أنقرة 16 نوفمبر 2013 / استقبل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يوم السبت زعيم إقليم كردستان العراق الزائر مسعود برزاني للمرة الأولى في عقدين من الزمان، ما دفع محللين إلى القول بأن أنقرة تطبق سياسات جديدة لمواجهة تحديات محلية وإقليمية.
وفي هذا السياق، قال المحلل التركي سدات إرغين إن "واحدة من أكثر النتائج الجديرة بالملاحظة للزيارة تتمثل في أن التحالف، الذي يتشكل منذ فترة بين أردوغان وبرزاني، سوف يرتفع إلى مستوى إستراتيجي في معادلة القوة بالشرق الأوسط".
مواجهة أكراد سوريين:
تأمل أنقرة أن يمكنها توطيد العلاقات مع برزاني من كسب وضع أفضل في شمال سوريا، حيث يوجد حزب الاتحاد الديمقراطي، وهو أحد أفرع حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا، والذي تشير تقارير إلى أنه مدعوم من طهران ودمشق ويقاتل ضد مجموعات مسلحة أخرى.
وتخشى تركيا أن يفرض حزب الاتحاد الديمقراطي تهديدا خطيرا على أمنها القومي.
أما برزاني، الذي حافظ على منصبه بفوز كاسح في الانتخابات الأخيرة بالإقليم ذاتي الحكم الواقع شمالي العراق، فلديه مشكلاته الخاصة مع حزب الاتحاد الديمقراطي. ولا يريد برزاني أن يردى الأكراد المتحالفين معه في سوريا يتعرضون للتهميش من قبل الحزب.
زادت حدة التوتر عندما أعلن حزب الاتحاد الديمقراطي هذا الأسبوع عن إدارة مؤقتة ربما تدير منطقة كردية شبه مستقلة في سوريا، وردت أنقرة بقوة على هذا الإعلان.
وفي هذا السياق، قال مسعود جفيكالب، وهو محلل تركي يعمل في العاصمة أنقرة، لوكالة الأنباء ((شينخوا)), إن "هناك تداخلا واضحا في المصالح المتبادلة في هذا الشأن ... لا يريد أي من أردوغان أو برزاني رؤية حزب الاتحاد الديمقراطي، الحليف لنظام الرئيس السوري بشار الأسد المتأزم، يسيطر على السلطة في شمال سوريا. ومن ثم، يعملان سويا على منع حدوث هذا".
المساعدة في مواجهة المشكلة الكردية:
تأمل الحكومة التركية أيضا أن يساعد التحالف مع برزاني في تسوية مشكلتها الكردية الخاصة، وبالتحديد نزع سلاح حزب العمال الكردستان الذي ظل يقاتل القوات الحكومية التركية على مدار العقود الـ3 الماضية، ما أدى إلى مقتل قرابة 40 ألف شخص بسبب الصراع.
ودشنت أنقرة عملية تسوية للأزمة مع الزعيم الكردي المحتجز عبد الله أوجالان العام الماضي، لكن العملية تعلقت بسبب المطالب التي لم تتحقق بالنسبة للجانبين.
ويرى المحلل التركي مراد يتكين أن زيارة برزاني تعتبر تذكرة بحتة بأن زعيم حزب العمال الكردستاني ليس اللاعب الوحيد على المسرح الكردي، مضيفا "ليس سرا أن أوجالان وبرزاني يتنافسان على زعامة الأكراد المشتتين في 4 دول بالمنطقة هي تركيا والعراق وسوريا وإيران".
وتابع يتكين قائلا "ولذا، يرى أردوغان أن جزءا من المنافسة قد يدفع حزب السلام والديمقراطية الموالي للأكراد في تركيا إلى اتخاذ موقف أكثر تصالحا تجاه الحوار".
ويعد حزب السلام والديمقراطية الجناح السياسي لحزب العمال الكردستاني في تركيا، واتخذ نوابه موقفا صارما مؤخرا تجاه الحكومة التركية في مواجهة عملية التسوية السياسية المعلقة.
ويرى غوخان باجيك، الأستاذ بجامعة إيبك في أنقرة، أن "تأثير برزاني في السياسات التركية ليس جديدا بالطبع"، مضيفا أن "تركيا تستخدم برزاني دائما كورقة لعب".
وأشار باجيك إلى أن برزاني ربما مفيد لتركيا "كدرع لحماية الأكراد الآخرين من فتنة سياسات حزب العمال الكردستاني المتركزة على القضية التركية، والاستفادة من قوة برزاني السياسية والعسكرية للحد من نشاطات الحزب في المنطقة".
كما يعتقد يتكين أن دعوة برزاني محاولة لتعزيز وضع أردوغان محليا في حملة الانتخابات وجذب الناخبين الأكراد المحافظين.
سياسة الطاقة تلعب دورا:
في الوقت نفسه، تؤكد زيارة برزاني النمو السريع في العلاقات بين الجانبين في مجال الموارد الهيدروكربونية الوفيرة في شمال العراق، والتي تريد تركيا الاستفادة منها لحفز اقتصادها الصاعد.
ومن ناحية أخرى، يرى إقليم كردستان العراق أن تركيا منفذا لبيع النفط والغاز إلى أوروبا. ولكن تطوير صناعة النفط بشكل مستقل بواسطة الأكراد تسبب في غضب الحكومة المركزية العراقية، وخلق صدعا في العلاقات بين تركيا والعراق.
ولكن يبدو أن الدفء الأخير في العلاقات الفاترة بين أنقرة وبغداد أنحى الخلافات حول الطاقة في إقليم كردستان العراق جانبا بشكل مؤقت. كما أدت الانتخابات المرتقبة في العراق إلى حالة من الدفء في العلاقات الثنائية.
ويرى أورهان مروغلو، الكاتب الكردي، أن حالة عدم الارتياح بسبب الصفقات التي أبرمتها حكومة إقليم كردستان العراق في مجال الطاقة مؤخرا ربما تراجعت حاليا، وعزا موقف بغداد اللين إلى الانتخابات البرلمانية المرتقبة في العراق، حيث تزيد حظوظ رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي.
وأضاف مروغلو قائلا "إذا فاز المالكي بالانتخابات المرتقبة، فسوف تعتمد قدرته على نيل الثقة في حكومته إلى حد كبير على أصوات نواب المنطقة الكردية".
وتريد المنطقة الكردية بناء خط أنابيب نفط ثاني ومستقل للربط مع تركيا من أجل نقل 3 ملايين برميل من النفط يوميا بغرض التصدير.
وقال وزير الطاقة التركي تانر يلديز يوم الجمعة إن بلاده عرضت آلية لنقل نفط شمال العراق إليها وتركت قضية تقسيم العائدات بين الحكومة المركزية العراقية وإقليم كردستان العراق للطرفين.
/مصدر: شينخوا/
1. حافظوا على القوانين، والانظمة المعنية التى وضعتها جمهورية الصين الشعبية، وحافظوا على الاخلاق على الانترنت، وتحملوا كافة المسؤوليات القانونية الناتجة عن تصرفاتكم بصورة مباشرة وغير مباشرة.
2. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين كافة الحقوق فى ادارة الاسماء المستعارة والرسائل المتروكة.
3. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين الحق فى نقل واقتباس الكلمات التى تدلون بها على لوحة الرسائل المتروكة لصحيفة الشعب اليومية اونلاين داخل موقعها الالكترونى.
4. تفضلوا بابلاغ arabic@peopledaily.com.cn آراءكم فى اعمالنا الادارية اذا لزم الامر.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn