تعليق : شينزو ابى يسير فى طريق خطير

بكين 3 مايو 2013 /فى وقت سابق من هذا العام مباشرة بعد تولى شينزو ابى السلطة رئيسا للوزراء، نشر الموقع الالكترونى لمجلة دير شبيجل الالمانية مقالة بعنوان " ابى الرجعى : رئيس وزراء اليابان يتعلق بمخاطر قديمة ".

وقد بدأت المقالة بالاشارة الى أن ابى قام بالحج الى مقابر أسلافه حيث قال " لقد عقدت العزم على الوفاء بالمهمة " .

واختتمت المقالة بالقول ان الزعيم القومى سوف يتخذ اجراءات صارمة من اجل استعادة بلاده لعظمتها السابقة .

وكان حكم دير شبيجل صحيحا .

فمنذ تقلد المنصب استعاد ابى العديد من التصريحات والتصرفات الاستفزازية والصارمة حول رؤى تاريخية ونزاعات إقليمية . وخلال الايام الماضية اصبح ابى اكثر استفزازا .

وعلى سبيل المثال ،قام 4 وزراء من حكومته و168 من أعضاء البرلمان بزيارة لضريح ياسوكونى سىء السمعة فى طوكيو حيث يتم تكريم مجرمى الحرب اليابانيين وهو أكبر عدد منذ عام 1987 .

وهناك ماهو اسوأ ،فقد صرح ابى فى وقت لاحق بأن تحديد " العدوان "لم يتم تحديده بعد ،مدافعا بذلك وكان يدافع بصفاقة عن الغزو اليابانى خلال الحرب العالمية الثانية .

كما لوح من دبابة لقوات الدفاع البرى اليابانية وهو يرتدى سترة تمويه وخوذة يوم 27 ابريل ،بما يجعله أول رئيس وزراء يابانى يقوم بهذا الفعل منذ عقود .

وفى الأول من مايو قال ابى خلال جولته الخارجية انه لم ير حاجة الى ان يشرح للدول المجاورة هدفه العزيز بإعادة كتابة دستور اليابان السلمى .

ومن الحقائق المذكورة يمكن ان نرى ان ابى يسير على طريق يفضى به الى تحدى نظام مابعد الحرب واعادة كتابة الدستور السلمى لليابان وإعادة تسليح اليابان واستعادة ما يطلق عليه " عظمة " الدولة الجزيرة .

ومن اجل تحقيق هدفه ،كرر ابى من ناحية تصريحات صارمة حول السياسات الخارجية للتودد الى اليمينيين فى الداخل ومن ناحية اخرى قام بحملة لتعديل الدستور السلمى الذى لم يعدل منذ ان اصبح سارى المفعول فى عام 1947 .

ومن اجل هذا الهدف الاخر يتعين على ابى مواجهة ثلاث خطوات .

الاولى :ضمان الحصول على اغلبية الثلثين فى انتخابات مجلس الشيوخ هذا الصيف والثانية: اعادة كتابة المادة 96 من الدستور لتخفيف مستلزمات التعديل واخيرا تعديل المادة 9 الخاصة بنبذ الحرب .

وتنص المادة 96 على أن أية مبادرة لتعديل الدستور يجب ان يؤيدها ثلثا اعضاء كل مجلس من مجلسى البرلمان على الاقل قبل " تصويت ايجابى لأغلبية الاصوات "فى استفتاء .

وارتكازا على المادة 9 فإن الحكومة اليابانية حاليا تفسر الدستور بأنه لا يسمح لليابان بممارسة حق الدفاع الذاتى الجماعى مما يعنى ان قوة الدفاع الذاتى اليابانية لا تستطيع ان تلجا الى الدفاع عن أى حليف يتعرض لهجوم مسلح .

وبوضوح فإن تعديل المادة 9 هو هدف ابى الأسمى.

ومافعله حتى الآن بما فى ذلك العديد من التصريحات والإجراءات للتأثير على الرأى العام الداخلى يستهدف تحقيق الخطوات الثلاث المذكورة.

وبرغم ذلك فإن التاريخ أثبت بشكل متكرر أن أية محاولة للتأثير على الرأى العام وإرادة الشعب مصيرها الفشل .

وقد أخفق ابى فى أن يفتش فى ضميره فيما يتعلق بعدوان اليابان فى الحرب العالمية الثانية الذى اسفر عن العديد من الآلام والمعاناة للشعوب الآسيوية . وبدلا من ذلك اصر على الوفاء " بالمهمة " التى سوف تلحق كوارث بالشعب اليابانى والدول المجاورة والعالم ككل بما فى ذلك حليفات اليابان .

لا عجب ان هناك كثرة من الصحف من كل انحاء العالم بما فيها ((الواشنطن بوست)) و((الفاينانشيال تايمز)) انتقدت مؤخرا ابى ،معربة عن المخاوف والقلق من الاتجاه اليمينى لليابان .

وان طوكيو مدعوة لأن تتوقف عن الاعمال الخاطئة وألا يضلل شبح النزعة العسكرية .

/مصدر: شينخوا/