تعليق: تنمية أفريقيا اكثر ديناميكية تحتاج إلى شركاء حقيقيين

يوكوهاما، اليابان 3 يونيو 2013/رسمت دول افريقية ومنظمات دولية وإقليمية كبرى خطوات مستقبلية واولويات لتنمية القارة في مؤتمر دولي اختتم هنا اليوم (الإثنين).

وعقد مؤتمر طوكيو الدولي حول تنمية افريقيا (تيكاد) تحت عنوان "يدا بيد لافريقيا أكثر ديناميكية".

وباعتبارها واحدة من الرعاة الأساسيين لمؤتمر تيكاد، اعلنت اليابان، ثالث اكبر اقتصاد في العالم عن مساعدات تنموية بمقدار 14 مليار دولار وحزمة مساعدات اخرى بمقدار 32 مليار دولار لافريقيا، مما يشير الى شغف الدولة المضيفة للدخول في السوق سريع النمو. لكن سخاء اليابان قد يكون محل تساؤل من قبل آخرين بعد ان فسرت وسائل اعلام محلية قرار الحكومة بأنه يأتي في اطار جهود لاحتواء دول استثمرت بالفعل في افريقيا ولكي تستحوذ على نصيب اكبر للسوق الافريقي الشاسع.

وقالت صحيفة ((يوميوري شينبون)) اليابانية اليومية الرائدة امس (الأحد) انه ينبغي على اليابان "توخي الحذر بشأن تحركات الصين" في افريقيا، كما ان زيارة رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ستكون وسيلة "مناسبة" للتنافس مع الصين حول القارة.

ومع ذلك، فان الشعور السائد بأن القيام بلعبة محصلتها صفر او استخدام تفكير الحرب الباردة سيؤدي فقط إلى تدمير التعاون والجهود الدولية للمساعدة في جعل افريقيا افضل.

في الحقيقة، الاستثمار في افريقيا ومساعدة افريقيا يجب ان تكون مسؤولية وتخاطب احتياجات الدول الأفريقية في حين تحتاج التنمية في افريقيا الى شركاء حقيقيين يحترمون ارادة دول القارة في تأسيس علاقات صادقة وواقعية مع جميع دول العالم.

كما ينبغي على الشريك الحقيقي احترام الدور الكبير للدول الأفريقية في تنمية قارتهم والا تعتمد استثماراته ومساعداته على اسس سياسية وايديولوجية.

وتجذب افريقيا، التي حافظت على معدل نمو اقتصادي بنسبة 5.8 بالمائة منذ عام 2000 بشكل مطرد، دولا وشركات لسوق ديناميكي.

وتخطى حجم الاستثمار الاجنبي في افريقيا المساعدات الاجنبية التي تلقتها من تلك الدول منذ عام 2005 واصبحت الاستثمارات قوة دافعة جديدة للقارة.

علاوة على ذلك انخفض عدد الافريقيين الذين يعيشون تحت خط الفقر بشكل متواصل في السنوات الثلاث الماضية بينما تنمو الطبقة المتوسطة مما يجعل القارة تشكل سوقا استهلاكيا واعدا.

ومع ذلك، لا يزال انعدام الأمن والاستقرار ينتشر في انحاء القارة وينبغي على المجتمع الدولي ان يساعد افريقيا في حل هذه القضية الشائكة لجلب سلام دائم واستقرار يقود إلى تنمية مطردة ومستدامة.

كما لا يجب أن نغفل أن العالم لا يمكن ان يوجد بدون افريقيا ولن يعرف السلام بدون افريقيا مستقرة. ولنكون اكثر تفاؤلا، يجب ايضا ان يكون العالم على ثقة بأن يدا بيد بشركاء حقيقيين سيكون للقارة مستقبل مشرق.

/مصدر: شينخوا/