تعليق: لابد للمجتمع الدولي من توخى الحذر إزاء نهج يتبعه شينزو آبي لتشويه التاريخ

بكين 9 يوليو 2013/مع اقتراب موعد انتخابات مجلس المستشارين في اليابان، أخذ رئيس الوزراء شينزو آبي يردد تفاهات بكل ما في الكلمة من معنى لتمجيد الماضي العسكري لبلاده بغية كسب ود الناخبين اليمينيين.

وفي مقابلة تليفزيونية أجريت معه يوم الأحد، سلطت آبي الضوء على "أوجه الفخر" التي تحظى بها كل دولة في تاريخها.

بيد أنه لا يحق لليابان، التي جلبت سياساتها العسكرية البربرية خلال الحرب العالمية الثانية كوارث لجيرانها، لا يحق لها بأي حال من الأحوال أن تفخر بتاريخها وقت الحرب. ولا بد للمجتمع الدولي من توخي الحذر إزاء أي خطوة من جانب اليابان لتشويه التاريخ.

وردا على تصريحاته الطائشة، حثت الصين مرة أخرى رئيس الوزراء الياباني على مواجهة التاريخ والتوقف عن إيذاء مشاعر شعوب البلدان التي غزتها اليابان إبان الحرب العالمية الثانية.

وبالنسبة لليابان، فبدلا من الفخر بتاريخها وقت الحرب، ينبغي عليها النظر بتمعن في تاريخ العدوان الذي شنته واستجواب الذات بشأنه.

فمنذ توليه مهام منصبه في ديسمبر الماضي، أدلى آبي مرارا بتصريحات ينظر لها على أنها محاولات لتبييض الأعمال الوحشية التي ارتكبتها اليابان وقت الحرب وتمثل تحديا للنظام العالمي فيما بعد الحرب. ووصل به الحد في تصريحاته إلى القول بأنه لا يوجد تعريف واضح للعدوان وإثارة أسئلة حول الاعتذارات التي قدمتها اليابان وقت الحرب.

ويقول المفكرون الصينيون القدامى أن الماضي، إذا ظل حاضرا في الأذهان ، سيعمل بمثابة مرشد للمستقبل. وينبغي على الناس دائما النظر في مرآة التاريخ لتفادى أخطاء الماضي.

بيد أن الحكومة اليابانية تحاول نبذ هذه المرآة. ويمكن أن تلحق التصريحات والقرارات غير المسئولة من جانب طوكيو الضرر باليابان نفسها.

وبانجرافها مع التيار اليميني والانخراط في نزاعات إقليمية مكلفة مع جيرانها، قتلت الحكومة اليابانية أساسا حلمها الذي تدعيه في أن تصبح أمة طبيعية.

كما كان لعلاقات طوكيو الآخذة في التدهور مع جيرانها تداعيات اقتصادية حيث تسبب تراجع التجارة والاستثمارات في تعقيد جهودها الرامية إلى إعطاء دفعة لاقتصاد راكد.

وعلاوة على ذلك، فإن تهور طوكيو، الذي لا يتعلق بالصين وحدهما وإنما ببلدان قليلة أخرى، يمكن أن يؤثر على آسيا ككل من خلال بذر بذور عدم الاستقرار في المنطقة ووضع العراقيل في طريق التعاون الاقتصادي بالقارة.

وباعتبارها أحد اللاعبين المهمين في آسيا وعلى الساحة العالمية، تحتاج اليابان إلى إتباع نهج مسئول تجاه التاريخ والإعراب عن ندمها العميق إزاء جرائم الحرب التي ارتكبتها خلال الحرب العالمية الثانية.

ولن يزول الشبح الذي يطارد العدوان الذي شنته اليابان وقت الحرب إلا إذا نظرت طوكيو في مرآة التاريخ كخطوة أولى، وعملت على رأب العلاقات مع جيرانها، واتبعت درب التنمية السلمية.

/مصدر: شينخوا/