مقابلة : مسؤول دولي يحذر من وقوع "كارثة" في حال فشل "جنيف 2"

دمشق 9 أكتوبر 2013 /حذر مختار لماني مدير مكتب المبعوث الدولي والعربي المشترك الى سوريا الأخضر الإبراهيمي اليوم (الأربعاء) من حدوث "كارثة" في حال فشل مؤتمر (جنيف 2) الذي اعتبره وسيلة لايجاد حل سياسي في هذا البلد الذي يمزقه صراع مستمر منذ أكثر من عامين ونصف.

وقال لماني في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق ، "نحن حريصون على نجاح جنيف 2 ، الذي إذا فشل ستكون كارثة "، مضيفا أن " جنيف 2 ليس هدفا بحد ذاته ، وإنما وسيلة لإنجاح الحل السياسي في سوريا".

وأكد في السياق "أهمية الإعداد الجيد لجنيف 2 ، خاصة بعد التوافق الروسي الأمريكي الذي خلق مناخا مناسبا لانخراط معظم القوى فيه".

ومن المزمع عقد المؤتمر المنشود في منتصف نوفمبر المقبل بعد أن تأجل مرات عدة، حيث شهدت المباحثات حوله خلافات بشأن المشاركين فيه.

ورفض سابقا الائتلاف الوطني السوري المعارض حضوره، إلا أنه وافق مؤخرا بشرط تأسيس حكومة انتقالية بسلطات كاملة، فيما أعلنت السلطات السورية موافقتها على الحضور بشرط عدم التفاوض مع المسلحين والمتطرفين.

وكانت روسيا والولايات المتحدة اتفقتا في مايو الماضي على عقد مؤتمر "جنيف 2" بناء على "جنيف 1" الذي دعا الى وقف العنف وتشكيل حكومة انتقالية.

ودعا مدير مكتب الابراهيمي في دمشق كل أطراف النزاع في الأزمة السورية الى "المشاركة الحقيقية في مؤتمر جنيف 2 دون شروط مسبقة على ان يكون هناك وفدان يمثلان الحكومة والمعارضة".

وأكد أن هناك حرصا على أن يكون الوفد يمثل حقيقة الشعب السوري بأغلبيته الساحقة سواء من المعارضة أو من جانب الحكومة.

لكنه لفت الى عقبات أمام انعقاد المؤتمر منها ظهور عناصر متطرفة لا تؤمن بمؤتمر جنيف أو أي شيء آخر ، واشتداد القتال بين فصائل المعارضة المسلحة بالداخل السوري.

وشدد على ان "الشعب السوري تعب من الوضع الحالي حيث شاهد الكثير من المآسي ، وازداد عدد اللاجئين ، وبالتالي فهو يريد حلا سياسيا وأن يعيش بسلام".

ومضى قائلا ان الشعب السوري " إذا توافق مع بعضه لإنقاذ سوريا عبر الحل السياسي ، والنظر إلى المستقبل فبالتالي هذه العناصر المتطرفة ليس لها اي مكان ".

ويبدي المجتمع الدولي من تنامي نفوذ تنظيم القاعدة في سوريا ، وخصوصا تنظيم (دولة الاسلام في العراق والشام) المعروف باسم (داعش) و (جبهة النصرة) في حين تؤكد دول غربية دعمها لمقاتلي المعارضة "المعتدلين"، مطالبة في الوقت ذاته بمحاربة نفوذ جماعات متطرفة تقاتل في سوريا .

وتشكل تنظيم (داعش) التابع للقاعدة عام 2006 في العراق ، ويسيطر الآن على مناطق عدة شمال سوريا ويقوده أبو بكر البغدادي، كما تتبع (جبهة النصرة) التي تم تشكيلها عام 2011 للقاعدة وتنتشر في مناطق عدة من البلاد، وزعيمها يدعى أبو محمد الجولاني.

وهناك كذلك (حركة أحرار الشام الاسلامية) احدى أكبر التنظيمات السلفية الجهادية المقاتلة في سوريا والتي ينتشر مقاتلوها في الشمال، وفق تقارير إعلامية.

وردا على سؤال حول ما اذا كان هناك تفاؤل لجهة انعقاد جنيف 2 ، قال لماني " التفاؤل لا يعني أن نستسهل المشاكل والصعاب والعقبات الموجودة وهي كثيرة ، نحن نطرح الرؤى التي نراها مناسبة من أجل تنفيذ جنيف 2 ، ونأخذ بعين الاعتبار كل هذه النقاط".

واستطرد " لابد من حضور أطراف إقليمية ، ويجب إشراك الكل ليكونوا جزءا من الحل " ، مكررا القول " جنيف 2 ليس هدفا بحد ذاته ، بل وسيلة للوصول الى سياسي " ، متوقعا أن تطول المسألة كثيرا نظرا لوجود تعقيدات كبيرة في الازمة السورية.

ونبه المسؤول الاممي في هذا الصدد إلى أن "البعد الطائفي الذي دخل على الأزمة السورية شكل خطورة على وجود الشعب السوري" ، وقال " اذا لم ننجح في إنقاذ سوريا فتحصل إبادة جماعية".

وأشار الى أن " هذه المؤشرات لاشك أنها صارت موجودة في سوريا ، فالناس يقتلون لانتمائهم الطائفي واصطفافهم " ، لافتا الى ان الشعب السوري بتكوينه ليس طائفيا والبعض من الجماعات المتطرفة يستغل هذا الشيء ويلعب على هذا الوتر الآن.

/مصدر: شينخوا/