تحليل إخبارى : الاتحاد الأوروبى يبدأ مرة أخرى محادثات حول عضوية تركيا بالرغم من التحديات

أنقرة 6 نوفمبر 2013 /استأنفت تركيا والاتحاد الاوروبى مفاوضات الانضمام أمس الثلاثاء بعد أكثر من ثلاثة أعوام من التوقف مما دفع بعض المراقبين الكبار إلى القول ان العلاقات بين الجانبين تتجدد .

وفى المؤتمر الحكومى الدولى فى بروكسل أعلن الاتحاد الأوروبى رسميا أنه افتتح محادثات مع تركيا بشأن الفصل رقم 22 ،الذى يمثل أحد المتطلبات الذى تحتاج تركيا الى استكماله للحصول على العضوية ، بعد أن واجهت المحادثات عقبة الاعتراضات السياسية من جانب بعض أعضاء الاتحاد الأوروبى .

وكان وزارة الخارجية التركية قد ذكرت أمس أن افتتاح الفصل رقم 22 حول السياسة الاقليمية وتنسيق الاتفاقيات الهيكلية يعد " خطوة أولى هامة " لإحياء مفاوضات الانضمام.

وسوف يكون هذا هو الفصل الرابع عشر الذى تفتتحه تركيا مع الاتحاد الأوروبى من إجمالى 35 تحتاج الى اكمالها، مع ان هناك عوائق خطيرة ما تزال قائمة أمام طموحات تركيا فى أن تصبح عضوا كاملا فى الكتلة التى تضم 28 عضوا .

واتفق سليمان يسار وهو خبير اقتصادى على أن الفصل 22 مهم لتركيا خاصة فيما يتعلق بالتباين الاقليمى فى التنمية الاقتصادية . وقال " انه مهم فيما يتعلق بتعميق التنمية فى الأجزاء الجنوبية الشرقية والشرقية من تركيا" مؤكدا أن هذه المناطق سوف تحقق المنفعة من الصناديق الهيكلية للاتحاد الأوروبى .

وقد بدأت مفاوضات انضمام تركيا مع الاتحاد الأوروبى فى عام 2005 بعد 18 عاما من تقديمها للطلب لاول مرة . وقد تباطأت المفاوضات فى الأساس بسبب محاولات إعاقة قبول تركيا من دول أعضاء مثل فرنسا وألمانيا وقبرص .

وقال رئيس مركز البحوث الاستراتيجية والأمنية الدولية فى انقرة محمد سيف الدين ارول لوكالة أنباء ((شينخوا)) انه " نظرا لأن المحادثات تتقدم ببطء فإن تركيا تشعر بالاحباط فيما يتعلق بعملية الاتحاد الاوروبى وتتطلع الى ايجاد بدائل " .

كما أشار سامى كوهين خبير السياسة الخارجية الى ان افتتاح فصل 22 فى نفسه لا يعد امرا هاما ، بالرغم من انه حظى بأهمية فى ضوء التوقف فى المفاوضات . واضاف ان "من المهم ان تبدأ العملية بداية جديدة " .

واشار كوهين الى ان السبب الرئيسى للتوقف نشأ من النزاع الاقليمى لتركيا الذى لم يحل مع قبرص .

ومؤخرا أدت معالجة تركيا للاحتجاجات المناهضة للحكومة الى تأجيل افتتاح الفصل من يونيو الى اكتوبر حيث عاقب الاتحاد الاوروبى تركيا بسبب الاجراءات الصارمة التى اتخذتها ضد التظاهرات الاحتجاجية على خطة تجديد حديقة جيزى باسطنبول .

وأدى الاحباط من بطء التقدم الى فقدان الحكومة التركية حماستها بشأن اتباع جدول اعمال الاتحاد الاوروبى وتناقص تأييد الرأى العام فى تركيا للاتحاد الأوروبى فى السنوات الأخيرة .

وفى الشهر الماضى اتهم نائب رئيس الوزراء التركى بولينت ارينك الدول الاعضاء فى الاتحاد الاوروبى بأنها السبب وراء تراجع دعم الرأى العام فى تركيا فيما يتعلق بعضوية الاتحاد الاوروبى .

وقال ارينك " انه كان هناك انخفاض ملحوظ فى دعم الرأى العام للاتحاد الاوروبى . فقد تراجع الى مايتراوح بين 18 و20 فى المائة من 75 فى المائة . واننا لا نتحمل اللوم بشأن هذه القضية . وان موقف دول الاتحاد الاوروبى غير المسئول الذى وضع عقبات امام تركيا والذى حاول التشكيك فى تركيا هو السبب فى هذه التراجع " .

وبالرغم من النظرة التشاؤمية فان وزارة الخارجية اكدت فى بيان امس ان " تركيا سوف تواصل العمل بحسم على طريق عضوية الاتحاد الاوروبى " .

وفى اشارة الى احياء الطلب ،أعلن وزير الاتحاد الاروبى التركى ايجمين باجيس أمس فى بروكسل ان رئيس الوزراء رجب طيب اردوجان سوف يزور بروكسل إما فى ديسمبر او يناير فى اول زيارة له منذ عام 2009 .

كما اكد على انهم اصبحوا قريبين للغاية من التوصل الى اتفاق على تحرير التاشيرات الذى سوف يؤدى الى السفر دون تأشيرات الى اوروبا بالنسبة للمواطنين الاتراك .

ومن المتوقع ان يحسن نظام الاعفاء من التأشيرات دعم الرأى العام التركى لعضوية الاتحاد الاوروبى .

وقال ارول " ان تركيا تحتاج فى الحقيقة الى خطوات جوهرية من الاتحاد الاوروبى لوضع عملية العضوية على المسار الصحيح .وان ضعف الالتزام السياسى القوى من جانب الاتحاد الاوروبى يثبط كل الايماءات والمقترحات الطيبة الأخرى .

/مصدر: شينخوا/