباكات في حين تم اعتقال 63 شخصا على الأقل خلال هجوم الشرطة وفقا لما أعلنه مكتب حاكم اسطنبول.
وطالبت المظاهرات الغاضبة امس رئيس الوزراء أردوغان بالاستقالة.
وتجمع آلاف المواطنين في متنزه كوجولو بالعاصمة انقرة منذ يوم الجمعة ونظموا مظاهرات سلمية وهتفوا "المقاومة في كل مكان، تقسيم في كل مكان".
وتجمعت مجموعة أخرى من الأشخاص في كيجيلاي، الميدان الرئيسي للمدينة. وتعرضوا لقمع من الشرطة بالغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه والرصاص المطاطي خلال محاولتهم السير أمام مكتب رئيس الوزراء.
كما قام السكان في بعض الأحياء في أنقرة واسطنبول بقرع الأواني وأطلقت السيارات نفيرها تضامنا مع المظاهرات.
وردا على ما يجري دعا الرئيس التركي عبد الله جول امس لوقف المواجهات في ميدان تقسيم وحث على "التحلي بالوسطية" لتخفيف حدة التوتر حيث لا يزال الوضع "في غاية الحساسية". وفي أعقاب تلك الدعوة طالب وزير الداخلية قوات الشرطة بالانسحاب من الميدان.
وخلال انسحاب الشرطة قام بعض المتظاهرين بقذف ضباط وسيارات الشرطة بعدة أشياء مما دفع الشرطة لإطلاق غاز مسيل للدموع عليهم وإجبار الحشود على التراجع.
وليلة امس تجمع نحو 5 آلاف متظاهر حول مكتب اردوغان في اسطنبول ورشقوه بالحجارة مما أدى لإصابة 12 من رجال الشرطة على الأقل.
وقال شاهد عيان لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن المتظاهرين الغاضبين تسببوا في كسر بعض النوافذ واحتراق بعض سيارات الشرطة خلال مهاجمة سيارات التلفزيون التركي لأن بعض قنوات التليفزيون الرسمي لم تقم بتغطية المظاهرات.
وهرعت القوات الخاصة إلى المكان واستخدمت الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفرقة المتظاهرين.
تهدف المظاهرات التي بدأت منذ خمسة أيام لإنقاذ حديقة في وسط مدينة اسطنبول من الهدم لتنفيذ مشروع بناء مركز تجاري بدعم من الحكومة.
وفي وقت سابق دعا أردوغان الذي يواجه التحدي الأكبر خلال فترة حكمه التي استمرت 10 أعوام لإنهاء المظاهرات، وقال إن الحكومة ستمضي في تنفيذ خطط تطوير حديقة جيزي وهو ما أشعل المظاهرات في كل مكان.
أصدرت إحدى محاكم اسطنبول أمرا اليوم بتعليق مشروع التطوير مؤقتا لكن المظاهرات المناهضة للحكومة استمرت مع تزايد أعداد المواطنين الداعمين للمتظاهرين والذين أعربوا أيضا عن غضبهم بسبب "الهجمات الوحشية" التي شنتها الشرطة على المظاهرات.
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn
