الولايات المتحدة وروسيا ملتزمتان بعقد مؤتمر حول سوريا

واشنطن 9 أغسطس 2013 / اتفق وزيرا الخارجية والدفاع الأمريكيان يوم الجمعة مع نظيريهما الروسيين على استضافة مؤتمر سلام حول سوريا في أقرب وقت ممكن، وجددوا التأكيد على إيمانهم بالتسوية السلمية للصراع المستمر في البلدي العربي.

وتظل قضية سوريا مصدر خلاف بين القوتين الكبريين، بيد أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ووزير الدفاع تشاك هاغل ونظيريهما الروسيين سرجي لافروف وسرجي شويغو، توصلوا إلى توافق عقب اجتماع جمع بينهم في واشنطن.

وفي هذا الصدد، قال مسئول بارز بوزارة الخارجية الأمريكية للصحفيين عبر مؤتمر فيديو "فيما يتعلق بسوريا، أعتقد أن الجانبين اتفقا على مواصلة الالتزام بعقد مؤتمر جنيف2 في أقرب وقت ممكن من الناحية العملية، وشددا على إيمانهم بأن التسوية السلمية هي الطريقة الوحيدة لمنع أي نوع من الانهيار المؤسساتي ومزيد من الاضطراب في سوريا".

كما اتفق الوزراء على عقد مباحثات متابعة حول سبل المساهمة في خفض وتيرة الأزمة الإنسانية المتفاقمة التي تسبب فيها الصراع الجاري في سوريا منذ مارس 2011.

وركز الوزراء في محادثاتهم على قضايا الاستقرار الإستراتيجي، والدفاع الصاروخي، والتعاون السياسي - العسكري، والأمن الإقليمي بما فيه سوريا وأفغانستان، والقضايا النووية المتعلقة بإيران وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، حسبما قال مسئولون بارزون.

واتفق الوزراء كذلك على البحث عن سبل للعمل سويا في قضايا الدفاع الصاروخي والتعاون في هذا الإطار واستكشاف إمكانات القيام بالمزيد من خفض السلاح النووي.

وأثار كيري قضية إدوارد سنودن، محلل المعلومات السابق لدى وكالة الأمن القومي الأمريكية، والتي ظلت مصدر قلق مؤخرا بين واشنطن وموسكو، مجددا التأكيد على خيبة أمل الولايات المتحدة إزاء سماح روسيا للأمريكي الهارب باللجوء فيها رغم الدعوات المتكررة من جانب واشنطن لإعادته إلى بلاده، حيث وجهت إليه إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما عدة اتهامات.

ويوم الأربعاء، أعلن البيت الأبيض إلغاء قمة كانت مقررة بين الرئيسين الأمريكي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين في سبتمبر المقبل على هامش مشاركة أوباما في قمة مجموعة الـ20، وذلك استنادا إلى "عدم إحراز تقدم كاف" في الأجندة الثنائية.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن ثمة خلافات بين الجانبين في قضايا الدفاع الصاروخي وضبط التسلح والتجارة والأمن وحقوق الإنسان وسنودن.

وفي مؤتمر صحفي بالسفارة الروسية في واشنطن، ذكر الجانب الروسي أن العلاقة الثنائية ككل انحرفت عن مسارها بسبب قضية سنودن، واصفا إلغاء القمة برد فعل "قصير النظر".

وعقد كيري وهاغل اجتماعات منفصلة أيضا مع نظيريهما. ومن أبرز التطورات، اتفاق وزيري الدفاع على إقامة خط اتصال عبر الفيديو بينهما، ودعوة واشنطن إلى مراقبة مناورات مشتركة بين روسيا وبيلاروس والتي من المقرر أن يشارك فيها 13 ألف عسكري في 9 ميادين تدريب بالبلدين.

ووصف مسئولون أمريكيون المناخ الذي ساد الاجتماعات بـ"الإيجابي والبناء"، وقالوا إن الوزراء اتفقوا على مواصلة هذا الشكل من الاجتماعات والذي عقدت آخر دورة له في موسكو في أكتوبر 2007.

وكان أوباما قد صرح في مؤتمر صحفي عقده بالبيت الأبيض يوم الجمعة بأنه "حقق نجاحا مختلطا" في تعامله مع روسيا منذ توليه المنصب في يناير 2009.

ولفت أوباما إلى "تقدم كبير" تحقق في خطته الخاصة بـ"إعادة إطلاق العلاقات" مع روسيا في عهد الرئيس الروسي السابق دمتري مدفيديف، بما في ذلك التوقيع على معاهدة خفض الأسلحة الإستراتيجية الجديدة والتعاون في قضايا إيران والمحادثات المتعلقة بانضمام روسيا إلى منظمة التجارة العالمية.

ودعا أوباما إلى إعادة تقييم ومعايرة العلاقات مع روسيا في ضوء هذا الوضع الفاتر.

/مصدر: شينخوا/