تحليل إخباري: الآسيان في طريقها للاضطلاع بدور رئيسي في التعاون بمنطقة شرق آسيا

بندر سري بغاوان 8 أكتوبر 2013 / تحت عنوان "شعوبنا، ومستقبلنا معا"، ستعقد القمة الـ23 لرابطة دول جنوب شرق آسيا ((الآسيان)) والقمم ذات الصلة يومي الأربعاء والخميس، لتمثل الفرصة الأخيرة متعددة الأطراف لقادة آسيا - الباسيفيك هذا العام لمناقشة عملية التعاون الإقليمي .

وتبرهن الآسيان الآن تدريجيا على أنها تمتلك من الإمكانات ما يمكنها أن تصبح لاعبا رئيسيا في عملية التعاون بشرق آسيا، إذ أن تلك القمم لا يشارك فيها جميع قادة أعضاء الآسيان وشركاء الحوار للآسيان فحسب، وإنما تجذب أيضا قادة من روسيا والولايات المتحدة.

وقد أعلنت الرابطة، المؤلفة من 10 دول، عام 2015 تاريخا محددا لإقامة مجموعة اقتصادية بعد أوجه التنمية التي شهدتها على ما يزيد على أربعة عقود لترتقى من التعاون منخفض المستوى داخل منطقة جنوب شرق آسيا إلى التعاون الحالي رفيع المستوى والمتبادل المنفعة مع القوى داخل المنطقة في مجالات عريضة وعبر قنوات متعددة.

وبدءا من الآن وبموجب ميثاق الآسيان، ستغدو هذه الرابطة منظمة حكومية إقليمية ينال طريقها الفريد للتنمية والتعاون اعترافا واسعا من قبل المجتمع الدولي.

ورغم أن الآسيان كشف عن خطتها الطموحة هذه، إلا أنه يتعين عليها معالجة تحديات كبيرة مثل تضييق فجوة التنمية بين دولها الأعضاء، وتعزيز العلاقات الترابطية والتعاون الإقليميين، وتحسين مناخ التجارة والاستثمار وكذا قدرتها التنافسية الدولية من أجل تشكيل سوق موحدة طال انتظاره.

بيد أن لي لونج مينه السكرتير العام للآسيان قال خلال القمة الـ22 للآسيان أن المجموعة الاقتصادية أنجزت 77.5 في المائة فيما يمثل الـ22.5 في المائة المتبقية أصعب الأجزاء التي يمكن تحقيقها بالنسبة للرابطة فيما لم يتبق سوى عامين فقط أمام الآسيان للوفاء بالموعد النهائي.

ويقول المحللون إن أحدى الطرق السابقة التي كانت تتبعها الآسيان لتحقيق برنامجها بحلول عام 2015 تكمن في تعزيز التماسك بين الأعضاء العشرة من أجل التغلب على نحو أفضل على الصراعات والخلافات الداخلية في جهد يرمي إلى تمهيد الطريق لتوسيع التعاون والازدهار.

وفي الوقت نفسه وإلى جانب الجهود الخاصة التي تبذلها الآسيان، يساعد شركاء الحوار الرابطة على تحقيق برنامجها.

وفي هذه الآونة، شهدت منطقة شرق آسيا إقامة منطقة التجارة الحرة للآسيان ومناطق تجارية بين الآسيان وثلاث دول رئيسية في المنطقة وهى على التوالي الصين واليابان وكوريا الجنوبية.

وعلى خلفية المفاوضات الجارية حاليا لإقامة منطقة تجارة حرة ثلاثية بين دول شمال شرق آسيا الثلاث، ذهبت الآسيان إلى أبعد من هذا وأثارت مسألة وضع إطار "لشراكة اقتصادية شاملة إقليمية" انطلقت المحادثات ذات الصلة بها بالفعل.

وذكر المحللون أن الشراكة الاقتصادية الشاملة الإقليمية ستصبح، بين آليات التعاون الأخرى في منطقة شرق آسيا وحتى في منطقة آسيا - الباسيفيك برمتها، الأكثر قابلة للتطبيق والأفضل من حيث إتساقها مع الحقائق الإقليمية.

وأوضحوا أنه إذا تسنى تشكيل هذه الشراكة بحلول عام 2015، فسوف تعزز بشكل ملحوظ تحرير وتسهيل التجارة الإقليمية وسترسي الأساس لإقامة منطقة تجارة حرة لآسيا - الباسيفيك.

ومن ناحية أخرى، يصادف العام الجاري الذكرى العاشرة لتأسيس الشراكة الاستراتيجية بين الصين والآسيان، إذ حقق التعاون الثنائي الذي برز عبر منطقة التجارة الحرة بين الصين والآسيان حقق نتائج مثمرة حيث قفز حجم التبادل التجاري إلى خمسة أضعاف ما كان عليه قبل عقد من الزمان وأصبحت الآسيان ثالث أكبر شريك للصين للعام الثالث على التوالي.

وقد ذكر رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ أن الصين، التي تعد دون أدنى شك أهم اقتصاد في منطقة شرق آسيا، أقامت مع الآسيان "عقدا ذهبيا" للتعاون الثنائي واكتسب الجانبان أيضا الثقة لإقامة "عقد ماسي".

ومن المتوقع أن تصبح منطقة تجارة حرة مطورة بين الصين والآسيان محور تركيز رئيسي في القمة الـ16 بين الصين والآسيان في تحرك يهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية، والتعاون شبه الإقليمي والتعاون البحري، فضلا عن التبادلات الشعبية.

وذكر الخبراء أن "العقد الذهبي" ساعد في توفير الخبرات من أجل "العقد الماسي" المستقبلي وستبرهن عملية إقامة منطقة تجارة حرة ثنائية مطورة على حدوث قفزة في التعاون بين الصين والآسيان، الأمر الذي من شأنه أن يسهم أيضا بشكل إيجابي في قوة منطقة شرق آسيا.

وعند النظر في التاريخ، نجد أنه قد ثبت أن تنمية منطقة شرق آسيا ترتكز على التعاون متعددة الأطراف مع التزام جميع دول المنطقة بالتكامل واحترام التنوع والتعايش المتناغم بين الآسيان ودول المنطقة الأخرى .

ولتحقيق هذه الغاية، سيظل السعى من أجل التعاون والتنمية الموضوع الرئيسي لقمة الآسيان والقمم ذات الصلة وفقط من خلال التركيز على قضية التنمية، يمكن أن تحقق الآسيان هدفها الطموح ويمكن أن يشهد التعاون في شرق آسيا مستقبلا أكثر إشراقا.

/مصدر: شينخوا/