تحليل إخباري: المواجهة بين تركيا والاتحاد الأوروبي توتر العلاقات بينهما

اسطنبول 14 يونيو 2013/ دفعت الاضطرابات الجارية في تركيا الاتحاد الاوروبي الى اصدار قرار يدين استخدام الشرطة "القوة المفرطة فى قمع الاحتجاجات"، وهي خطوة رفضتها انقرة واصفة إياها بالـ"باطلة".

وبنبرة تحد، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان "لا أعترف بأي قرار يتخذه البرلمان الاوروبي بشأننا...وعلى الذين مرروا هذا القرار، ان ينظروا الى اليونان وإلى تعامل الشرطة مع الاحتجاجات هناك".

ويقول محللون انه من المحتمل ان تتسبب المواجهة الحادة بين تركيا والاتحاد الاوروبي في توتر العلاقات المتدهورة بالفعل.

وقال لال كمال، وهو محلل سياسي بارز باسطنبول، إن سوء ادارة انقرة للاعتصام السلمي المبدئي في حديقة غازي، خلق صورة سلبية في نظر دول الاتحاد الاوروبي.

وقال كمال لوكالة أنباء ((شينخوا)) "وجهت حوادث الاحتجاجات ضربة قوية لصورة تركيا الديمقراطية، مما سيجعل من عملية انضمامها إلى الاتحاد الاوربى أمرا عسيرا في المستقبل".

وعلى الجانب الاخر، يشير محللون الى ان الحكومة التركية لم تعد تكترث لأية آراء للاتحاد الاوروبي منذ توقف محادثات انضمامها للاتحاد في 2005.

وقال كمال "اثار رد فعل الحكومة التركية من انتقاد الاتحاد الاوروبي تساؤلا بشأن ما إذا كانت تركيا مازالت صادقة في جهود انضمامها للاتحاد".

وقالت فاليريا جيانوتا وهى استاذة ايطالية للعلاقات الدولية في جامعة صباح الدين زعيم باسطنبول لوكالة أنباء ((شينخوا)) "ان تركيا التى لم تعد تنظر للانضمام للاتحاد الاوروبي كضرورة، لا تريد منه ان يتدخل في احتجاجات حديقة غازي".

وتابعت ان تركيا تعتبر الاحتجاجات قضية محلية وحذرت دول الاتحاد الاوروبي من التدخل فيها.
واضافت "بل ان الحكومة التركية زعمت أن حركات الاحتجاج مؤامرة أجنبية لتدمير تركيا واتهمت الاعلام الغربي بترويج فكرة خاطئة عن تركيا".

كانت ممثلة السياسات الخارجية للاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون قد دعت الحكومة التركية يوم الاثنين إلى وقف كافة أعمال العنف والتحقيق في الاستخدام المفرط للقوة من جانب الشرطة على الفور.

وعبر وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا عن قلقهما إزاء قمع الشرطة للاحتجاج هذا الأسبوع. وقال وزير الخارجية الالماني جيدو فيسترفيله يوم الأربعاء إن الحكومة التركية تبعث بالاشارة الخاطئة للداخل والخارج بردها على الاحتجاجات.

وقال فيسترفيله في بيان "نتوقع ألا يصعد رئيس الوزراء إردوغان الوضع، تماشيا مع روح القيم الاوروبية وأن يسعى إلى تبادل بناء وحوار سلمي".

وقالت الخارجية التركية في بيان أمس الخميس في ردها على انتقادات الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي "لا يمكن لاي دولة او مجموعة من الدول ان تلقن تركيا دروسا". واضاف البيان "الحجم الذي اعطاه الاتحاد الاوروبي للوضع في تركيا ، مثال اخر على ازدواج المعايير المطبقة على تركيا".

ومع ذلك، قالت مجموعة من ممثلي دول الاتحاد الاوربى في انقرة انه لن يتم وقف مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الاوروبي بسبب الاحتجاجات.

/مصدر: شينخوا/