تحليل اخباري: خطوات واشنطن القادمة غير واضحة بعد إتهام القوات الحكومية السورية بتجاوز " الخط الأحمر"

واشنطن 14 يونيو 2013 / أعلن البيت الأبيض يوم الخميس أن الولايات المتحدة ستكثف مشاركتها في الحرب الأهلية في سوريا ولكن يبقي من غير الواضح ما هي الإجراءات التي سوف تتخذها واشنطن في هذا الصدد.

وفي مؤتمر عبر الهاتف مع الصحفيين، أعلن مسؤولون بالبيت الأبيض أن التحقيق الأمريكي أكد استخدام أسلحة كيميائية من قبل قوات الحكومة السورية، متجاوزة " الخط الأحمر" الذي رسمه الرئيس باراك أوباما العام الماضي والذي قال انه قد يدفع إلى تدخل بلاده.

بيد أن الغموض يحيط بإدارة أوباما حتى الآن فيما يتعلق بالتحديد بتزويد المعارضة في البلد الذي مزقته الحرب، وقال البيت الأبيض إن الرئيس سوف يبحث القضية مع الحلفاء الأوروبيين في قمة مجموعة الثماني المقبلة في أيرلندا الشمالية.

وقال واين وايت، المساعد السابق لمدير مكتب استخبارات الشرق الأوسط بوزارة الخارجية، لوكالة ((شينخوا)) إن المسار الأكثر وضوحا والأقل خطورة للولايات المتحدة هو إعادة تزويد قوات المعارضة التي لا تتبني أجندة متطرفة بدرجة كبيرة من الأسلحة الصغيرة والأسلحة المضادة للدبابات المحمولة على الأكتاف .

وهذه الخطوة لو أتخذت سوف تنطوي على تدريبات في تركيا والأردن على استخدام تلك الأسلحة، على ما قال وايت، الذي يعمل الآن باحثا في معهد الشرق الأوسط.

وأضاف أن إدارة أوباما يمكن أن تقرر أيضا تزويد هؤلاء المقاتلين بكميات محدودة من مضادات الصواريخ المحمولة ( إس إيه 7) لمعرفة ما اذا كان يمكن الوثوق فيهم بعدم تقاسمهم هذه الأسلحة مع المقاتلين المتطرفين.

بيد أن وايت أشار إلى أن المسلحين يشكلون وحدات المعارضة الأكثر نجاحا وتبقي مهمة فصلهم عن المعارضين العلمانيين صعبة وهذه هي مشكلة كبيرة، على حد قوله.

وأضاف وايت " حتى إشراك قادة المعارضة في الخارج في تحديد المقاتلين الذين ليست لديهم ميول متطرفة في البلد ربما لا يحظي بموثوقية كاملة".

وأشار إلى أن مسألة مراقبة القوات التي ستستخدم الأسلحة الأمريكية من طراز (إس إيه 7) داخل البلاد تمثل تحديا كبيرا بالنسبة لوكالات الاستخبارات الأمريكية وغيرها من الوكالات الأجنبية.

علاوة على ذلك، فإن تزويد المعتدلين فقط بالسلاح يترك الوحدات الأكثر نجاحا دون إمدادات وبالتالي ستعاني من نقص، وفقا لوايت.

وقال " قد لا يكون الأوان قد فات للولايات المتحدة لإتخاذ إجراء، لكن قد يكون من الصعب القيام بذلك في الوقت المناسب لمنع الحكومة السورية من تحقيق مكاسب إضافية في الأسبوعين المقبلين".

وقال وايت إن عناصر حزب الله اللبناني الموالية للرئيس السوري بشار الأسد انتشروا بالفعل على نطاق واسع وبتسليح جيد، وانتعشت قوات الأسد جزئيا بسبب تزايد المخاوف إزاء ما يمكن أن يحمله المستقبل في حال انتصر المسلحون في البلاد.

وقال" أما الآن، معظم اللعبة ( بالنسبة للولايات المتحدة) ربما تتركز في حصول المقاتلين على مساعدات كافية وبسرعة كافية لاحتواء القوات الحكومية".

لكن رغم إعلان البيت الأبيض أن سوريا تجاوزت " الخطر الأحمر"، إلا أن واشنطن ليست في عجلة لتكثيف تدخلها في البلد الممزق بالنزاع ، على ما قال بعض الخبراء.

وقالت شركة ((ستراتفور)) الاستخباراتية العالمية على موقعها الالكتروني يوم الجمعة إن " الولايات المتحدة سوف تواصل متابعتها للنزاع عن كثب، لكنها لا تفكر في إدراج نفسها في المعركة".

وأضافت الشركة " المصلحة الاستراتيجية للولايات المتحدة تكمن في تجنب وقوع نفسها في ثأر طائفي قديم آخر يستنزف قدرتها في الحفاظ على توازنها في العالم".

/مصدر: شينخوا/